صفحات من أدب معاوية نور

صفحات من أدب معاوية نور


01-19-2004, 12:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1074512787&rn=0


Post: #1
Title: صفحات من أدب معاوية نور
Author: انا بنت النيل
Date: 01-19-2004, 12:46 PM

في معرض نقده للشعراء الرومانتكيين ..يقول معاوية نور :
"فلنتكلم عن الحب كموضوع شعر ..يتناوله أي شاعر عصري يود أن يقرأه أي مخلوق حي شاعر في القرن العشرين فليس ثمة شك في أن الحب حاجة فسيولوجية فهو كحاجة أي مخلوق حي إلي الأكل والنوم وهو مظهر عادي تشترك جميع الأحياء فيه ويمكن أن يقال أن النبات والجماد يعرفان الحب ايضاً والسلب والإيجاب من قوانين الكون بأجمعه فلم يختص إذن بنظم الشعر والأناشيد والأغاني؟
فالحب يصبح موضوعاً جديداً بالشعر كما تصبح أي حاجة انسانية أخرى حينما يكشف لنا الشاعر معنى هذا النغم وراء مظاهره المعروفة ومصاحباته العادية وربما لا يقع من نفس القارئ هذا النغم وذلك المعني وقد يبدو سخيفاً وغير صادق فالأمزجة والثقافات تتباين وتفترق " ء

Post: #2
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: الجندرية
Date: 01-19-2004, 12:55 PM
Parent: #1

العزيزة انا بنت النيل

سلام

امانة عليك دي هسي صفحات
ما تبقي بخيلة
جيبي الباقي

Post: #3
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: انا بنت النيل
Date: 01-19-2004, 12:58 PM
Parent: #1

من قصص معاوية نور الرائعة " في القطار" كتبها عام 1930م ..وهذه مقتطفات منها :
" بعد أن قطع القطار صحراء العتمور ومافيها من جبال ملتفة ورمال بيضاء منبسطة وأحجار سوداء متناثرة في لج ذلك الخضم الذي لا تقف منه العين علي شئ من صور الحياة النابضة ن سار ينساب إلي ارض لا تحوجه إلي مثل ذلك الكفاح والنضال القوي ، بل راح راكضاً في اتساق وسرعة على ضفاف وادي النيل ..وكنت من قبل أنظر إلي هذه الصحراء وأمعن النظر اليها كلما امعنت النظر جاشت بي الخواطر والذكرى .وخيل إلي أن لي تاريخاً مع هذه الصحراء وانه محال أن تكون هذه هي المرة الثانية أو الثالثة التي أشاهد فيها هذه الصحراء ، لما أشعر به من القرابة والعطف والإيناس لهذه الحجارة التي تترامي بالقرب من سير القطار.
والقطار سائر إلي ان اقترب من مدينة شندي بعد أن مر بمدن عدة والمسافر لا يرى غير السهول الواسعة حينا والأشجار المتناثرة حينا آخر وقد يرى بعض الأحيان أرضاً خضراء ، ولا يرى غيرها سوى الرمال والحصى. غير أن النظرة إلي شجرة من هذا الشجر الذي تجده بين حين وآخر ، واقفاً متدلي الأغصان في يأس واكتئاب وصبر ووحشة لا تخالطها بشاشة أو يمازجها فرح لحري بأن يحمل الإنسان إلي الإعتقاد بنضوب هذه البقاع من الحياة كما عرفها وذاقها بين المدن الصاخبة ، وأنفاس الإنسان النابضة ، ووثبة الحياة الدافقة.
كل هذا وبعض أصحابنا المسافرين المترفين في شغل عن الصحراء والسهول والأشجار وحديثها ، هذا يدخن سيجارته ، وغيره يقرأ كتاباً ، وثالث نائم ، وغيره وديع حالم وما أن يقف القطار عند قرية صغيرة يحسبها الإنسان خلاء وقفراً ، قبل ان يطلع عليه بعض اهلها من شباب وشيب وعهم أشياء من الطعام يرغبون في بيعها إلي المسافرين ، أو انواع الخزف والآنية.
وقف بنا القطار في هدوء طارئ من المحطات بعد أن أجتاز مدينة شندي وكنت تسمع المسافرين ينادون بعضهم بعضا : (أقفل الباب ، أقفل الشباك) بين قصف الرياح واصوات المسافرين ، وذلك لأن الرياح قد ابتدأت تعصف بشدة ، وتذر التراب في العيون والعاصفة تولول كالشارد المجنون والشمس تختفي بين حين وآخر لأن بالسماء الداكنة غمام يتجمع ويقلع حينا ، ثم تظهر الشمس سافرة وكأن النيل الذي وقفنا منه يرسل أصواتاً هائجة من أمواجه الثائرة ، وهكذا وقف القطار بين ولولة العاصفة ، وهدير الموج الصاخب ودكنة السماء ، وحلوكة الجو .."

ونواصل..

Post: #4
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: انا بنت النيل
Date: 01-19-2004, 01:28 PM
Parent: #3

الأخت العزيزة الجندرية..

الصفحات جاية في السكة ..دحين لوكي الصبر ..وادعي لينا ببراح الزمن وفسحة الوقت ..الما لاقينه..

Post: #5
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: انا بنت النيل
Date: 01-21-2004, 08:16 AM
Parent: #4

ونواصل مع معاوية نور..
تأملات في ليل الخرطوم علي ضفاف النيل الأزرق..
" الوقت ليل والكون ساج نائم ، فما تسمع نأمة ولا ترى حركة ، ولا تحس حركة سوى الركود والإغفاء والسكون والظلام الصامت ...تعتقد أن الحياة قد وقفت فجأة ، وأن الوجود قد أخلد إلي نومة هادئة ويعذبني ذلك السجو والسهوم فلا أستطيع أنا الآخر حركة أو قياما بل أظل أتبع حركة الماء الدافق أمامي ، حركة ما يجري في خواطري وأحاسيسي وأنا جالس على أحد المقاعد على ضفاف النيل الأزرق في مدينة الخرطوم . والنيل ينساب في مشيته هادئاً كأنه صفحة المرآة المجلوة ، وعلي يميني في النهر بضع سفن بخارية ، وأمامي الخرطوم بحري وجزيرة توتي ، وعلي شمالي مدينة أمدرمان يخيم عليها الصمت ويكسوها الليل ثوبا رقيقا ، ويخيل إلي أن ذلك الشجر الحاني بعضه علي بعض ، والذي يظلل شارع الشاطئ ، وذلك الهادئ بما فيه من قنطرة ، وأمامه من مدينة وجزيرة وما فوقه من سماء تحسبها لشدة زرقتها وأنكفائها علي حدود النيل ، أن السماء نيل وأن النيل سماء.
ظللت الساعات وأنا مأخوذ بسحر المنظر في شبه صلاة روحية وخشوع فكري وجلالة تغمر النفس وتخلع علي الحياة شعرا وتحيطها بالأسرار والأطياف والأرواح . لم يظهر لي النيل في تلك الليلة بالشيء السائل المائي وأنما هو بالمتماسك أشبه وإلي مادة كالزئبق أقرب، فما تشهد شيئا من العنف أو من الإندفاق الظاهر وأنما تشاهد العمق البعيد متشحاً بثوب الهدوء والسطحية البارزة العدو السريع ولا تلمح شيئاً من آثاره ومظاهره ، ولقد تسمع الوسوسة من حين لآخر بين نباتات المياه كأنما أشتدت بها الوحشة ن وكثر عليها الصمت والسكون. ولكن العالم غاف ، وللعالم حرمة عندها ، فتنطق في صوت خافت وتهمس بدلاً من أن تفصح ويعود الماء إلي سكونه ووحشته الجميلة والعين لا تفتأ تنظر إليه ولا تتعب من ذلك ولا تحس إعياء ولا فتوراً . ولقد يقع حجر في النهر وسط ذلك السكون فيكون للصوت الذي يحدثه موسيقى لا تعثر عليها عند أعاظم أرباب الموسيقى والفنون وأسال أحيانا من أين يا ترى تأتي هذه المياه وإلي أين هي ذاهبة ؟ أهي لا تفتر من هذه الحركة الدائمة والدائرة التي تنتهي لتبتدئ وتبتدئ لتنتهي إلي أين ايتها المياه ومن أين؟ ألا تفترين ألا تسخطين؟ ألا تنتابك عوامل الضجر والسأم ؟ فألمحها تسخر بي وتشفق علي؟ وعلى شفتيها ابتسام وفي نفسها مرارة وهي تهمس خوفا من أن تسمع ( هكذا ، لقد نفذ القضاء أليس من الحماقة والضيق والتأفف مما لابد منه ولا محيد عنه ، ونحن أبناء الحياة ولا شئ هنالك ، أليس من الخير أن نتحملها ونكون عند ظنها ولا تفتر عنها ؟ بل نحياها في أناة ورضاء وابتسام وادع مرير ، ذلك أحجى وأحكم لو كنتم تعلمون). وكذلك تذهب المياه معززة حديثها بالإبتئاس والأصطخاب ، ونسيانها للشعور بالنفس وهزئها بشعور الملال والإعياء والماء في جريه ووسوسته الدائمة يتخطى المدن والبلدان راكضاً وادعاً ، يمثل فلسفة الحياة وكيف يجب أن يكون احتمالها والتغلب علي شعور الملال ودواعي الإعياء والسخط.
ويأتي النيل الأبيض من الناحية الأخرى وهو أكثر زبداً ورعبا وصخبا من النيل الأزرق ، قد ترى موجه المزبد يتكسر في عنف وشدة علي الشاطئ ، حتى إذا التقى بالنيل الأزرق عند الخرطوم شد من أزره ، وأخذ يساعده وتكاتف الإثنان معا في مرحلة الحياة وهكذا يسيران وقد صارا نيلا واحدا وقلت وحشتهما وزاد أنسهما ، فتلمح نجواهما وشعورهما بالرضاء ."
وهذا الجمال وماشأنه ؟ هذا الجمال الساهي الوادع الذي تستمرئه النفس لأول نظره ويفرح له اللب وتجزل الروح ، ماله يميل بذهني إلي خواطر محزونة وصور شجية؟ وأذكر أبي وأذكر اختي التي فارقت هذه الحياة)

Post: #6
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: انا بنت النيل
Date: 01-21-2004, 09:47 AM
Parent: #5

وقصص معاوية كلها تتشح بأثواب الكآبة والحزن والحنين إلي الماضي.

" واذا أنا في هذه الخواطر المسائية أشعر برعشة في جسمي وأحس بدمعة في عيني فما أدري هذه الدمعة شعور يجذب الحياة أم بكاء عليها"

" وأسمع صوت البوري يرن حزيناً شجياً فأحس بشئ من الحنين البعيد والحزن الفاتر المنبسط".

" ويقول عن الأغاني السودانية حينما يتغنى بها السودانيون ، وأغرب من ذلك وأدعى إلي الدهشة أنهم يرقصون على تلك الأغاني الحزينة الكئيبة . فيعرف المشاهد أن هذا الشعب قد وطد نفسه على قبول الحياة كما هي في غير ثورة وكان له في آلامه البعيدة الدفينة القرار نعم السلوى عن الحاضر ونعم العزاء عن الألآم والمتاعب تلك هي نغمة الإستسلام والحنين" ولا يصور معاوية مظاهر الطبيعة ( كالفوتوغرافيا) ولكن يتجاوب معها بمشاعره وأحاسيسه ويحس نحوها بقرابة روحية وعطف شديدين .
"كلما أمعنت النظر وجاشت بي الخواطر خيل إلي أن لي تأريخاً مع هذه الصحراء وانه محال أن تكون هذه المرة الثانية أو الثالثة التي أشاهد فيها هذه الصحراء لما اشعر به من القرابة والعطف والإيناس لهذه الحجارة التي تترامي بالقرب من سير القطار"
يقول الكاتب أن هذا النوع من القصص تتناول التفاعلات الداخلية في عملية الإحساس والتفكير عند شخص من الأشخاص ويربط كل ذلك بموسيقى أو روح وإتجاه الوعي ويمزج ذلك بنوع من الشاعرية والغموض العاطفي ويخرج من كل ذلك تحفة فنية حقاً.

Post: #7
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: انا بنت النيل
Date: 01-21-2004, 10:02 AM
Parent: #6

السياحة في عالم معاوية نور المتنوع ممتعة إلي ابعد غاية في الإمتاع ..تغري بالاسترسال .. وعدم التوقف ولكن ..وآه منها ..سيف الوقت القاطع الذي يلوح ..مهددا بأن ثمة قواطع وأمور أخر تقعد عن ما يبهج النفس ويروح عنها ..وددت أن استمر في عالم نور التي هي مجاهل بالنسبة لي وقد حوت الكثير من خواطره وأدبه وهواياته وذكرياته .. ودراسته وكيف كان طالبا بمدرسة الطب وتحول للأدب ونال درجة الماجستير فيه وهو في عمر الواحد والعشرين ، وحياته التي انتهت .. بعد إصابته بمرض الإكتئاب الذي أودى بعقله حتى توفي في عام 1941م ولم يروي ظمأى النذر الذي قرأته لمحبي مثل هذه السياحات الجميلة في عالم كتاب سودانيين سطروا أسمائهم بحروف من نور وانزووا في هدوء ..

Post: #8
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: انا بنت النيل
Date: 01-22-2004, 12:32 PM
Parent: #7

فقط للإطلاع..

Post: #9
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: منصوري
Date: 01-22-2004, 08:44 PM
Parent: #1

والله معاوية نور الزول ما بيمل سماع كلامو.يرجع لك الفضل يا سيدتي
أما بخصوص المحبة..فيقولون..( الله محبة) ويقولون( العندو محبة ماخلا الحبة)..خاصة المحبة الغير مكتوبة وغير معبر عنها.. والتي يخاف منها...

Post: #10
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: sympatico
Date: 04-06-2004, 10:15 AM
Parent: #9

هذا الخبر ورد في صحيفة الخليج بتاريخ 2 ابريل 2004م بصفحة قال الراوي التي تعنى بنشر اخبار قديمة

=======








إعادة طالب سوداني بالقاهرة
إلى ذويه بالخرطوم بالقوة!

القاهرة – 18 سبتمبر 1928:
وصل الطالب السوداني معاوية محمد نور إلى القاهرة قبل أسبوع لإكمال دراسته فيها بعد أن كان طالباً في كلية الطب بالخرطوم. لكن الطالب فوجئ بعد بضعة أيام بوصول خاله من الخرطوم والموظف في حكومة السودان وأجبره على الرجوع معه إلى الخرطوم. وقالت صحيفة "اللطائف المصورة" بالقاهرة أمس أن الطالب السوداني معاوية محمد نور رفض في البداية العودة مع خاله لكن الأخير استعان بالبوليس وتمت إعادته إلى ذويه في السودان!.

Post: #11
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-06-2004, 10:42 AM
Parent: #1

بالله لو المنبر دا قفل هل كنت أستطيع قراءة ما أوردته بنت النيل عن الأديب الكبير معاوية ونور، أو أرى ما أورده سيمباتكو.. يا بكري، الله يديك العافية.. عرفت أنك لن تغلق المنبر.. الحمد لله..

Post: #12
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: انا بنت النيل
Date: 04-14-2004, 01:30 PM
Parent: #11

الأخ سمبتيكو..لك عاطر التحيات
ادهشني الخبر ..واكثر ان تورده صحيفة غير سودانية ، وقد قرأت تفاصيله في صفحات حياة معاوية نور ..وقد عاد الي مصر بعدها ليعيش حياة حافلة ..خط بصمات واضحة في أرض الكنانة لأديب من جنوب الوادي

الأخ ياسر ..
ويديك العافية كمان

Post: #13
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: قصي مجدي سليم
Date: 04-17-2004, 06:52 PM
Parent: #1

((إن الحديث عن معاوية لهو حديث عن وطن))
شكرا لك بنت النيل .
لا زال معاوية يقبع في جزء عزيز من قلبي . أول ما قرأته أحسست بغربته عن جيله ، وبعمق ما يكتب . كنت حينها كافرا بالأدب السوداني لاسيما القديم ... وكنت أحس بأننا بعيدين عن العالم بعدا لا يدركه صبح قريب . ولما دخلت وطن معاوية أحسست بإنتمائي الى ذلك المكان الرحب ، ورتعت فيه بنهم ، طالعت مقالاته وقصصه ولكن ما أغضبني هو قلة المنتوج ... عفوا .. هل هو قليل حقا .. ربما كما .. نعم .. ولكن هل هو قليل حقا ؟؟
كنت أحس بأنني أنتمي الى معاوية .. وعندما يدخل الأسم في نقاش ما كنت أتحفز وكأن أحدهم سيتحدث عن أحد أفراد أسرتي المقربين .
ووجدتني كلما أكتب مقالا لا أنفك أذكر أسمه أو المح لمقال له او استشهد بمقولة من قوله حتى صرت مسكونا به .
بعدها تعرفت الى الفكرة الجمهورية .. وأخذتني تماما . كان ما يدهشني في الاستاذ هي تلك الاراء الغريبة الذكية .. او كما قال سيدي العز بن عبد السلام واصفا حديث سيدي ابو الحسن الشاذلي :
( يا ايها الناس ، أقبلوا لتسمعوا هذا الحديث الغريب ، القريب العهد بالله)
لعمري هكذا كان ما قرأت وسمعت .
ولكني كنت أخاف على كنزي الخفي ، كنت أخاف أن يكون للأستاذ رأي في معاوية يضيفه فيه لمن كتب عنهم من أدباء ومفكرين ، وكنت أخاف أن أتصادم فكريا ولأول مرة مع الأستاذ .. وصدقت مخاوفي وكان للأستاذ رأي في معاوية حقا لقد قال عنه
(( معاوية محمد نور ، والتجاني يوسف بشير ، طلائعنا في الفكرة الجمهورية ))
فوجدتني عندما سمعت هذا الكلام من أحد الاخوان أصيح من الفرح
( أحب الأستاذ زاتو)

Post: #14
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: يا بت يا نيل
Date: 04-17-2004, 09:57 PM
Parent: #1

اختي العزيزة
انا بنت النيل
موضوعك فاخم وجميل ويحتاج لعودة
لك كل الشكر على هذا الامتاع...

Post: #15
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: Mutwakil Mahmoud
Date: 04-18-2004, 02:46 AM
Parent: #1

من حفيد معاوية الأديب اللبيب والفطن الأريب عليه شأبيب رحمة ربه
الي حفدتيه بحق في الأدب السوداني بنت النيل والجدرية
والي صديق عمري وزميل مهنتي في الطب مليح الزي ياسر الشريف
بهذه الأبيات من قصيدة ومرثية عصماء للأستاذ عباس محمود العقاد في رثاء معاوية يلخص لنا العقاد حياة هذا العبقري وهي مكتوبة بماء الذهب ومعلقة علي جدار بيتنا جدي لوالدتي وخال معاوية الدرديري محمد عثمان وفيها العقاد منكفئ علي قبر معاوية بكائيا وقائلا
وحي علي ذلك الشباب الذي ذوي
وأغصانه تختال في الروض ناميا
بكائي عليه من فؤاد مفجع
ومن مقلة ما شوهدت قط باكيه
تبينت في الخلد يوم رأيته
وما كنت أحسب أن المنية آتيه
بكائي علي ما أثمرت وهي غضة
ونبأتنا وما في الغيب ما بيا

كان العقاد يقول أن معاويةأستاذي في اللغة العربية
تخيلوا يابنت النيل وياجندرية هذا ما قاله ذلك الفذ في ذلك العبقري وقليل منا يعرف هذا
بعد مصر هرب الي أنجلترا بعد أن فشلت قاهرة المعز كما فشل السودان من قبل أن تحتوي عبقريته أو ترضي طموحه
ليناطح أرنست همنجواي وبرنارد شو في لغتهم لغة الفرنجة لغة العصر حتي صرعهم ليرددواالأثنين معانفس مقولة العقاد أن هذا الشاب الأسمر أتي ليعلمنا الكتابة ورواية القصة باللغةالأنجليزية
أي والله هذا ما تحتويه مكتبته العامرة ببيتنا
ولم تزل حياته غامضة ومخفية للكثيرين منا ولسبب بسيط وهو ما أصارع جاهدا في أقناع عائلتي بالسماح لي بعمل مسلسل وثائقي لتوثيق حياته رغم المأساة التي أكتنفت الجزء الأخير من حياته من جنون وفقرا وربط بالسلاسل
حتي ذهب لربه ولعمري هذه نهاية كل عبقري يسبق زمانه ودونناالتاريخ
عائلتي تعارضني في فكرتي التوثيقية هذه أشد المعارضةطبعا عشان العيب والأخلاق والأسرار وهو ما أرفضه تماما لأن معاوية وكل أديب مثلكم ملك لهذه الأمة السودانية العظيمة وأنا ماض في تصوير هذا المسلسل بأيدي سودانية
بقي لي أن أقول بعد أن هرب معاوية من جدي الذي رباه وأصر عليه ليصبح طبيبا تاركا له مذكرة بسيطة باللغة الأنجليزية كتب فيها
I don' t like Medicine. It is incipet, distastful. Forgive me Iam going to Egypt
هنالك تعلم الفكر اليساري من أدوارد عطية أبو الشيوعية بمصر في ذلك الزمان وأزداد به القلق ليهرب الي أنجلترا وفجأة قرر العودة الي السودان ليدخل الي جدي وخاله الذي رباه طالبا العفو والمغفرة قائلا له بعد أن أخرج المصحف الشريف من جيبه لقد أضعت عمري في قراءة وتنقيب وتنقيح الكتب العربية والأنجليزية بحثا عن الحقيقة التي تروي وتريح العقل الي أن وجدتها في هذا القران الكريم
عندها خبرني جدي حمدت الله شاكرا علي هداية معاوية وقبل أن أكمل حمدي قاطعني معاوية قائلا
خالي أرجوك أن تفسر لي هذه الآية
قل ان هداني ربي الي صراط مستقيم دينا قيما ملة أبراهيم حنيفا وما كان من المشركين قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين
أجابه خاله أنت الأديب والاية كلماتها واضحة
رد معاويةبسرعة البرق
لايا خال هذه أعمق من كلماتها
أشار له جدي بتفاسير أبن تيمية التي بدأ بقرأتها علي الفور ليلا ونهارا دون أنقطاع مما حدي بجدتي والتي كانت تراقبه بشفقة أن تنادي علي خاله قائلة
يا القاضي ود أختك ده نوره ما أنطفا تلاته يوم خش شوفه بيعمل في شنو
ولما دخل عليه وجده قد قرأ 39 مجلد من تفسير أبن تيميه
سأله جدي معاويه أنت عاوز شنو من الدنيا دي؟
أجاب معاوية بلغة أنجليزية رصينة قائلا
Uncle my problem that I understand too quickly and I want a departure
عندها أطفأ جدي النور عليه مجبره بالنوم ولو قليلا
ماحدث في الصباح التالي غير حياة معاوية وحياة عائلتي الي الأبد لقد أنطفأت تلك الشعلة المتقدة وخبأ ذلك النبراس والنور الساطع وبقيت لنا ذكراه المؤلمةمن بعد ذلك ومازالت عائلتي ترفض روايتها أو التحدث بها خاصة والدتي القريبة اليه مما جعل فكرة توثيقي له أمرا أشد صعوبة وحزنا عليها وهي الحبيبة الي قلبه لكنني ماض في هذا التوثيق طالبا العفو والغفران منها عد أن أقنعتهم بأن معاوية ملك للسودان وبنت النيل والجندرية وكل الأديبات والادباء السودانيين
صديقي ياسر المليح خبرني بربك ماذا راي معاوية والعلامة الآخر الشهيد محمود محمد طه في تلك الآية مالم يره أى واحد دونهما؟
بنت النيل والجندرية وياسرأفخر بأن أهدي لكم كتابيه وهي مجموعة يسيرة من كتاباته
خبروني وهو وهي كما قلت ملك لكم
أشواقي حين تسعي اليكم تشتاق
ودمتم
أخوكم د. متوكل

Post: #16
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: قصي مجدي سليم
Date: 04-19-2004, 07:57 PM
Parent: #15

بكائي عليه من فؤاد مفجع
ومن مقلة ما شوهدت قط باكيه
تبينت فيه الخلد يوم رأيته
وما كنت أحسب أن المنية آتيه
يا سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااام.
ومع هذا
من قال ان معاوية مات ..
((هو في الجوانح فكرة
تزداد عمقا
كلما بعدت خطانا
عن الظلام .
هو بسمة في وجه جهل أحمق،
تزدان في ثغر الصباح
وتعتلي
قمم الكلام.
ما مت
يا بن محمد
بل غرهم
صمت الحليم،
ولا ملام )) .

Post: #17
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: Raja
Date: 04-20-2004, 00:56 AM
Parent: #1


لمزيد من الراحة..

يرفع

Post: #18
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: suliman ibrahim
Date: 04-20-2004, 05:43 PM
Parent: #1

معاوية محمد نور {1909-1941}
صفحات من حياة معاوية وعلى قصرها كانت تضج بالحياة ولو قدر لمعاوية ان يعيش ليكتب لكان اديبنا تربع على عرش الادب العالمى لكن اختاره الموت ليحرمنا من كتاباته وما فعل ذلك ....
وهو فى نواحى كثيرة يشبة الى حد كبير حياة الشاعر ابوالقاسم الشابى ....حين موته نعت الاوساط الادبية فى القاهرة حيث كان يعمل ووصفت موته بقصائد ومقالات تتكلم عن مسيرته مع الادب ....جمعت اثار معاوية الادبية فى مجلدين هما {دراسات فى الادب والنقد}و{قصص وخواطر} ...
فات على ان اقول انه درس فى كلية غردون وفى بيروت وعمل بالصحافة فى القاهرة
الاستاذة / انا بنت النيل
عن سيرة معاوية يطول الكلام امتعنى هذا البوست الهادئ الذى يرقد بين بوستات لا تقدر قيمة الادب ولا تقدر الكتابة نفسها ارجو ان يتواصل هذا البورد ليقدم تلك القيم التى بشر بها معاوية وهى التامل والتفكر واخراج قيم الخير والجمال
مع تحياتى لكل من ساهم فى هذا البوست الراقى
دمتم

Post: #19
Title: Re: صفحات من أدب معاوية نور
Author: قصي مجدي سليم
Date: 04-20-2004, 08:43 PM
Parent: #1

أعتقد أن هذا البوست يمكن أن يؤسس لكتابة عن معاوية تكشف ما مضى
من تاريخه وتتناوله بالنقد البناء كرائد من رواد القصة القصيرة في السودان وفي _كما أدعي دوما ـ الوطن العربي .
فـأرجوا من كل المهتمين بمعاوية أن يكتبوا بمزيد من الروية . كما أرجو أن يكتب الجميع عن إنطباعاتهم الشخصية حول أدبه ومخلفاته النقدية .
كنت قد نشرت في صحيفة دنيا التي تصدر بالسودان مقال تناولت في جله حديث لمعاوية منقول من إحدى مقالاته ، وعنوانها ( ماذا في السودان )
ولاحظت أن المقال (وقد كتب في العام 1933)ورغم وصفه للأحوال الاجتماعية والاقتصادية والاداريةفي السودان الا أنك لن تلحظ الفارق بين 1933 وبين 2004 اللهم الا اذا ردك الى الواقع او قل الا اذا نقلك الى الماضي عبارات مثل (الترام) (الرجل الأبيض ) فاذا حذفت عبارات كهذه لوجدت ان المقال ينفع مادة لليوم ولقد قمت في المقال بإستعراض واسع لذاك المقال ...
وسأحاول في المرات القادمة أن اكتب لكم جانبا من ذلك المقال