هدهدة سهى

سهي هي ابنتي الصغرى وتبلغ من العمر حوالي 5 اشهر. خرجت أمها لمشوار وتركتها مع الشغالة و المربية في آن واحد و اخبرتنى أن أخلى بالى فقلت لها انى محتاج لغمضة صغيرة حتى يعود لي توازني البدنى فقد كنت مرهقا جدا بعد العودة من مشوار عمل طويل ذلك اليوم. قالت خذ نومتك مافى مشكلة سارة نايمة وسهى هادئة و ما بتعمل مشاكل.

المهم خرجت زوجتي و بعدها بمد ة قصيرة استغرقت في النوم . بعد مرور حوالي ربع ساعة صحوت على صوت بكاء سهي و كان عاليا ولكنه متقطع. حاولت العودة للنوم ونجحت ولكني بكاء سهي المتواصل هذه المرة لم يتح لي الفرصة.

نهضت من السرير وذهبت للصالة لأجد الشغالة وهى تحاول بأقصى جهدها تهدئة البنت. أخذت سهي منها. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي احمل فيها سهي ولكن بما أنى أخاف من حمل الأطفال في هذه السن فكنت احملها لفترات قصيرة جدا ثم أرجعها لأمها وطبعا شرط أن تكون هادئة. و أظن أن اغلب الآباء يفعلون ذلك. اغلب الآباء يتعاملون مع أطفالهم عن قرب بعد السنة الأولى.

هذه المرة كنت مضطرا لمحولة تهدئة سها التي وضح أنها تفتقد أمها. حملت سهي بين يدي وضممتها إلى صدري وبدأت استرجع مخزون هدهدة الأطفال الذي سمعته من أمي و جدتي في طفولتي.

" النوم تعال سكت الجهال"
"......................."

و مقاطع قديمة أخرى. كما استعملت أغنية الفتها لها أختها الكبرى سارة بنت العامين بلحن بسيط لا أدرى من أين أتت به ولكن كلماتها لا تزيد عن .سهى سهى سهى ، ماما ماما ماما ، بابا بابا بابا .

المهم ، البنت سرعان ما سكتت وسكنت وأخذت تركز بصرهاعلى وبعد حوالي كم لفة في الصالة استسلمت للنوم.

لا ادري كيف أوصف لكم شعوري في تلك اللحظات. حمل هذه الصغيرة و تقريبها من صدري جعلني اشعر بدفء وعاطفة أبوية قوية نحوها وأظن إننا تبادلنا العواطف الجميلة وهى فهمت وعرفت أن هذا أباها و اطمأنت له ونامت بهدوء وسكينة .

هذه اللحظات التي عشتها مع سهي وهدهدتها جعلتني اكتشف كم نحرم أنفسنا نحن الآباء من هذه الهبة. فالاقتراب من الأطفال في هذه السن والتعامل معهم نعمة و مصدر فرح وتوازن نفسي لا مثيل له.

من هنا أقدم دعوة لكل الآباء في التعاطي بحنية و حميمية مع أطفالهم فى هذه السن الصغيرة و أوكد لكم أن ما تجدونه من مكاسب عاطفية ونفسية يفوق كل توقعاتكم و سوف تتعجبون من السر الذي وضعه الله في هذه الكائنات الصغيرة الجميلة.

هشام رمضان كريم وللأسرة تحياتي واشواقي

ربنا يخليها سهي ..وليت كل اب يقرأ هذا الحديث الجميل بدل ان يولي هاربا من الغرفة التي يصرخ فيها صغيره نحو النوم والهدوء..في مكان آخر

لسهى قبلاتي ..وواحدة اخرى لسارة ..سرورو..

بت عبدالله

رمضان كريم وكل سنة انت و الاسرة الكريمة بخير وعافية

شكرا على التعقيب اللطيف ولكن آباء البورد زاغوا من الموضوع ولم يدلوا بدلوهم فيه على أهميته. نحن السودانيين عندنا مشكلة فى التعبير عن مشاعرنا والبوح بها. لذلك لا تجدين عندنا لا الكلمات التى تعبر عن ذلك ولا الافعال.كان الله فى عون بناتنا و اولادنا

Quote: و مقاطع قديمة أخرى. كما استعملت أغنية الفتها لها أختها الكبرى سارة بنت العامين بلحن بسيط لا أدرى من أين أتت به ولكن كلماتها لا تزيد عن .سهى سهى سهى ، ماما ماما ماما ، بابا بابا بابا .

حفظهما الله وادام عليهم بابا وماما

النوم تعال سكت الجهال
قناب تعال سكت الجهال
جنى

جنى

تحياتى لك وللأسرة

شكرا على المرور لكن ما وريتنا رأيك فى دغالة السودانيين دى.
منتظرين مساهمتك

الفاضل هشام المجمر
تحية واحترام
اسمح لي بهذه المداخلة في هذا البوست

ابنتي البكر حنين عمرها الان عامين ونصف العام اذكر ولادتها جيدا في الغربة وحدى مع والدتها فقد تأخرت جدتها بسبب إجراءات التأشيرة العقيمة ... ووجدت نفسي وحدي مع والدتها بالمستشفى عندما اتتني الممرضة تخبرنا بأن زوجتي وضعت بنت واخذت مني بعض الملابس وغابت ثم حضرت بعدها تحملها .... واعطتني أياها صدقني لا استطيع ان اوصف لك ماهو شعوري ... ولظروف والدتها حيث كانت ولادتها بعملية قيصرية ذلك اتاح لي ان اكون مع حنين البي طلبتها واحملها وووووووو..... وهكذا اتيحت لي فرصة ممتازة جداً من تأخر جدتها لم أجدها مع اخيها الصغير الان وفعلا كما قلت

Quote: حمل هذه الصغيرة و تقريبها من صدري جعلني اشعر بدفء وعاطفة أبوية قوية نحوها وأظن إننا تبادلنا العواطف الجميلة وهى فهمت وعرفت أن هذا أباها و اطمأنت له ونامت بهدوء وسكينة . هذه اللحظات التي عشتها مع سهي وهدهدتها جعلتني اكتشف كم نحرم أنفسنا نحن الآباء من هذه الهبة. فالاقتراب من الأطفال في هذه السن والتعامل معهم نعمة و مصدر فرح وتوازن نفسي لا مثيل له.

ولك شكري العميق على هذا البوست الرائع وربنا يحفظ ليك سارة وسهى ياااااارب

أشرف ابو الحسن

التحية لك ولصغيرتك حنين وربنا يديم المودة بينكم جميعا.

تجربتك تشابه تجربتى شكرا لك لروايتها هنا. نحن نريد من كل الآباء الذين لهم تجارب مشابهة أن يتشجعوا ويرووها هنا ومن اولئك الذين ما يزالوا يعانون من الجدب العاطفى تجاه ابنائهم الاعتراف و محاولة الإصلاح.

هشام

جيت اسلم عليك

كل سنه و انت طيب

فيصل نوبى

كل سنة وانت طيب يا زول يا إنسان

كنت اتوقع منك وانت محب للأطفال التعليق على البوست

منتظرك