بيان هام من إدارة قبيلة عموم الزيادية

إدارة قبيلة عموم الزيادية

بيان هام

لا يخفى على أي مراقب ومتتبع للأحداث المؤسفة والتي جرت في الأيام الماضية بولاية شمال دارفور وتحديداً قرب منطقة مليط يومي السبت والأحد 22-23/3/2004م – صحف (أخبار اليوم / ألوان / الحياة / الخليج الإماراتية / وكالات الأنباء "الثلاثاء 24/3/2004م) :

وقد جاءت تفاصيل الأحداث كما روتها الصحف بمقتل (19) شاباً من صغار السن جميعهم من أبناء قبيلة الزيادية والذين جرى تدبير كمين مقصود لهم إثر تعقبهم لمواشي منهوبة يوم السبت 21/3/2004م واختطاف صاحبها من منطقة (غرونة – الحي الغربي من مدينة مليط) من قبل الخارجين على القانون والذين يربو عددهم عن الـ(250) وقد وقع الحادث قرب منطقة (دبة تقة) على بعد حوالي (15) كيلو غربي مليط يوم الأحد 22/3/2004م وقد جرى التمثيل بجثث القتلى في أبشع تصرف من نوعه لا يمت للأخلاق ولا الدين ولا الأعراف الإنسانية بصلة (حتى في ظروف الحرب) حيث تم تجريد القتلى من ملابسهم وتهشيم أسنانهم وإفراغ كميات من الرصاص في عيونهم وأفواههم (وتشليخهم) وصوراً أخرى نمسك عن ذكرها مما يؤكد على الطبيعة العدوانية والوحشية واللا إنسانية لهؤلاء المعتدين .

ونحن إذ نحتسب هذه الثلة والتي تضاف إلى حوالي (54) آخرين سبقوهم في اعتداءات وظلامات سابقة لحقت بالقبيلة ليرتفع عدد الضحايا إلى (73) شاباً وعدد كبير من الجرحى وذوي العاهات المستديمة والنازحين وكميات من الأموال المنهوبة لا مجال لحصرها منذ اندلاع الاضطرابات الأخيرة نؤكد إننا وكإدارة لعموم الزيادية بعمدها ومشايخها وأعيانها لا ننفك تدعو (كما ظللنا وسنظل) للسلام والتعايش والإخاء بين كافة الكيانات الاجتماعية والقبلية بدارفور ولكننا نؤكد في ذات الوقت مثلما نحن دعاة للسلام والتعايش والمحبة فإننا لن نصبح لقمة سائغة لمن يريد أن يسيمنا الهوان أو يمرغ أنوفنا برغام الأرض سيما وأن تاريخنا وسفرنا الناصع بعموم الولاية والسودان قاطبة يدركه القاصي والداني .

ولعل من المفيد ونحن بين يدي هذه الأحداث المؤسفة أن نؤكد على جملة من الحقائق الهامة والثوابت التي يجب أن تكون واضحة لكل ذي بصيرة من أرادها ومن لم يردها وهي :

1. إن الحادث الذي وقع وبالطريقة التي نفذ بها وظهر للملأ لا يشير إلا إلى الطبيعة اللا إنسانية والوحشية المنافية لكافة الأعراف وحقوق الإنسان والأخلاق .

2. إن القتلى والذين جميعهم من صغار السن لم يكونوا معتدين أو ظالمين أو داقين لطبول الحرب وإنما كانوا يتسابقون خفافاً وراء حق سلب وأخيهم المختطف خلف مواشيهم والتي قام بنهبها أولئك المعتدون بهدف جرهم إلى مكيدة معدة سلفاً لارتكاب هذا الجرم .

3. نحن كقبيلة زيادية بإدارتها ظللنا نتقاسم الحياة شراكة بين كافة القبائل والكيانات الاجتماعية بهذه المنطقة مما يؤكد ماضينا وحاضرنا بأننا لسنا من ضاربي دفوف الحرب أو المعتدين أو المبادئين بالظلم ولكننا وبشهادة الجميع لا نرضى بالضيم ولا أن تسلب حقوقنا ولا أن تذهب دماءنا هدراً مهما كانت المبررات .

4. منذ اندلاع الاضطرابات الأخيرة بولايات دارفور كان موقفنا واضحاً وكان إسهامنا أوضح في كافة منتديات الإصلاح وإعادة الأمور إلى نصابها وفي مقدمتها ملتقى الفاشر التشاوري (2003م) ممثلين في قيادتنا وبعض أعيان القبيلة ومن ثم في عدد من مؤتمرات الصلح و(الجوديات) بالمنطقة .

5. بعد إطلاق الدولة مبادرتها الأخيرة (فبراير 2004م) للسلام في دارفور كان رأينا جهيراً عبر ترحيبنا بالمبادرة وبالمؤتمر القومي الجامع للتعايش والسلام بدارفور وتضامناً منا مع كافة الإدارات والكيانات القبلية والاجتماعية التي رحبت بدورها بالمبادرة وأعلنت تأييدها المطلق لها .

6. نود التأكيد أن دماء أبناءنا الذين غدروا بليل ومضوا دفاعاً عن حق مشروع وواجب مفروض لن تروح هدراً مهما بهظ الثمن أو غلا المطلوب .

7. إن مبادئنا ومرتكزاتنا المعلنة عالية هي هادينا في سبيل أن تظل هاماتنا مرفوعة وحقوقنا محفوظة ونشدد بأن دفاعنا عن الأرض والعرض سيظل قائماً باعتباره حقاً مقدساً ما وسعنا ذلك ودونه كل الأرواح والمهج .

8. وبرغم كل ما مسنا من جراح وظلم ومرارات نظل ندعو ولن نألو جهداً في ذلك لنبذ الاحتراب ودرء الفتنة والإسهام بفعالية في تحقيق السلام وإشاعة روح التعايش والتسامح بين الجميع .

والله نسأله التوفيق وعليه التكلان

إدارة قبيلة عموم الزيادية

الاغنية ادناه من تراث قبيلة الزيادية