امطار المانسون لن تعاود الهطول

غبار علي افق الروح يعلو
ووجهتة اللامكان
شوقي بذيع
قفز قلبي الى حلقي وانا اطالع نعي الاخ والصديق عادل حسب الرسول تحجرت كل الاشياء وغاب الكلام ومضيت لحال سبيلى محاولا ان استوعب ماحدث لعلي اجد تفسير لما حدث وحقيقة هذا المصاب الجلل
ابحث عن معني الموت والغياب ...
لم تقل لنا وداعا ولم تحن ساعة الرحيل بعد كنا نتشاغل بهموم الدنيا بعد ان سمعنا الحادث المرورى وكنا نقول انك بخير طالما لا اخبار مستبعدين فكرة الموت وكنا ننتظر كتابك عن حبيبتك الاولى الحركة
الطلابية وهموها وتاريخها وكما يقولون الموت غريب حين يقترب من دائرتك وهاهو يدخلها وانفض سامرنا .
حديثك لم يكتمل كنا ننتظرك انا والاخ عائد خالد طه ايام الشتا ء بالقرب من كانون الشاي لننعم بالدفء والونسات وتنادى وتقول الشاي ياحافظ وتشاغل وتقول عائد شالع طه ويرد عائد انعل ....ونضحك ثم نمضى
نعم اتذكرك وانت بشعرك الكثيف والاسواتر الرمادي لتعطينا احساس بانك من جيل اخر ليس جيلنا جيل البطولات كما تقول
نعم اتذكرك وانت تخاطب الطلاب بدارنا العامرة فى الندوات والسمنارات والمؤتمرات وحين تمطر سماء بونا امطار المانسون فى موسم الخريف وتقول كويس المطرة دى دخلت الشباب من بره عشان يسمعو
اه ثم اه منك يا وجع الروح
وكنت اشاغلك واقول لك ياتطش جنك فرص مباشرة وكنت تضحك وتقول احسن من الناس الجنها بلنتيات فى المايك
كان الصديق عادل تطش صديق للجميع الصغير والكبير كان يعشق الحوار والنقاش والنزال الفكرى وكان شجاعا فى الحق حتى على نفسه وكانت نقاشاتنا ان تاخرت لساعة كان يقول يازول انا بصى جا كان
عادل حسب الرسول مهموما بهموم الاتحاد والحركة الطلابية كان انسانا حلو الحديث مطلعا محبا للادب جمعت هذه الاشياء المتعدده صداقات من جميع الاتجاهات الفكرية والسياسية وهذا لعمري قيمة
اساسية عرف بها تطش
في ليلة مقمره والسماء تبدو صافية الا من نجوم ترصع قبة السماء فى حوش اتحادنا نتجازب اطراف الحديث انا وعائد والاخ عبداللطيف خليل وابوبكر مهدي بوكو واحمد مصطفى تنشنة والراحل
المقيم فقال موجها كلامة لعائد وكان الحديث عن صلاة العيد فقال عادل تطش لعائد لو صلاة العيد ادوكم لها تجيبو امام من وين فقال عائد نحنا عندنا يحي جاد الله انتو عندكم منو فقال تطش بعد تفكير
عندنا نجم الدين الصيدة فقال له عائد ياتطش دى صلاة عيد ما صلاة جنازة قهقهنا وضحكنا وانفض سامرنا على سيرة الموت دون ان تقول وداعا وينادى عليك مجدي النيبالى او محمد مالك من بعيد لتسرع الخطي
وتلوح بيديك وتقول بكره بكره لتغيب فى فراغ البص الا
حمر لينحشر البص في جوف المدينة النائمة فى تلك الساعة.
تقف كلماتى الان عن الكتابة معلنه انها لاتستطيع ان تواصل الان ربما كتبت لك يوما اخرا اتركنى الان ارجوك لقد اقترب الموت من من دائرتى وها انا ابحث عن معنى الموت ومعنى الغياب

الأخ سليمان

رحم الله فقيدنا عادل تطش وسوف اكتب لك عن زكرياته الجميله بعد زوال الحزن من بونا الحزينه