عبد الرحمن منيف ... الصمود حتي النهايه..

رحل اليوم في العاصمة السوريه الكاتب العربي عبد الرحمن منيف عن عمر يناهز السبعين عاما قضي معظمها في المنفي و كتب اهم الاعمال في تاريخ الرواية العربية حتي صار الرمز الابرز لها. ولد عبد الرحمن منيف في الاردن لأب من نجد وام عراقيه و درس في القاهره و بلجراد التي نال منها درجة الدكتوراة في الاقتصاد. شكل عبد الرحمن منيف الي جانب منجزه الروائي ، رمزا من رموز الاستناره و العقلانيه العربيه من خلال كتاباته و مواقفه الرافضة لحالة التخلف و الطغيان و الاستبداد العربي وكان شديد الحساسية تجاه قضايا الانسان الانسانيه. كانت اولي اعماله المنشوره ( الاشجار واغتيال مرزوق) التي شكلت بداية له انطلق بعدها حتي صدرت اهم رواياته (مدن الملح) وهي عمل روائي ضخم جاء في خمس مجلدات، و تعتبر روايه( شرق المتوسط )... ثم (شرق المتوسط مرة اخري) من الاعمال المحوريه لدي منيف يختزل فيها في قالب روائي ملئ بالتفاصيل الوصفيه ،التي يجيدها، حالة القهر التي واجهها المواطن في البلاد العربية و علاقته بالسلطة ، ويكشف الي حد كبير غباء السلطة و ضيق افقها و تعاليها وضعف المواطن ازاء كل ذلك، و برغم ان هذه الرواية ليست الاكبر لكنهافي تقديرنا كانت الثيمة الاساسيه و نقطة الرفض والحساسية لدي منيف. له ايضا من الاعمال ( حين تركنا الجسر) و ( سباق المسافات الطويله) ومع جبرا ابراهيم جبرا ( عالم بلا خرائط). عاش منيف فترة طويلة من حياته في العاصمة البريطانيه وقد كانت اعماله سببا في انقطاعه عن بلده السعوديه و تسببت له في كثير من التضييق. لكن منيف كان دائما منيفا و كان دائم الحضور في المحافل الثقافيه و كان نشطا و مساهما في كل الفعاليات ذات الصله بالقضايا الانسانيه في محكاتها الثقافيه. كانت جائزة القاهرة للابداع الروائي 1998 هي اخر الجوائز التي نالها و قد تم تكريمه في احتفال كبير اقامه المجلس الاعلي للثقافه في مصر. تميزت اعمال منيف في مجملها بالقوة و الدقه التصويريه و المقدرة علي حشد الموقف الانساني و تركيزه، و يبدو ذلك بصورة كبيره في كتابه ( الاشجار و اغتيال مرزوق) والتي يلفت النظر فيها بالفعل كم هو مبدع حين يحبس انفاس قارئه لقصة تبدو في ظاهرها علاقة بين الانسان والطبيعة ولكنها محملة بمدلولات رمزيه كبيره. انتقل مؤخرا ليعيش في العاصمة السوريه التي فارق منها الدنيا بعد رحلة طويله مليئة بالصراع و المكابدة و الانجاز، وكان دائما رمزا قويا للصمود ضد اغراءات السلطة و ارهابها ، ظل مخلصا لقضايا الانسان الضعيف و بقي صامدا حتي النهاية. رحم الله عبد الرحمن منيف و وسد روحه الوقاده في سلام.

أفضل ما قرات له ...
"شرق المتوسط " و " عالم بلا خرائط " ....و الله أنا تعبت تعب عشان أعرف و كاتب شنو و جبرا كاتب شنو ....؟؟؟
الله يرحوه

السمؤال ..
شكراً لانك نجحت فيما حاولت جاهدا فيه – بعد سماعي هذه الفاجعة – ان اكتب عنه ما يليق به ، لكني فشلت ، الكتابة عن رحيل مبدع كعبد الحمن منيف تعني تلخيص تجربة – تجربة ليست بالعادية – فعبد الرحمن هو ذاكرة الصحراء في النهايات و هو ذاكرة العرب كما في الخماسية وذاكرة الفجيعة والضياع كما الاشجار واغتيال مرزوق وذاكرة الاضطهاد كما في شرق المتوسط او الآن هنا او شرق المتوسط.. وهو ذاكرة المكان كما سيرة مدينة وارض السواد .. وهو منظر سياسي واقتصادي كما في الديمقراطية اولاً .. وهو مؤرخ ومناضل عنيد من اجل قضايا قوميه اسقط عن كاهله بكل سهولة المحدودية والاقليمية .
عبد الرحمن منيف هو خريطة العرب المتحررة من التبعية .