علّ تعرفون هذا !!

علّ تعرفون هذا !!


10-05-2007, 04:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=77&msg=1201279475&rn=2


Post: #1
Title: علّ تعرفون هذا !!
Author: Hussein Mallasi
Date: 10-05-2007, 04:11 PM
Parent: #0

المارشال

Post: #2
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 10-05-2007, 04:13 PM
Parent: #1

الرياضي أم السياسي

Post: #3
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: يوسف الولى
Date: 10-05-2007, 04:37 PM
Parent: #1

يحى الطاهر

Post: #4
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Hussein Mallasi
Date: 10-05-2007, 04:42 PM
Parent: #3

لم يذكر له نشاط رياضي .. بل العامل فيها سياسي!

Post: #5
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: نصار
Date: 10-05-2007, 04:48 PM
Parent: #1

يعني لا هذا و لا ذاك فقط مارشال?

Post: #6
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Hussein Mallasi
Date: 10-05-2007, 05:16 PM
Parent: #5

الذين عاشوا فى العاصمة فى ستينيات القرن الماضي يتذكرون مارشال البلدية، بطوله الفارع وزيه العسكري المهيب، كان يرصع كتفيه بالعلامات العسكرية ويضع على رأسه البرنيطة التى كان يرتديها غردون وكتشنر وغيرهما من القادة العسكريين البريطانيين، كان المارشال يسكن فى بري المحس فى حوش عبدالرحمن حاج احمد، لكن المارشال لم يكن يعمل عسكريا ولا صلة له اطلاقا بالعسكرية فقد كان يعمل ساعيا فى بلدية الخرطوم، ولهذا كان يسمي مارشال البلدية، ولاشك ان المارشال حالة نموذجية لجنون العظمة او (البارانويا) وكان اكثر ما يكون سعادة وهو يتمرغ فى مجده الموهوم، فعندها كان يتصور نفسه صنوا لكبار قادة الجيش الذي جاء غازيا للبلاد، وبعد سنوات طويلة عرفت علاقة المارشال بجنرالات الحرب فى امريكا اللاتينية، اولئك الذين خلدهم اعظم روائي العصر غارثيا ماركيز، كان المارشال واحدا من تلك الشخصيات التى يقضي الروائي عمره باحثا عنها، كما قال ماركيز. ظل المارشال طوال حياته والى ان توفاه الله هادئاً مخلصاً في مهنته ولم يعرف له أي عداء أو خصومة مع غيره.


والشاهد في كل هذا هؤلاء المارشالات الذين يملأون الدنيا ضجيجا وصخبا فى عالمنا هذا خاصة فى الحياة الثقافية وكثيرا ما كنت اتأمل هؤلاء المارشالات الغارقين فى امجادهم الزائفة وبطولاتهم الوهمية، والمارشال لايأتي من فراغ، فهو يأتي ثمرة تاريخ طويل من الفشل والاحباط، فمنذ سنوات الدراسة المبكرة ظل يفشل في المراحل الدراسية وينجح اقرانه ويتفوقون وهو لا يملك مقومات النجاح، وبينما يدرس اقرانه فى اميز المدارس الثانوية مثل خورطقت وحنتوب ووادي سيدنا او المدارس الاخرى مثل المؤتمر او الخرطوم الثانوية لايجد المارشال سوى الفرصة فى المدارس التى فتحت اصلا لقبول الفاقد التربوي وعندما جاءت مرحلة الجامعة تكون الفرصة معدومة تماما امام المارشال لدخول جامعة الخرطوم، فهو اصلا ليس فى وسعه المنافسة لدخولها، ومرة اخري يستثمر المارشال فرصة تلك الجامعات التى تقبل باي شهادة وربما دون شهادة، تكفي توصية هذا الحزب او ذاك. وهكذا صار المارشال بقدرة قادر يحمل الشهادة الجامعية ولابد ان يحمد المرء للمارشال طموحه ومثابرته، لكن مأساة المارشال هي هذا الماضي البائس وهذا مما عمق الجرح داخله. وشيئا فشيئا يشيد المارشال مجده الزائف ويعمل على تناسي ذلك الماضي وازاحته من ذاكرته ويساعده فى كل هذا بعض المواهب التى توفرت لديه، وسرعان ما صار المارشال ينظر لنفسه وكأنه عظيم عصره، ففي مجال المهنة هو الاعظم وفى الابداع هو الاعظم، فى كل شئ لا ثانياً له، وهكذا مضي المارشال ينسج مجده وعظمته بدأب النمل وفى سبيل هذا الهدف لايتواني المارشال لفعل اي شئ فليس لديه قشة مرة، ودائما يحيط نفسه بعناصر هشة ضعيفة ومضطربة ومن الشخصيات التى تدغدغ احساسه بالعظمة، وتضع نفسها رهن اشارته تنقل له الاقاويل وتأتمر بامرته وتكون طوع بنانه، فهي عينه التي ترى ويده التي تبطش، وهذه الشخصيات تفعل كل هذا بالمقابل، فالمارشال يوفيها حقها ويعرف ما يحتاجه كل فرد من تلك الجوقة الموسيقية او الكورس وهكذا تتم الصفقة او اتفاقية الجنتلمان.


وفى جانب آخر يسعى المارشال للتودد بل والتملق باي صاحب اسم كبير او نجم ويدفع دم قلبه ليكسب صداقته وهو يحيط نفسه باسماء لامعة، ولابد انه على يقين بتفوقه على كل هؤلاء النجوم فالأنا المتضخمة لاتسمح له برؤية الفرق الشاسع بين شخصيته المصنوعة والوهمية وبين شخصيات هذه النجوم التى تملك الكثير من المؤهل والدراية. فى واقع الامر ان المارشال على يقين تام ان هذه النجوم دونه مكانة.


ولكن المارشال يكون اشد شراسة مع خصومه او مخالفيه في الرأي، ولايتورع من استخدام اي سلاح مع هؤلاء جميعا مثل ابو العفين وهو نوع من الثعالب يحارب خصومه بلا رحمة.


عرف المارشال انه لايملك ما يجعله متفوقاً على الآخرين من أصحاب الخبرات والمؤهلين لذا حرص على التميز الشكلي، فقد درج على ارتداء زي يميزه وعادة ما يبدو بزيه الغريب وكأنه عارض ازياء، ولاشك ان هذه الازياء تشبع نزعة المارشال الاستعراضية وهذا يفسر ضعفه وحرصه على الظهور فى اجهزة الاعلام المقروءة بمناسبة وبدون مناسبة.


ان شخصية المارشال شخصية غنية وتحتاج الى روائي حاذق
ليجعل منها شخصية تنافس شخصيات روايات امريكا اللاتينية.

(انتهى)



Post: #7
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Hussein Mallasi
Date: 10-05-2007, 05:20 PM
Parent: #6

اعلاه ما كتبه محمد المهدي بشري
في السوداني العدد رقم: 678 الصادرة اليوم
الجمعة 5 أكتوبر 2007 تحت عنوان المارشال

http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147521994

Post: #8
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Adil Osman
Date: 10-05-2007, 06:22 PM
Parent: #1

إذا كان محمد المهدى بشرى يقصد كمال الجزولى بمقاله هذا، فإننى أعتقد أنه ، أى بشرى ، قد أهرق حبره فى ضغينة لا تليق به .
أما إن كان محمد المهدى بشرى يقصد ناقل هذا المقال الى سودانيزاونلاين ، فلا شك أن بشرى أصاب القول...

Post: #9
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Marouf Sanad
Date: 10-05-2007, 06:49 PM
Parent: #8

Quote: وفى جانب آخر يسعى المارشال للتودد بل والتملق باي صاحب اسم كبير او نجم ويدفع دم قلبه ليكسب صداقته وهو يحيط نفسه باسماء لامعة،



Quote: ولكن المارشال يكون اشد شراسة مع خصومه او مخالفيه في الرأي، ولايتورع من استخدام اي سلاح مع هؤلاء جميعا مثل ابو العفين وهو نوع من الثعالب يحارب خصومه بلا رحمة



Quote: وهذا يفسر ضعفه وحرصه على الظهور فى اجهزة الاعلام المقروءة بمناسبة وبدون مناسبة.



ياخي المارشال دا أنا مشبهو على زول

Post: #11
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Hussein Mallasi
Date: 10-05-2007, 08:25 PM
Parent: #9

يا معروف خيالك ما يمشي بعيد للدرجة دي

Post: #10
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Hussein Mallasi
Date: 10-05-2007, 07:01 PM
Parent: #8

Quote: وبينما يدرس اقرانه فى اميز المدارس الثانوية مثل خورطقت وحنتوب
ووادي سيدنا او المدارس الاخرى مثل المؤتمر او الخرطوم الثانوية لايجد
المارشال سوى الفرصة فى المدارس التى فتحت اصلا لقبول الفاقد التربوي

يقول ليك ما لقى فرصة إلا في المدارس التي فتحت
أصلاً لقبول الفاقد التربوي؛ تقول لي ناقل هذا المقال!!

Post: #12
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Hussein Mallasi
Date: 10-05-2007, 10:59 PM
Parent: #10

Quote: فقد درج على ارتداء زي يميزه وعادة
ما يبدو بزيه الغريب وكأنه عارض ازياء،


Post: #13
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Mohamed Abdelmotalib Hassan
Date: 10-06-2007, 04:04 AM
Parent: #12



مبروك يا حصين ملاصي
دي نقله نوعيه , لسانك أخيرا طلق , بقيت تكتب خمسة سطور علي بعض , ما تقولي دي ليلة القدر جاتك؟؟
فعلا : ان للدهر فلتات!!
بعدين صلح العنوان ده كان بتقدر!!! الشفقه تطير!!!


Post: #14
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Abubaker Ahmed
Date: 10-06-2007, 05:51 AM
Parent: #13

Quote: مبروك يا حصين ملاصي



Quote: فعلا : ان للدهر فلتات!!
بعدين صلح العنوان ده كان بتقدر!!! الشفقه تطير!!!



يا خي انت انسان عدائي بصورة شديدة !

رمضان كريم للجميع او عيد سعيد

Post: #15
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Hussein Mallasi
Date: 10-06-2007, 09:55 AM
Parent: #14

Quote: وسرعان ما صار المارشال ينظر لنفسه وكأنه عظيم عصره، ففي
مجال المهنة هو الاعظم وفى الابداع هو الاعظم، فى كل شئ لا ثانياً له،

ياها زي البقول باع و بضبحوهو في عيد الضحية!

Post: #16
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Hussein Mallasi
Date: 10-06-2007, 10:21 AM
Parent: #15

دي ما كشفت بيها الامتحان عديل يا بروف:

Quote: ودائما يحيط نفسه بعناصر هشة ضعيفة ومضطربة ومن الشخصيات التى تدغدغ
احساسه بالعظمة، وتضع نفسها رهن اشارته تنقل له الاقاويل وتأتمر بامرته وتكون طوع بنانه،

Post: #17
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Hussein Mallasi
Date: 10-06-2007, 11:21 AM
Parent: #16

أدهشني أن ينشر مقال البشرى عن المارشال في السوداني!!

Post: #18
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Hussein Mallasi
Date: 10-06-2007, 01:13 PM
Parent: #17

و تفسير ذلك واحد من تلاتة:

- إما ما جايبين خبر
- أو دايرنها تشعلل
- أو رأيهم من رأي بروفيسور البشرى

Post: #19
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Hussein Mallasi
Date: 10-06-2007, 02:25 PM
Parent: #18

Quote: بقيت تكتب خمسة سطور علي بعض

ستظل تقرأ باذنيك!

Post: #20
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Mustafa Mahmoud
Date: 10-06-2007, 02:39 PM
Parent: #19

انت تاني جيت لعدم الشغلة بتاعك دا يا Hussein Mallasi
!!

what about the band width

or let us ask you what do you think of the corrupt ingaz mafia gang

do you support them

do you really work for their
amen

please answer

and


ramdan kareem

Post: #21
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Mustafa Mahmoud
Date: 10-07-2007, 09:27 AM
Parent: #20

.

Post: #22
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Adil Osman
Date: 10-10-2007, 09:47 PM
Parent: #1

بقلم كمال الجزولى
السبت:
على صفحة الثامنة من عدد (الصحافة) رقم/3390 بتاريخ 27/9/2002م (دبَّج) محمد المهدي بشرى مقالة مهولة بعنوان: (كمال الجزولي: معاناة الشعر أم شعر المعاناة)، قال فيها، لا فضَّ فوه:

***
(هذه الورقة مساهمة متواضعة في الاحتفاء بشاعر ضخم وأخ صديق هو الشاعر كمال الجزولي، وهي لا تخرج عن كونها إشارات عابرة تحتاج إلى التوسع والتوثيق، الأمر الذي نتمنى أن نتوفر له مستقبلاً بإذن الله.
ولد كمال ونشأ وترعرع في مدينة أمدرمان، ودرس في المراحل التعليمية حتى الثانوية، والتحق بجامعة القاهرة الفرع (سابقاً)، والتي تركها للدراسة في الاتحاد السوفييتى (سابقاً)، حيث تخصص في القانون الدولي وأجاد اللغة الروسية بتفوق. إنتمى كمال كأي مثقف مستنير في الستينات من القرن السابق لطلائع النضال الوطني وصار عضو في الحزب الشيوعي في سن مبكرة وما يزال.
هذه المقدمة مهمة لقراءة أشعار كمال عامة، وديوانه عزيف الريح الذي نركِّز عليه في هذه الدراسة، بصفة خاصة. الشعر عند كمال كما يتجلى في هذا الديوان معايشة وإمساك بالجمر. وكثير من قصائد هذا الديوان مكتوبة من داخل المعتقلات والسجون التي ظلت تستضيف الشاعر منذ العهد المايوي وإلى عهد قريب مع استراحة قصيرة هي سنوات الديموقراطية الثالثة. فأكثر من عشر قصائد كتبت داخل السجن، وما أكثر الشعراء الذين يدبجون القصائد وهم في منأى عن هجير النضال والتضحية، لكن براعتهم في الشعر تخفي هذا الأمر، غير أن كمالا ينتمي لرهطٍ من الشعراء يمثل الشعر لهم مسئولية وأمانة، وما أكثر ما أحس بضعف الشعر كسلاح في معركته ضد القمع، وقد عبر عن هذا الأمر صراحة أكثر من مرة، ففي قصيدته (دون كيشوت يحاور ظله) يقول: "عبثاً نقارع بالبيان المنتقى زبر الحديد"! وفي قصيدة (البغل الأسود في الإبريق) يقول: "يشقيني أني شاعر/ والشاعر في هذا الزمن المنكر/ شئ مضجر".
يمكن القول أن كمالا لم يأت للشعر مثل غيره من المتشاعرين الذين يبرعون في نظم الكلمات وتنميقها برصيد ثر من اللغة والبيان، لكنه عرف طريق الشعر في بحثه عن الحرية، فالشعر عنده أداة من أدوات المعرفة، بل هو سلاح في معركة الشاعر ضد القبح وكل ما يسلب الإنسان عزته وانسانيته. وهنا تكمن المعضلة الأخرى بالنسبة للشاعر، فقد انتمى بمحض إرادته للواقعية الاشتراكية، وكان يمكن لشعره مثل شعر غيره من شعراء هذه المدرسة ألا يخرج عن الهتافية والمباشرة والخطابية، لكن كمالا بوعيه وثقافته وخبرته الجيدة تجاوز هذا الأمر وكتب شعراً تميز بالغنائية والصدق الفني، حيث لا يُعلم الشاعر عن نفسه أو عن ذاته الشاعرة، وهنا ينتمي شاعرنا لرهط من الشعراء الذين كتبوا أجمل الشعر المناضل مثل ناظم حكمت وجيلي عبد الرحمن وعلي عبد القيوم وعمر الدوش ومحجوب شريف. ومن الصعب النظر لتجربة كمال الجزولي بمعزل عن تجربة هؤلاء الشعراء وغيرهم من شعراء الواقعية الاشتراكية. وليس مصادفة أن تكون هناك أكثر من وشيجة بين شعر كمال الجزولي وشعر جيلي عبد الرحمن، فكلاهما اختارا الانتماء للنضال الوطني والدفاع عن الحرية وكلاهما عاشا ردحاً من الزمان في الاتحاد السوفيتي ودرس في جامعاته، وقد كانت هذه التجربة ثرة لكليهما، وماذا يريد شاعر موهوب أكثر من أن ينهل من اللغة الروسية، وينفتح على ثقافات على درجة عالية من الثراء ويتعرف على ابداعات جوركي، وتشيكوف وقوقول وتولوستوي ومايا كوفسكي. وغيرهم من عمالقة الإبداع الروسي.
يحتوي الديوان على قصائد تغطي فترة زمنية تقارب العهود الأربعة، فقصيدة (نشيج منتصف اكتوبر) مؤرخة بعام 1976م، بينما آخر القصائد وهي قصيدة (البغل الأسود في الإبريق) مؤرخة بـ (1970 ـ 1999) ولهذا يمكن القول أن الديوان يعطينا صورة صادقة لتطور شاعرية كمال الجزولي، ولاشك أن تطوراً هائلاً حدث منذ قصائده المبكرة حيث بدأت تجربته في أوائل الستينات من القرن السابق، وكما هو متوقع فتجربة الشاعر في بدايتها لم تكن تخلو من أصداء قراءاته الشعرية، ومثلاً في قصيدة اكتوبر نلمس أصداء شعر محمد المكي إبراهيم خاصة الاكتوبريات، أنظر قول كمال الجزولي: "ثرثرنا/ وتجشأنا/ وتنطعنا/ ما شاء الله لنا..الخ". في واقع الأمر، ليست أصداء محمد المكي ابراهيم وحده بل عدة أصداء تفرض نفسها على الشاعر خاصة في قصائده المبكرة حين كان في ريعان شبابه وهو يتحسس طريقه في درب الشعر، فنجد أصوات محمد المهدي المجذوب، الشاعر الأثير لكمال، بجانب أصوات محمد عبد الحي، وصلاح أحمد إبراهيم، وهذا أمر طبيعي فعندما بدأ كمال يقرض الشعر كان هؤلاء الشعراء قامات شامخة في سماء الابداع الشعري وكانوا يمثلون بحق النموذج للشاعر السوداني، ولكن كمالا وشيئاً فشيئاً بدأ يتخلص من هذه الأصداء والتأثيرات وصفا صوته واختط لنفسه طريقاً، كل هذا تم بمعاناة ومكابدة وثقة بالنفس واطلاع غزير على الشعر قديمه وحديثه، في مظانه، إضافة لاطلاعه على الثقافة الروسية في لغتها التي أجادها كما ذكرنا، ففي قصائد الديوان خاصة أخريات القصائد لا نجد سوى صوت الشاعر وذاتيته الواضحة بقوة وعفوان، وخير مثال لما نقول قصائد مثل (منفى) و(إيكولوجيا) والقصيدة المدهشة حقاً التي لا أمل قراءتها (هسيس). وفي ظني أن هذه التجربة كتبت عبر تجربة قاسية عاشها الشاعر في مواجهة الموت في المعتقل، أنظر قول الشاعر: "لكنما أخوف ما أخافه/ هو الخوف ذاته/ ذاك الذي إذا أغفلت عنه لحظة/ سرى إلى مسام الروح.. الخ".
هذا التطور الذي أشرنا إليه حدث في أتون تجربة بل تجارب هي عذابات الشاعر حيث عايش اهوال المعتقل، وهذا يؤكد ما أشرنا إليه سابقاً إلى أن شاعرنا لا يكتب أكذب الشعر بل هو يكتب ويصور بصدق تجربته، على عكس كثيرين غيره من الشعراء الذين يؤمنون بأن أعذب الشعر أكذبه دون أن يحترقوا بنار التجربة ودون أن تكون لهم ذرة من الشجاعة والإقدام للجهر برأيهم في وجه الظلم. أمر آخر هو احترام كمال لموهبته والتعامل معها بجدية وصرامة، فهو لا يهدر وقته فيما لا طائل وراءه ويكابد كثيراً في تجويد قصيدته، وقد أشرت لذات الأمر في كلمة لي عن محمد وردي ـ عافاه الله ـ فقد حرص كمال على صقل موهبته بالاطلاع والمثابرة، فملاحظة عابرة على إحالات الشاعر تؤكد لنا عمق ثقافته وسعة اطلاعه؛ فهذه الاحالات متعددة ومتنوعة فمنها مثلاً احالات إلى القرآن الكريم، الفولكلور السوداني، برتولد بريخت، خليل فرح والحلاج. هذه الاحالات تؤشر إلى المناهل التي اغترف منها الشاعر وازدهرت فيها شاعريته، وعلاقة كمال الجزولي بالفولكلور السوداني جديرة بالبحث والدراسة، ويبدو هذا جلياً في توظيف العديد من الأجناس الفولكلورية في قصائده، اضافةً إلى توظيف المفردة العامية ببراعة وذكاء، انظر قوله مثلاً في قصيدة (تحديق عبر الشوك): "وتحزمنا وتلزمنا/ أوقدنا المجمرة الكبرى.. الخ".
انظر كذلك توظيف المثل الشعبي (العين بصيرة واليد قصيرة) في قصيدة (الركوب على ستة جياد). والرجوع إلى الفولكلور أو الموروث التقليدي لا يتم عفواً ولكن لضرورة فنية حتى لا تبدو الاحالة وكأنها مفروضة على النص، وهذا الباب برع فيه المجذوب وصلاح أحمد إبراهيم في الشعر والطيب صالح في الرواية ولهذا ليس غريباً ملاحظة ذات الأمر في إبداع كمال الجزولي فهو ابداع صادق وهو بحق مرآة لعلاقته بهذا الوطن وترابه.
هذه كلمة عابرة حرصت بها على المشاركة في تكريم كمال الجزولي وهو جدير بكل تكريم وحفاوة).

***
إنتهت مقالة مهدي بشرى، وكان كتبها أوان علاقة (شخصيَّة) طيِّبة بيننا! أما الآن، وبعد أن توهَّم أنني السبب (الوحيد) في عدم دخوله اللجنة التنفيذيَّة لاتحاد الكتاب.. لا تعليق، ففي الناس فطانة، ولله في
(نقاده) و(أكاديمييه) شئون!

Post: #23
Title: Re: علّ تعرفون هذا !!
Author: Hussein Mallasi
Date: 10-10-2007, 10:46 PM
Parent: #22

بالوارد أعلاه يمكن الوضع في الاعتبار استنتاج عادل عثمان الوارد
في مداخلته الأولي؛ بأن المقصود بمارشال البلدية هو كمال الجزولي!

______
لم استغرب إغفال عادل عثمان
المتعمد لتاريخ مقال الجزولي!!