الصورة الآن واضحة ... أو النقاط علي الحروف بقلم د. محمد حسن فرج الله

الصورة الآن واضحة ... أو النقاط علي الحروف بقلم د. محمد حسن فرج الله


02-03-2020, 08:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1580757507&rn=0


Post: #1
Title: الصورة الآن واضحة ... أو النقاط علي الحروف بقلم د. محمد حسن فرج الله
Author: محمد حسن فرج الله
Date: 02-03-2020, 08:18 PM

07:18 PM February, 03 2020

سودانيز اون لاين
محمد حسن فرج الله- السعوديه
مكتبتى
رابط مختصر






الثورة قطعت الطريق علي عملية تطبيع كاملة إبتدأت في العهد البائد في شكل مصفوفة كاملة تعتمد نظرية الجزرة و العصاة .
العصاة كانت هي تأزيم الوضع الإقتصادي المتأزم أصلاً ، و الجزرة كانت رفع العقوبات وازالة السودان من قائمة الإرهاب ، و قد تحدثت الصحف الاسرائيلية عن توسط تل ابيب لرفع العقوبات في حينها !

حاولت القوي التي تقف وراء عملية التطبيع استئنافها مباشرةً بعد تنصيب الحكومة و لكن الحكومة الجديدة مانعت ربما إستعصاماً بالمبادئ أو ربما خوفاً من ردة فعل الجماهير و خوفاً من وصمها بنظرية المؤامرة.

عاودت القوي التي ترعي العملية استخدام سلاحها القديم جزرة المساعدات المالية و عصا العقوبات الاقتصادية و القائمة الأمريكية للإرهاب وهذا يفسر لماذا كان مشهد التعنت الامريكي غريباً ولا يمكن فهمه فما يجري تحت المنضدة كان هو ما يضبط حركة المشهد و ليس ما يجري فوقها !

بعد تسعير أوار الأزمة الاقتصادية و توظيف السلاح النفسي حين بلغت اللحظة ذروتها الدرامية بالتجاهل التام الذي تعرض له رئيس الحكومة الانتقالية و لمدة إسبوع كامل إبان زيارته لواشنطن تغيرت اتجاهات اللعبة بصورة مفاجئة و كان الختام الرمزي بلقاء عنتبي الذي جري ظهيرة الثاني من فبراير .

كل شئ يبدوا منطقياً الآن ، لا يهم التفاصيل الدقيقة ... هل توافق لابسي البذة المبرقعة مع المدنين علي ان يتولي كبرها كبيرهم بينما ينسحب ممثل المدنية الأقل حماساً أو الأكثر خوفاً من عقابيل الخطوة و يقفز علي أول زيارة خارجية متوفرة إلي أن تمر العاصفة !
هل كان إعلان السياسي الكبير في نفس اليوم انسحابه من الحياة السياسية خطوة إستباقية لإتقاء لهيب الاحتراق التاريخي أم تجهيز لإعادة التأهيل للعب دور جديد في الواقع الجديد !
لا يهم ذلك كله الآن لأن المهم هو هل سيغطي المشترِي شيكه ، أم سيغني صاحب الجُند كما غني إبن زيدون :
مالي وللدنيا غُرِرت من المني فيها ببارقة السراب الخادع !