فشل الشق المدني للسيادي,, بقلم إسماعيل عبد الله

فشل الشق المدني للسيادي,, بقلم إسماعيل عبد الله


02-06-2020, 03:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1581001095&rn=0


Post: #1
Title: فشل الشق المدني للسيادي,, بقلم إسماعيل عبد الله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 02-06-2020, 03:58 PM

02:58 PM February, 06 2020

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر




بعد تكوين المجلسين (الوزراء والسيادي), تسيّد المشهد السياسي رموز الشق العسكري للمجلس السيادي فأمسكوا بأهم الملفات الاستراتيجية, تسلم نائب رئيس المجلس ملف السلام (مفاوضات جوبا مع حركات الكفاح المسلح), و تحكم الرئيس على ملف العلاقات الخارجية (مقابلة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو) و(الزيارة الحاسمة والمرتقبة لأمريكا مقبل الأيام القادمة), فتحول المدنيون إلى محض ناطقين إعلاميين يتحدثون عن منجزات العسكر أمام كاميرات التلفزة, الملاحظة التي ألمح إليها زميلنا بمنبر سودانيز أون لاين أكثر من مرة, ذلك الزميل اللذي يحمل إسم المستخدم (دينق) المكتوب بأحرف اللغة الانجليزية, و اللذي أعرب عن اندهاشاته لتقبل عضو مجلس السيادة اللذي يتمتع بكامل وضعيته الدستورية, التي لا تفاضل بينه وبين الرئيس ولا نائبه, بأن يكتفي بمجرد شغل حقيبة متحدث رسمي باسم المجلس, الوظيفة التي يمكن أن يشغلها أي إعلامي متخصص.
بعد لقاء البرهان نتنياهو انزاح الستار وزال الغموض الذي كان يكتنف حكومة الثورة الانتقالية, و انقشعت السحابة التي حجبت رؤية شمس الحقيقة, حقيقة ان المنظومة الانتقالية عسكرية مائة بالمائة و ما وجود المدنيين فيها سوى (تمومة جرتق), برغم (النفخة الكدابة) التي يحاول تاور والفكي والتعايشي التظاهر بها, وهذه الحقيقة المرة والمزعجة لشباب الصبّة اللذين هتفوا باسم المدنية, تعيد إلى الذاكرة حكمة الدكتور منصور خالد التي جسّدها في كتابه الناقد لفوضوية الصفوة السياسية ببلادنا (النخبة السودانية وإدمان الفشل).
من خلال قراءة تحليلية عميقة لحدث الأمس يمكن للمرأ ان يقولها و بالفم المليان, أن النموذج السيساوي المصري هو ما ينتظر السودان, وقد أعلن عن نفسه مع بروز أنياب عبد الفتاح البرهان هذه الأيام, و بهذا يكون الشعب السوداني قد ركب (ماسورة) العسكر للمرة الرابعة, بسبب ضعف وقلة حيلة (الملكية), الوصف اللذي ظل يطلقه جنود وضباط الجيش على كل من لم يلتحق بالسلك العسكري, ومن عيوب هؤلاء المدنيين انهم لا يمكلون ترسانة فكرية قوية (قوة الفكر أقوى من بطش السلاح), ولا يتحلون بمثقال حبة من خردل التأثير الكاريزمي, و المثير في أمرهم أنهم يأتونك مندفعين ومدافعين عن صحة موقفهم, و يقسمون بالله جهد ايمانهم بأن مشاركتهم للعسكر بالمجلس السيادي هي مشاركة الند للند, وأن لهم ذات الدور في مجريات العملية السياسية الانتقالية بالبلاد, وعندما يصرح رئيسهم العسكري بأنه لن يسلم الدكتاتور المخلوع للمحكمة الجنائية الدولية تجدهم يلوذون بالصمت.
يجب على كل متابع لتطورات الأحداث السياسية بالبلاد, أن يعلم سبب تصريح الأستاذ ابراهيم الشيخ حول اعتزاله العمل السياسي , وحديثه المباشر عن عجز وفشل قوى الحرية و التغيير و دعوته لضرورة قيام ثورة أخرى تعيد الأمور إلى نصابها, حديثه هذا يجب أن يكون مقروناً بمآلات مفاوضات جوبا و لقاء البرهان لنتنياهو, فتمرير هذا الخبر دون تمحيص لا يعطينا قراءة صحيحة لهذه لاحداث المتسارعة , لا سيما و أن الرجل يعتبر الأب الروحي لحزب المؤتمر السوداني, ذلك الحزب اللذي واجهت كوادره قمع أجهزة أمن النظام البائد فثبتت ثبوت الليوث الضارية, وساهمت بقدر معلوم في تحقيق النصر الديسمبري المبين لشعوب السودان, فرجل بهذه القامة لا يفترض أن يتجاوز الناس قراره المصيري والمفاجيء بهذه العفوية الساذجة.
الكثير من المراقبين للحالة السودانية بعد زوال الطاغية, يعتقدون اعتقاداً جازماً بأن ثورة التغيير الشاملة و الكاملة لم تستوفي شروطها ولم تكتمل أركانها بعد, وها قد جاءكم بلّة الغائب بالخبر الحزين وكما يقال إن المنجمين كاذبين و إن صدقوا, فيحسب لبلة أنه راهن على زوال حكم البشير وقد زال قبل سنة واحدة من التوقيت اللذي حدده هذا الحاوي, فهذه الظاهرة البلّاوية يجب أن يحسب لها الف حساب, بناء على علم الما ورائيات و نظريات الرياضيات المتعلقة بالاحتمالات والتفاضل والتكامل , فلا ترموا بنبوءة بلة الأرض.

إسماعيل عبد الله
[email protected]