الشـــــيوعـــــيون في عـــــين العاصـــــــفة

الشـــــيوعـــــيون في عـــــين العاصـــــــفة


03-29-2004, 09:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1080592613&rn=0


Post: #1
Title: الشـــــيوعـــــيون في عـــــين العاصـــــــفة
Author: عبدالسلام الخبير
Date: 03-29-2004, 09:36 PM

نشر هذا المقال في صحيفة الصحافة بقلم الدكتور أمين حسن عمر ..والمقال يبدو أنه قطعة تمهيدية لسلسلة مقالات لاحقة تتناول ما أزمة الحزب الشيوعي الراهنة بعد بروز تيار مناهض للتجديد والتغيير بحجة أنتزاع الحزب من جذوره الطبقية وتدجينه ليصبح واحدا من الأدوات البرجوازية والرأسمالية الطفيلية..موضوع المقال يصب في جوهر الجدل الدائر في المنبر عن قدرة الحزب الشيوعي علي تجديدفلسفته ورؤاه وخططه وبرامجه وأدواته..
الشـــــيوعـــــيون في عـــــين العاصـــــــفة
الحزب الحائر (1)
قصة السلطان الحائر التي تحولت إلى مسرحية طارت شهرتها في الآفاق تستند على رواية تاريخية حقيقية وهي أن الإمام العز بن عبدالسلام الملقب بسلطان الأئمة أصدر أغرب وأشهر فتوى في تاريخ الإسلام ، وذلك عندما استشاره سلطان المماليك حول كيفية تمويل حملة مواجهة الغزو التتاري الذي كان يهدد مصر بعد أن اكتسح المشرق العربي بأكمله وابتلع الشام. السلطان الذي كان من أنقى وأشجع الحكام المسلمين على مر تاريخ الإسلام والمسلمين كان على استعداد للتنازل عن أمواله جميعاً بل والتضحية بنفسه في سبيل الحفاظ على مصر الإسلامية بعيداً عن سنابك خيل المغول . وقد شكى السطان لسطان العلماء العز بن عبدالسلام والذي كان هو الآخر يقود حملة المقاومة بنفسه أن الأمراء المماليك أغنى أغنياء مصر يعتنون بالمال من أن ينفقونه على حماية مصر رغم ما يتهددهم وأموالهم الطائلة من خطر داهم عظيم وكان اتفق الإمام العز بن عبدالسلام مع السلطان على إعلان فتوى مؤداها أن المماليك رغم أموالهم الطائلة بما فيهم السلطان جزء من أملاك بيت مال المسلمين وأن عليهم مكاتبة السلطان ليتم تحريرهم والمكاتبة هي أن يبذل المملوك بعضاً من ماله الخاص لافتداء نفسه ، ولكي يتم تحديد قيمة المماليك بما فيهم السلطان نفسه كان لابد من مزاد لتحديد قيمة كل أمير من المماليك ثم يترك له من بعد ذلك أن يدفع الثمن الذي رسى عليه المزاد . وهكذا وجد السلطان الحائر الحل لتمويل الجيش في هذه الفتوى الغريبة. وقف السلطان وسائر المماليك لتحديد قيمة كل واحد منهم ثم يتقدم الأمراء لافتداء أنفسهم بدفع الثمن وقيل أنه اجتمع للسلطان مال عظيم لتمويل الجيش لأن كل أمير لم يكن ليرضى أن يكون ثمنه بخساً . هذه الرواية التي ألهمت المسرحية الناجحة أتذكرها اليوم وأذكر القراء بها لأن سلطان الأحزاب الشيوعية في المنطقة العربية الحزب الشيوعي السوداني يمر بموقف مشابه فلكي يبقى الحزب في الساحة السياسية لابد أن يعلن على الأشهاد بطلان مشروعيته السابقة الممثلة في الأيديولوجيا المسماة بالاشتراكية العلمية والممثلة بفكره السيا سي المتمثل فيما يعرف بالمركزية الديمقراطية وبتاريخه السياسي الممثل في الكفاح الدائب للتوصل إلى سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية.



القيادة التصفوية:
في الأيام القليلة الماضية صدر بيان من مجموعة من كوادر الحزب الشيوعي السوداني شنت فيه هجوماً عنيفاً على قيادة الحزب الراهنة واتهمتها بأنها تعمل على تصفية الحزب ونزعه عن جذوره الطبقية ليصبح واحداً من أدوات البرجوازية والرأسمالية الطفيلية البيان المرسوم بالبيان رقم واحد لما أسمت نفسها باللجنة التمهيدية لمقاومة تصفية الحزب الشيوعي قال ان المجموعة لن تسمح بتصفية الحزب الشيوعي تحت مسمى التجديد وقالت المجموعة أن اتجاه التصفية بدأ باقتراح تغيير اسم الحزب الشيوعي ثم بطرح لائحة جديدة أقل ما يمكن أن توصف به أنها أكثر تخلفاً من دستور الاتحاد الاشتراكي.
وأضاف البيان ان القيادة الحالية بدأت هجوماً على المركزية الديمقراطية للقضاء على المبدأ التنظيمي الذي يحمي جسد الحزب ويمنع الفوضى والتكتلات. هذا البيان يكشف أن المواجهة المحتومة بين الشيوعيين الأصوليين المتمسكين بالماركسية الليننية وبرنامجها السياسي وبين اتجاه القيادة الحالية والذي سوف يعلن الكفران المبين بالإشتراكية العلمية قانوناً لحركة التاريخ وانسلاخه بالتالي من مقولات تابعة مثل ديكتاتورية البرولوتاريا وسلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية مرحلة سابقة لهذه الديكتاتورية المستحقة للطبقة العاملة ، وكذلك رفض المركزية الديمقراطية منهجاً للتنظيم والتشاور الحزبي باختصار أن شيوعيي السودان الذين كانوا أكثر شيوعيي العالم العربي أصولية . والذين حصلوا على تكريم موسكو ممثلاً في جائزة لينين. وفي قيادة الاتحاد العالمي للعمال والاتحاد العالمي للشباب يقولون للعالم ان الاشتراكية العلمية هي الأخرى فكرة طوباوية غير صالحة للتطبيق.



التحريفيون الجدد:
لاشك أن هذا القول سيفهمه أولئك الذين اعتادوا على قراءة الأدبيات الماركسية حيث صنفت كل الفكر الإشتراكي السابق واللاحق بأنه طوباوي أي فكر تمنيات لا يستند إلى رؤية علمية للواقع ولا قراءة علمية جدلية للتاريخ. الذين قرءوا أدب الحزب الشيوعي يعلمون جيداً أن الاشتراكية العلمية ليست فلسفة. فالفلسفة لمن يقرأ ردود ماركس على دهرونج مجرد سفسطة برجوازية . الاشتراكية العلمية هي قانون للتطور الاجتماعي يستند على اكتشاف ماركس للقانون الذي يحكم حركة التاريخ وهو المادية الديالكتيكية أي المادية الجدلية والتي تمثل في التطور الحتمي لوسائل الإنتاج والذي ينجم عنه بصورة حتمية تطور اقتصادي تنشأ عنه طبقات تتصارع صراعاً حتمياً لتنصر الطبقة الأكثر عدداً في نهاية الأمر بعد أن تضطرها تداعيات التاريخ للتوحد الأيديولوجي والتنظيمي وعندئذ تحكم الطبقة العاملة حكماً مطلقاً في ظلها تتحقق الشيوعية أي شيوع الأموال والمصالح بحيث لا تكون حكراً للرأسمالية أو البرجوازيات المختلفة تحت شتى العنوانين . لينين وبقراءته لواقع الشيوعية في الشرق خرج بنظرية سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية والتي تتمثل في تحالف يقوده حزب الطبقة العاملة ولكنه يضم مجموعات برجوازية ذات مصالح متسقة مع مصالح الحزب ليقضي سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية في نهاية الأمر إلى سلطة الطبقة العاملة التي هي الراعية للمجتمع الشيوعي الذي يتطور هو الآخر حتى يبلغ مرحلة التخلي عن الدولة . وعندها تزول الدولة بوصفها شكلاً تاريخياً يقوم على فكرة الأكراه لتحقيق الضبط الاجتماعي. أما المركزية الديمقراطية فهي تقف في مواجهة الديمقراطية البرجوازية التي تقوم على فكرة الممارسة التشاورية لجميع البالغين Aduttsufferage بينما تنهض فكرة المركزية الديمقراطية على تشاور عبر مستويات التنظيم المتعددة فالأفكار تطرح من مركزية الحزب لأنها تقوم على قراءة دياليكتيكية (أي جدلية) لتطورات المرحلة ولتفاعلات تعترضها مركزية الحزب استناداً للفقه الماركسي اللينين ثم تتنزل هذه الأفكار أو القرارات للتأكيد عليها أو نقدها بواسطة مستويات التنظيم الأخرى ولا يمنع أن ترفع المستويات الدنيا قراءتها للواقع أو مقترحاتها للتفاعل معه ولكن هذه الأفكار والمقترحات لابد أن يقع التأمين عليها بواسطة مركزية الحزب وبذلك تضمنت المركزية الديمقراطية وحدة الحزب وفاعلية قراراته ووحدته في تحليل الوقائع والمستجدات والتفاعل معها.

Post: #2
Title: Re: الشـــــيوعـــــيون في عـــــين العاصـــــــفة
Author: lana mahdi
Date: 03-30-2004, 11:17 AM
Parent: #1

اخى الخبير
سلامات
الحقيقة ادخل بوستك هذا البهجة الى نفسى كما لم يفعل اى بوست أخر من مدة طويلة ،،وسبب [[البهجة العارمة]] ان المقال المنقول فى البوست لامين حسن عمر و ما ادراك ما امين حسن عمر،وسبب البهجة الاكبر ان امين متقمص هذه المرة شخصية الاستاذالعليم ببواطن الامور والذى يفترض فيه ان يكون فرغ من اصلاح حزبه لييمم شطر بقية الاحزاب ناقدا و مصلحا لكثير مما فات على اولى الالباب من قيادات تلك الاحزاب
وكيف له الا يفعل؟؟؟!!!
اليس قيادة من قيادات المؤتمر الوطنى آتاه الله بسطة فى العقل و بسطة فى السلطة وبسطة فى المعرفة وبسطة فى التقييم و بسطة فى كل الملكات لا لشىء الا لانه منتمى الى هذا الحزب [الاسطورة]الذى لا ياتيه الباطل من بين يديه و من خلفه ؟؟؟
هذا الحزب الاسطورة الذى لم يكتف بايراد السودانيين موارد التهلكة بداخل الوطن بل وطاف تلامذته النجباء بلاد العالم ممثلين للنظام دبلوماسيا ظاهريا و خزنة لنيران الشقاء المقيم لمعارضي النظام -ولى نعمتهم-اينما وجدوا فى بلاد الله الواسعة او فى الشتات بالاصح فقد اصبح هناك سودان الموطن و سودان المهجر الذى تمدد واوشك ان يلتهم حتى سودان الداخل من فرط كبره المهول ،طارد هؤلاء النجباء ابناء بلادهم مضيقين عليهم الخناق:كتابة تقارير فى السفارات ،تحديد المحرومين من اسباغ النعمة الجبهوية عليهم من الشرفاء الذين قالوا لا بدون مواربة للنظام حيث لا يعاملوا فى الخارج معاملة بقية السودانيين من اهل الحظوة فهم بالضرورة مواطنين اقل درجة او ان شئت درجة رابعة و عاشرة...الخ
ساكتب العناوين الفرعية التى اتت فى مقال امين حسن عمر بطريقة اراها اكثر مناسبة
الحزب الحائر
______________
بدون شك ينطبق هذا الوصف على الحزب الحربائى الذى تلون و تشكل عبر عقود من عمره و غير الاسم و الايديولوجيا والشخوص بدءا من جبهة الميثاق نالاخوان المسلمين مرورا بالاتجاه الاسلامى و الجبهة القومية الاسلامية و انتهاءا بالمؤتمر الوطنى و مشطوره المؤتمر الشعبى ،فاى حيرة اخى اكثر من هذه؟؟؟
القيادة التصفوية
________________
وبدون شك ايضا هى القيادة التى صفت المعارضين لها و اعدمت 28 ضابطا فى وضح النهار و لم تابه ،وصفت حتى طلاب العلم سليم ،التاية والقائمة تطول وعندما فرغت من تصفية المعارضين ،انتبهت لنفسها و بدات فى التآمر و تصفية بعضها البعض ،فاى قيادة تصفوية اكثر من هذه؟؟؟
التحريفيون الجدد
___________________
اكيد و بالتاكيد هم واضعى منهج فقه المصلحة او فقه الضرورة ان شئت وهو ببساطة الفقه الذى يجد لكل عقدة حلال و مخرجا ،مش مهم من وين وبيودى لى وين...المهم التبرير ، انتهاك المعقولات،،ايجاد الحلول للوقت الحالى ، وتغيير الحلول و المخارجات حسب الضرورة
ولك شكرى