فونقـــة: حدث ذات "هجيــر" ..... في ميدان أبي جنزيــر

فونقـــة: حدث ذات "هجيــر" ..... في ميدان أبي جنزيــر


02-05-2004, 06:55 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1075960508&rn=0


Post: #1
Title: فونقـــة: حدث ذات "هجيــر" ..... في ميدان أبي جنزيــر
Author: خالد الأيوبي
Date: 02-05-2004, 06:55 AM

- آآآآآه
تنهيدة عميقة بثثت فيها كل زهو الإنتصار وفرحة الفوز لكنها إصطدمت بواقع غريب حولها فماتت في مهدها.

ميدان أبي جنزير ممتلئ بالمئات والساعة في شوارع الخرطوم تعلن " الذروة " تماما من يوم السبت أول أيام الأسبوع حيث يصل المعدل اليومي للغياب عن العمل و الدراسة إلي مستواه الأدني. المظلات بائسة التصميم، علي قلتها، تتآمر مع الشمس الحارقة ضد المتواجدين في ذلك المكان والزمان. بينما الجرائد و شنط اليد النسائية علي الرؤوس تبدي بعض تعاطف و تحجب عنهم أشعتها ما أستطاعت. لحظات الهدوء والسكون تطول. وما بين الفينة و الأخري ينقلب الهدوء إلي فوضي و سباق محموم يشتعل مع دخول كل عربة إلي ساحة الميدان. فتري الناس يهرولون نحوها في جنون. يتنافسون علي مقاعدها الخالية ، إذا وجدوها خالية، دفعاً و صراعاً و عراكاً. وما بين الفينة و الأخري يطول الزمن و يبطئ باثاً من الضجر والملل ما يكفي لدفع الناس إلي حافة التوتر والضيق.
كنت قد أبديت صلابة و مهارة فائقة و أنا أقهر العشرات ممن تزاحموا معي عند الباب وأقذف بجسدي بكل قوة إلي داخل العربة " البوكس". فأستحققت بذلك ما ظفرت به من مكان خالي فأنطلقت مني تنهيدة النصر العميقة تلك، صادقة و معبرة. ولكنها للأسف ماتت في مقتبل عمرها وذهب عني سريعاً زهو الإنتصار و فرحتي عندما إنتبهت فجأة إلي الواقع المريب حولي. لم يكن هنالك من أحد ركب هذه العربة غيري، فذلك الشخص القابع بهدوء تام في أقصي الكنبة المقابلة لي قد كان موجوداً بها أصلاً عندما أقتحمتها.
أنا لوحدي ! تستبد بي الحيرة. لماذا !. أين العشرات الذين كانوا يصطرعون معي قبل لحظات عند مدخل العربة !! بل أين بقية الناس وهذه المقاعد خالية تنادي من يشغرها !!!. و رفيقي في العربة يقابل تعجبي بإبتسامة بلهاء خاوية لا تروي فضولي. فأدير عنه جسدي وأتجول ببصري في ساحة الميدان أنشد التأويل و التفسير. وجدت الكمساري أقرب الناس إلينا يقف علي مبعدة من عربته علي غير المألوف وينادي بصوت يائس و ضعيف، لا يكاد يسمع: بحري بحري البوسطة المحطة الوسطة يا ...
شاهدت بعض الناس يحيطون من كل جانب بعربة كانت قد دخلت الساحة لحظتها، حتي أني لا أكاد أراها من كثرة تزاحمهم حولها. ورأيت آخرون يسدون الطريق أمام أخري يجتهد سائقها في شق طريقه بينهم ليجد لها موقعاً يوقفها فيه. ووجدت البقية الباقية من الناس ما زالت تحتمي من هجير الشمش بالمظلات أو تستعين بالجرائد والشنط النسائية.
ومالها هذه العربة خالية المقاعد ولا أحد ينشدها أو يقترب منها. تسآءلت في نفسي و قد بلغ بي التعجب مداه وصوت الكمساري أضعف مما كان وأشد يأساً، كأنه آت من قعر جب سحيق: بحري البوسطة .......بحري
أدرت وجهي عنهم وأنا أفكر: هل من مشكلة ما في هذه العربة ؟ وعدت ببصري إلي العربة كأنني أبحث في داخلها عن إجابة لسؤالي. تلتقي نظراتي بالإبتسامة البلهاء في أقصي الكنبة المقابلة لي. لكني لم أرها بلهاء هذه المرة. ألفيتها إبتسامة صفراء أو قل سوداء قاتمة. كانت أقرب إلي التكشيرة منها إلي الإبتسام. بل هي شئ بين هذا و ذاك. لم أهتم بتسميتها بقدرما أثار إهتمامي ذلك الأحساس الغريب الذي إنتقل إلي هذه المرة وأنا أنظرفي وجه رفيقي الجالس في هدوء تام. كان إحساساً بعدم الإطمئنان جعلني ومن دون قصد مني أتراجع في مقعدي إلي الوراء قليلاً و يهمس صوت في أذني " هو !".
" نعم هو" رددتها في دواخلي وأنا أسمع دبيب الحذر و شئ أشبه بالخوف يسري في أوصالي. هو إذن و كلهم يعرفون أنه هو، إلا أنا يا لتعاستي لا أعرف. ولكن مابه يا تري؟ ومن يكون؟ و ما السبب؟ . و كيف أتأكد من ذلك؟ هل أتجرأ و أحادثه؟ هل أسأله؟
"من أنت ؟؟ " . لم تنفرج شفتاي شيئاً و لم يغادر سؤالي لساني.
وتوالدت عشرات الأسئلة المحبوسة بداخلي. من يكون ؟ لماذا هرب الناس عنه؟.
لم أعد أسمع للكمساري صوتاً ينادي ولا للناس خطواتاً تركض أو أجساداً تتصارع ، فكأن الأرض قد إنشقت حولنا و أبتلعت كل شئ سوانا. و ما عدت قادراً علي الإلتفات لأستكشف ما يدور هناك، فنظراتي مصادرة عنده وكل حواسي متحفزة لما هو متوقع أو غير متوقع. عقلي ينشط بالتفكير بحثاً عن التصرف الأفضل. هل أغادر العربة وأتركها له؟ أهرب!!! لا لست أنا الذي يهرب من بشر مثلي. ولكن ماذا لو كان ذو داء معد مثلاً؟ أو لو كان سفاحاً خطيراً و مسلحاًً؟ كلها إحتمالات وأنا لا أعرفه. ثم إني لا أعرف لماذا هرب الناس عنه؟ مرض معد! سفاح قاتل! ربما، فما أدراني أنا؟ .
نظري ما بارح وجهه لحظة طول هذا الوقت ولكن عندما إنقطع حبل تفكيري فكأنني أراه من جديد. تكشيرة وجهه زادت عن ذي قبل وصارت مخيفة حقاً وبدأ لي كأنه يقترب مني رويداًً. فتسلل الرعب إلي قلبي سريعاً. وحينها فقط قررت أن أرفع حكمة الآية الكريمة " ولا ترموا بأنفسكم إلي التهلكة" حجة أمام كل دواعي الحماقة والتهورالقبلية الموروثة في، بل ساندتها – سراً – بـ " و جعلنا من بين إيديهم سداً .. " وأنا ألملم شمل كل ما تبقي لي من شجاعة وقوي و- علناً - بحركة واحدة إتحدت فيها أطرافي وجميع خلايا جسدي ألقيت بنفسي بقوة إلي خارج العربة.
سقطت علي وجهي ولكن بعيدا بما يكفي ليحسسني بالأمان. ثم أنتصبت واقفاً أنفض الغبار عن ملابسي وأتدارك أي إحتمال للفضيحة قد ينجم إذا رصدتني عيون قبيلتي.
نهضت سريعاً لأفاجأ بما رأته عيناي من مشهد.
رأيت الناس، كل الناس، يركضون و يتدافعون في جنون صوب العربة التي تركتها لتوي....
ومن فرجة وسط الزحام لمحته. كان ما يزال هناك داخل العربة جالساً في هدوء تام، في أقصي الكنبة المقابلة للمكان الذي كنت أجلس عليه قبل ثوان.

Post: #2
Title: Re: فونقـــة: حدث ذات "هجيــر" ..... في ميدان أبي جنزيــر
Author: الطيب بشير
Date: 02-06-2004, 06:52 AM
Parent: #1

أيوبي
البقية في البوكس القادم

Post: #3
Title: Re: فونقـــة: حدث ذات "هجيــر" ..... في ميدان أبي جنزيــر
Author: خالد الأيوبي
Date: 02-07-2004, 09:59 AM
Parent: #1

البوكس التاني وين يا الطيب !!!!

القصــة بعداك جابت ليها مــــوتر .... راكب واحـــد بس

Post: #4
Title: Re: فونقـــة: حدث ذات "هجيــر" ..... في ميدان أبي جنزيــر
Author: Ehab Eltayeb
Date: 02-08-2004, 12:02 PM
Parent: #1

الايوبي :
البكاسي كالبصات..
ان فاتك بص لا تحزن..
فهناك بقية...

يبدوا ان شتاء منسوتا القارس ,قد اشعل دواخلك بالهجير ,واثار شجونا كنت تكتمها وتذكر ابوجنزير...
البكسي الجاي متين...

Post: #5
Title: Re: فونقـــة: حدث ذات "هجيــر" ..... في ميدان أبي جنزيــر
Author: Habib_bldo
Date: 02-08-2004, 12:17 PM
Parent: #4

أيوبي سلام
خليتنا في نص الطريق لا كملت الحكاية ولا وريتنا وصلت أهلك كيف
الكلام الاول كله مشهد محفور في زهن كل من أعتاد أن يركب من أبوجنزير
بس تصويرك جيد يا أيوبي
منتظرنك تكمل حكايتك عشان نهنيك او نعزيك

Post: #6
Title: Re: فونقـــة : .. حدث ذات " هجيــر " ..... في ميدان أبي جنزيــر
Author: خالد الأيوبي
Date: 02-09-2004, 00:12 AM
Parent: #4

تعرف يا إيهاب الطيب .......

الناس كانت بتعمل شنو؟ كانوا بيمشوا كداري لحدي عمارة الإخوة وأبعد من ذلك عشان يركبوا دبل.
مرة أنا منتظر ساعة في أبوجنزير ما قدرت أركب. قررت أمشي و أركب دبل من صينية الإتحاد الإشتراكي (حسع أسمها بقي شنو ؟ ). المهم يازول ما جاتني حافلة فاضية فواصلت لحدي داخلية تهراقا. إتخيل!!. و قفت شوية نزل واحد ، ركبت محلو. أديت الكمساري القروش وقلت ليه "ماشي وراجع". قال لي "كدي أدينا حق المشي حسع و الرجوع بنشيلو منك بعدين".. ففعلت. وصلنا أبو جنزير. وأتفآجأ بأن الحافلة ما دخلت الموقف، لفت من الصينية و علي كلزيوم (هل ما زالت موجودة؟). و ناس أبو جنزير شافوها و كسروا عليها . و أشوف ليك السواق و المساعد شغالين بي يديهم "ما راجعين يا جماعة ما راجعين".
ماراج عييين ؟؟؟؟ و أنا ماشي كداري لحدي الجامعة عشان أركب دبل ، ودافع ليكم عشان تجيبوني تاني هنا !! فكأننا يازيد لا رحنا ولا جينا!!؟؟!!
يا خينا زيد بتاع شنو .. كدي إتخارج لينا بالله

تعرف عملت شنو ؟