اعتذارات محجوب شريف..!!

اعتقد جازماً بان الرائع الاستاذ محجوب شريف لم يكن فى حاجة لتلك الاعتذارات الثلاثة التى قدمها لشباب الجبهة الديمقراطية فى احتفالهم ببلوغ جبهتهم نصف قرن من الزمان ذلك الاحتفال الذى ضاقت به قاعة معمر القذافى بجامعة الخرطوم والتهبت فيه ايادى الشباب الغضة بالتصفيق واجتمعت فيه ذوات الحجاب بلابسات بناطيل الجنز وذوو اللحى بحالقى مايكل جوردن كل هؤلاء على نقيض مواقفهم السياسية واختلاف رؤاهم الفكرية اجتمعوا على حب محجوب شريف ابن مريم محمود وابو مريم ومى وزوج السنبلاية اميرة الجزولى:
لما عرفتك اخترتك سعيد البال..
وخت شبابى متيقن
عليك امال
لاجيتك قبيلة
ولارجيتك مال
ولا مسحور يوم كنت فى عينى
اجمل من بنات الحور
وشاعر ملاحم الانتفاضة وصاحب ياجميلة ومستحيلة
وزعت اسمك
حارة حارة
فى مناديل العذارى
وفى مشاوير الحيارى
كل هذه الصفات والتعريفات تضمها البطاقة الشخصية لذلك الرائع والموجودة دوما فى جيب هذا الشعب!!!

عندما تفاجأ محجوب بذلك الحضور الملهتب وحماسة تصفيقهم قالها وبدهشة باكية انتو جيتو من وين ؟.. وكانت الاجابة صفقة داوية قد تبلغ القذافى فى خيمته وعبد الخالق فى مرقده ونقد فى مخبئه ومحجوب مع كل صفقة ياخذ كوبا من الماء اويعدل
لياقة قميصه الجديد وتمر على عينيه الدقيقتين اطياف من حزن وسعادة واعتذار!
اول ما إعتذر عنه محجوب هو قميصه الجديد وكأنه وبحساسية الماركسى القلق خشي من تهمة الرفاه او ان نعمة برجوازية اصابته فى زمن الانكسار والاندلاق تحت اقدام
الرأسماليين الجدد .. الم يدرك ودمريوم ان معجبيه ومحبيه يضعونه فوق الاشتباه
ولا يريدونه كادحاً متصنعاً يتوسل اليهم بغبشة الاهاب ورث الثياب!
وشدما ازعجنى وانا اجد نفسى غريب العمر عن شباب فى مقتبل العشرينات حالة
التبرير الاعتذارية التى حبس فيها محجوب نفسه وهو يتحدث عن قصائده فى مايو يا
حارسنا ويا فارسنا وفى حكاياتنا مايو .. يتحدث بسخرية ادائية لاذعة ويقول «كانت
قوافى .. كانت قوافى وحسب ! وكانت معانى لاتسندها تجربة ولا وعى».. واخذ يقرأ قصيدة من وراء قصيدة قالها فى زجر نميرى بعد19يوليو ثم يعود ويذكر الحضور ساخرا من قوافيه المايوية معتذرا عن كل بيت شعر فيها..ياليته لم يفعل ذلك..ويا ليته
لم يبصق على ماضى تولى فيا حارسنا قصيدة جميل كانت بنت لحظتها وبنت ظرفها وبنت محجوب ذلك الزمان الذى لايحق لمحجوب اليوم ان يجازيه بسياط السخرية وان يتهمه بعدم الوعى وضعف التجربة لان محجوب ذلك الزمان لايستطيع ان يدافع عن نفسه اليوم
كل الجروح بتروح
الا التى فى الروح
خلى القلب شباك
نحو الامل مفتوح
والاعتذار الثالث الذى قدمه محجوب شريف لحضور اليوبيل الذهبى للجبهة الديمقراطية وهو اعتذار غير مباشر عن بعض اغانيه العاطفيه
بغنيلك على قدر خيوط مناديلك
وقال ساخرا بان المناديل تحولت من مناديل الى تشس ..وفى هذا وعلى غير الكثيرين اجد نفسى مسانداً لرؤية دكتور البونى ودكتور عبد الله حمدنا الله بان اجمل ماكتب ودشريف هى قصائده العاطفية التى تخرج لقرائها ومستمعيها فى زينتها التعبيرية خالية من آثار الاخرين نسيجة وحدها تدخل القلوب دون ان تقرع الابواب أو تستأذن البواب
معاكى معانى حياتى بتبدا
وافتح بابا ياما انسدا
ليالى طويلة
واشوف العالم ربوة جميلة
عليها نسيم الصبح مخدة
انتهت الليلة الثانية من احتفال الجبهة الديمقراطية بيوبيلها الذهبى وذهب
الحضور مأخوذين بروعة الشعر والشاعر وبقميصه الجديد وبقصائده القديمة السياسية والعاطفية
ضياء الدين بلال
نقلا عن سودانيل

شكرا لك يا ايهاب الطيب فقد اثرت موضوعا يستحق قرايته بتمعن.

كل ما يمر يوم يكبر محجوب شريف في عيون الناس فهو باعتزارته الثلاث يعلمنا أن نبدأ بانفسنا إذا كنا ننشد التغيير والتقدم، فمهما ارتفعت قامة الانسان فهو دوما معرض للخطأ وإذا أخطأ شخص في قامة محجوب وقدم اعتزاره لأبنائه فهو يضع بمثل هذا السلوك قيما جديدة تساعدنا على اجتياز المحنة التي نعيشهاهذه الأيام.


جمال الدين بلال

ما شفتى ود الزين الكان وحيد امو؟
قالوا لو ناسك وين؟
ورينا ناسك كم؟.
ورينا شان تسلم.
العود خاتى الطق ما قال وحاتك طق.
ما وقف بين بين.
انا ما بجيب الشين
لو سقونى الدم..

الاخ جمال:
شكرا للمداخلة الجميلة.
ومحجوب شريف يستحق ان تفرد له عدة بوستات, ولكن يظهر الجماعة مشغولين بالعيد..
ولك خالص الود..