المواقف بمقدار العقــــائد والمعتقـــــدات وليست بالأهواء !!

المواقف بمقدار العقــــائد والمعتقـــــدات وليست بالأهواء !!


02-04-2020, 06:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1580835776&rn=0


Post: #1
Title: المواقف بمقدار العقــــائد والمعتقـــــدات وليست بالأهواء !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 02-04-2020, 06:02 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

المواقف بمقدار العقــــائد والمعتقـــــدات وليست بالأهواء !!

إذا كنت متمكناُ في مقدرات الذات التي تستوعب المواقف فلا تستغرب يا ذلك الإنسان !.. فتلك الحياة لمن يعقل الأمور مليئة بالمتناقضات .. وليس بالضرورة أن تجري الأمور بالقدر الذي يرضي الأمزجة والطموحات .. واليوم نجد ذلك البعض الذي يقف حائراُ متعجباُ ومستغرباُ من أحوال الناس !! .. فهو يريد الناس أن يميلوا معه بنفس الزاوية والميلان .. وتلك أمنية تتعدى وتتخطى قواعد السنن الكونية !!.. وبالطبع من سابع المستحيلات أن يجري مثل ذلك التوافق بين الناس .. وفي هذه الأيام يدور جدل في الساحات العربية والإسلامية بصفة عامة وفي الساحة السودانية بصفة خاصة .. وهو ذلك الجدل الذي يدور حول العداء مع اليهود آو التوافق والتصالح مع اليهود الصهاينة .. وفي السودان نجد في هذه الأيام من يستنكر بشدة ذلك التقارب مع دولة اليهود .. وفي نفس الوقت نجد من لا يمانع ولا يعارض إطلاقاُ ذلك العناق والوفاق مع دولة اليهود والصهاينة .. والأمر برمته في غاية الطبيعي لمن يجيد حسابات الأفكار والآراء .. وبالتالي لا يشكل جدلاُ مستحيلاُ يجلب الدهشة والاستغراب .. وتلك الاختلافات في المواقف والآراء بين أبناء البشر هي من السنن الكونية المعهودة منذ أقدم العصور .. ولكن الغريب في الأمر أن البعض من الأخوة يستنكر مثل تلك المواقف والآراء الشخصية .. وهو ذلك البعض الذي يفتقد المهارات والمقدرات التي تفسر الأسباب .. ويجهل كليا تلك الأسرار التي تمثل الدوافع .. ونقول لأمثال هؤلاء أن قوة العقيدة والإيمان لدى الإنسان أو عدمها هي التي تحدد المواقف .. وصاحب الرأي في التعامل مع اليهود فهو إما أن يكون ذلك المسلم الصادق الذي يجاري تعاليم الدين الإسلامي بالقدر الذي يطابق الكتاب والسنة وإما أن يكون ذلك العلماني الذي لا يبالي كثيراُ بإرشادات الأديان السماوية .. وقد لا يؤمن كلياُ بتلك الأديان السماوية والوضعية .. وبالنسبة إليه فإن موضوع التعامل مع اليهود أو عدم التعامل مع اليهود أمر يتوقف كلياُ على المصالح البينية المشتركة والمتبادلة .. ومن ذلك المنطلق فهو لا يمانع إطلاقاُ أن يلتقي ذلك ( البرهان ) أو غيره مع القادة اليهود .. فنجده يبارك تلك الخطوة ولا يتشدد في أمر التعامل مع اليهود .. وهنالك آخرون من المسلمين ( ضعاف العقيدة ) والبسطاء الذين يجارون هؤلاء العلمانيين لمجرد المجاراة .. أما ذلك المسلم الصادق في عقيدته وفي إيمانه فهو يجاري تعاليم الدين الإسلامي بكل جدية وحرص .. والشريعة الإسلامية تحدد بمنتهى الوضوح كيفية التعامل مع أهل الكتاب .. وخاصة التعامل مع اليهود والنصارى .. والقرآن الكريم قد أورد آيات صريحة في شأن اليهود والنصارى .. ودون تورية أو إخفاء فإن القرآن الكريم قد أكد بأن اليهود والمشركين هم أشد الناس عداوة للمسلمين :

( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ) .

ومن ذلك المنطق فإن المسلم الصادق في إيمانه والذي يتبع إرشادات دينه الحنيف لا يركض إطلاقاُ خلف اليهود .. ولا يبادرهم بالوفاق لأنهم أعداء المسلمين والإسلام بحرف الكتاب الكريم .. وعلى المسلم الصادق في إيمانه أن يمتنع ويتحفظ في شأن اليهود كلياُ .

والآن نستطيع أن نقول لهؤلاء المستغربين من تلك المواقف المتناقضة لا تبالوا بتلك الصيحات الفارغة التي تناقض الإيمان السليم .. وأعلموا جيداُ أن كل من ينادي بالتطبيع مع اليهود والصهاينة هو يدافع عن العلمانية بطريقة أو بأخرى .. وعلى ذلك فإن المسلم الصادق في إيمانه لا يجاري هؤلاء إطلاقاُ في توجساتهم .. حتى ولو وافق أصحاب القضية الأصلية ( الفلسطينيون ) على مبدأ التطبيع مع اليهود .. فإن ذلك لا يبرر أن يتراجع المسلم القوي في إيمانه ليجاري تلك المحاولات التي تجتهد لإخفاء عداء اليهود للإسلام والمسلمين .. لأن القضية من أساسها تتعلق بالعقيدة والإيمان قبل أن تتعلق بأهواء هؤلاء البسطاء .