لماذا قدمت امريكيا هديتها الإسرائيلية للبرهان وليس لحمدوك؟ بقلم د.امل الكردفاني

لماذا قدمت امريكيا هديتها الإسرائيلية للبرهان وليس لحمدوك؟ بقلم د.امل الكردفاني


02-06-2020, 03:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1581001004&rn=1


Post: #1
Title: لماذا قدمت امريكيا هديتها الإسرائيلية للبرهان وليس لحمدوك؟ بقلم د.امل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 02-06-2020, 03:56 PM
Parent: #0

02:56 PM February, 06 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




طاف ستموني (حمدوك)؛ أرجاء أوروبا وامريكا حالماً بنصر ولو صغير يبقي له ماء وجهه إثر فشل حكومته في كل مناحي العمل العام ؛ اقتصاديا وسياسياً بل وثقافيا عبر رتق النسيج الاجتماعي بجمع الفرقاء كبداية كانت ضرورية لتأمين الفترة الانتقالية وتعزيز الديموقراطية ما بعد هذه الفترة.
غير أن أمريكا وأوروبا تعاملت مع حمدوك كغر ساذج ولم تُلقِ له بالاً؛ بل بلغ الأمر أن بياناً امريكيا رسميا صدر وهو يعطي حمدوك صفة وزير خارجية..
على النقيض من ذلك كانت تحركات البرهان عربية، وفي قمة الفشل الحمدوكي وحمامه الغمران، وجهت امريكا ضربة قاضية لأحلام عصابة القحاطة، ومنحت البرهان لحظة تاريخية حيث أصبح محط نظر العالم بأسره بعد لقائه بنتنياهو. حيث تبين أن امريكا أعدت لهذا اللقاء منذ ثلاثة أشهر مضت.
اللعب من تحت الطاولة:
الصدمة على القحاطة كانت كبيرة، فقضيتهم لم تكن القضية الفلسطينية كمبدأ، فهم أساساً ومنذ البداية أعلنوا توجههم المضاد لأي توابع دينية أو قيم عروبية، لذلك لم يجدوا سلاحا يشهروه في وجه حمدوك سوى المحكمة الدستورية.
والحق يقال أن المحكمة الدستورية واقعة في عدة ورطات لم تجد لها حلاً سوى الصمت (عملت رايحة) ، من اهمها طبعاطعوننا الدستورية التي قدمناها ومعنا العديد من حماة الحق والعدل من القضاء الواقف. والمحكمة الدستورية في ورطة ، وإذا قدم القحاطة طعناً ضد (رئيس الدولة) ، فيمكن للمحكمة أن تتشجع وتفصل في طعوننا وهكذا من جاه الملوك نلوك. فالمحكمة ستقول:(البتبلبل يعوم).
الصدمة كانت أكبر من صدمة وزير المالية الكوز سابقاً معتز موسى. القحاطة علموا أنهم مجرد كائنات طفيلية داخل لعبة دولية أكبر من إمكتنياتهم.
تجمع الوهمين أصبح أخرساً لأن من يقودون اللعبة هم أسياده، وهكذا وضح للجميع إلى أين تتجه الدولة.
السيد الصادق العاشق لتفسية واجهاض أي لعبة لا يأكل منها عقد مؤتمره وأخذ يخرف أو كما يسميها (يهرف) بما لا يعرف...
مع ذلك:
اكاذيب القحاطة:
الحمام الغمران لن يستطيع استخدام القانون ضد البرهان. فهم يعرفون أن من يحميهم هم القوة العسكرية، وأنه لولا القوة العسكرية لأكلهم الكيزان أكل ذات المخلب لذات الظلف.
إسرائيل حققت غرضها الدعائي:
ثم ماذا بعد.
استفاد البرهان واستفادت إسرائيل من خلق ضجيج إعلامي طوال الأيام الماضية، فلن تجد قناة فضائية إعلامية إلا وتناولت الحدث. ليس حباً في السودان ، وإنما لأن ذلك يخدم منح إسرائيل مزيداً من الاعتراف الدولي في الوقت الذي تعاني فيه من عدم اعتراف دول (غير عربية بها) كأغلب دول امريكا اللاتينية ذات النزعة المضادة لأمريكا. هنا تقول إسرائيل: لن تكونوا ملكيين أكثر من الملوك. ولكن من هم الملوك...إنهم الدول العربية برمتها وآخرها السودان.
ثم ماذا بعد:
يكفي أن تشير بالإنكسار لينتصر العدو...
بعد هذا النصر الإسرائيلي ستتجاهل إسرائيل كل ما حدث..فلا البرهان ولا حمدوك ولا غيرهما سيجد فرصة جديدة للقاء نتنياهو..والموضوع سينطفئ. فأنا اعرف كيف تفكر إسرائيل استراتيجياً. كما أن هناك دولاً عربية ستقف ضد اي تقارب اسرائيلي سوداني كمصر مثلاً..ومصر بالنسبة لإسرائيل أكثر أهمية من السودان من حيث التأثير أو من حيث توازن القوى.
النهاية:
شكرا نتنياهو..
شكرا البرهان..
شكراً حمدوك...
والساقية لسة مدورة..