المحققون الاسبان يتحدثون عن شبكة من المغاربة نفذت هجومات مدريد

المحققون الاسبان يتحدثون عن شبكة من المغاربة نفذت هجومات مدريد
2004/03/17

المتفجرات المستعملة باعتها اسبانيا لدولة عربية في الماضي
مدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي:
التحقيقات تتقدم، ولكن ليس بشكل حاسم .. هذا ما تصرح به السلطات الاسبانية التي ترغب في تقديم جميع المعلومات للرأي العام بعدما تخلت عن فرضية ضلوع إيتا في التفجيرات الدامية بقطارات مدريد يوم الخميس، واقتنعت علي مضض بفرضية ضلوع تنظيم القاعدة.
وتفيد مؤشرات بحوزة المحققين الي ضلوع شبكة مغربية في التفجيرات، يدعمها حضور اسم جمال زوكام في ملف تفجيرات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 وتفجيرات الدار البيضاء في ايار (مايو) 2003 ويعتبره المحققون الحلقة الأهم في تفجيرات مدريد.
وجمال زوكام ليس المغربي الوحيد حتي الآن، فالي جانبه أخاه غير الشقيق الشاوي الذي اعتقل كذلك، وشاب آخر اسمه محمد البقالي كانا يشاركهما تسيير المتجر الذي يُشتبه ان الهواتف النقالة الـ17 التي خرجت منه لتستعمل في تفجير القطارات.
وأمس الثلاثاء اضيف خمسة مغاربة آخرين الي لائحة المشتبهين لا يوجد أي أثر لهم في اسبانيا، وقالت مدريد انها أصدرت أمرا دوليا بالقبض عليهم.
والي جانب المغاربة، هناك جزائري اسمه سعيد أرعيل. كان يقطن في برشلونة، ويقول المحققون انه أعطي الضوء الأخضر لتنفيذ التفجيرات، وبدوره تلقي ضوءا أخضر من أردني يوجد في كردستان العراق.
وهكذا تتبين السلسلة الدولية لمنفذي الاعتداءات، وإن كانت المعطيات تفيد ان المغاربة يشكلون النواة الصلبة للكوماندو الذي عاقب خوسي ماريا أثنار لوقوفه الي جانب الرئيس جورج بوش في العراق. لكن الضحايا ينتمون الي شعب وقف الي جانب الشرعية الدولية وندد بالحرب ووقف أكثر من 91 في المئة منه ضدها.
وبعد خمسة أيام من البحث المضني، اعتقلت الشرطة جزائريا، حالته غريبة للغاية. ففي شهر كانون الثاني (يناير) الماضي صاح في وجه ضباط كانوا يحققون معه بسبب مخالفات بسيطة: سترون.. في المستقبل سنملأ محطة أتشوتشا وجادة كاستيانا بالجثث . تهديد تذكره أحد أفراد الشرطة وقادت صاحبه الي المثول اليوم أمام القاضي الشهير بالتاسار غارثون ليري هل هذا الشخص المعروف بتعاطيه المخدرات يتكهن بأحداث المستقبل أم الظروف جعلته يستمع لمخطط تفجير مطارات مدريد.
وفجأة أصبح اسم جمال زوكام الحلقة الأكثر أهمية في التحقيقات، وتبين ان اسمه ورد في تقارير استخباراتية دولية منها مغربية واسبانية وفرنسية ونرويجية. ويقول المسؤولون المغاربة انهم حذروا نظراءهم الاسبان في شهر نيسان (أبريل) الماضي من النشاط الارهابي لهذا الشاب.
ويقول النرويجيون بدورهم انه زار مؤسس أنصار الاسلام في النرويج. وفي فرنسا يشار الي اسمه اليوم الاربعاء في المحاكمات التي تشهدها محكمة باريسية بحق بعض الذين يعتقد في انتمائهم الي القاعدة.
والجميع يتساءلون عن قوة هذا الشاب الذي افلح في اقناع القاضي بالتاسار غارسون ببراءته فأفرج عنه بدون متابعة بعدما اعتقله ضمن مجموعة عماد بركات، الاسباني السوري الأصل الذي يصنف كزعيم القاعدة في اسبانيا واعتقل في تشرين الثاني (نوفمبر) 2001.
لكن هناك لغزا من الألغاز الذي لم يجد له المحققون تفسيرا حتي الآن وهو ان المتفجرات التي استعملت في الاعتداءات الارهابية هي جزء من متفجرات من نوع غوما 2 ابتاعتها دولة عربية من اسبانيا. ويرفض المحققون الكشف عن هذه الدولة لكنهم يتســــاءلون بمرارة كيف سقطت في يد الارهابيين