إلي القائد عبدالعزيز الحلو ورفاقه : السودانيون ينتظرونكم فلا تخذلونهم .. بقلم نضال عبدالوهاب

إلي القائد عبدالعزيز الحلو ورفاقه : السودانيون ينتظرونكم فلا تخذلونهم .. بقلم نضال عبدالوهاب


01-30-2020, 07:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1580407467&rn=0


Post: #1
Title: إلي القائد عبدالعزيز الحلو ورفاقه : السودانيون ينتظرونكم فلا تخذلونهم .. بقلم نضال عبدالوهاب
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 01-30-2020, 07:04 PM

06:04 PM January, 30 2020

سودانيز اون لاين
نضال عبدالوهاب-USA
مكتبتى
رابط مختصر





لا أحد يستطيع المزايدة علي وطنية وتضحيات قائد وسوداني عظيم كالرفيق عبدالعزيز الحلو .. هذا الذي حمل قضية إقليم وشعب جبال النوبة العظماء منذ سبعينات القرن الماضي وأستمر بها مع رفاقه حتي مابعد إنضمامهم للحركة الشعبية والقتال فيها ضد الظلم ومصارعة النظام العنصري الكيزاني الإقصائي البغيض ..
وعندما بدأت ثورة ديسمبر العظيمة في السودان ظل القائد عبدالعزيز وفي كل خطاباته داعماً حقيقياً لها ، بل وقام بوقف الحرب من جانبه والقتال إمعاناً في ترسيخ سلمية الثورة ، حتي حققت الثورة إقتلاع النظام العنصري الإقصائي في الخرطوم ..
هذه الثورة التي عمل لها كل السودانيون بمختلف سحناتهم وأعراقهم وقبائلهم ومعتقداتهم وإنتماءاتهم .. يكفي أن تُلقي نظرة أو تتعرف علي شهدائها ، فستجدهم من كل المدن السودانية ومن كافة القبائل والسحنات والاعراق فيه ، بل ومن كل الطبقات الإجتماعية ومختلف المهن .. إذاً هي ثورة سودانية أصيلة قوامها شباب في مقتبل العُمر قدموا حياتهم ودماءهم رخيصةً مهراً لبناء سودان جديد ودولة حديثة سودانية موحدة وقوية ..
ومن أهم مطلوبات الثورة هي إحداث الإستقرار فيه ووقف الحرب وجلب السلام العادل فيه .. وهذا ما مضت فيه السلطة الإنتقالية وكلنا ندفع في هذا الإتجاه .. كل من ينتسب لهذه الثورة وتجري في عروقه الدماء السودانية .. وكل السودانيون ينتظرون ويترقبون التوقيع النهائي علي إتفاق السلام لكل الفصائل والحركات وعلي رأسها الحركة الشعبية جناح الرفيق عبد العزيز الحلو ..
نعلم أن موقف القائد عبدالعزيز ومن معه في الحركة الشعبية يرهنون السير في إكمال الإتفاق بإعلان علمانية الدولة السودانية ووضع هذا الشرط في الإتفاق وإلا إعطاء الحركة حق تقرير المصير ..
من يعرفوننا يعلمون أننا من دعاة الدولة السودانية العلمانية كأساس لبناء الدولة السودانية الحديثة والتي مهدت لقيامها في يقيني ثورة ديسمبر العظيمة بكل شعاراتها وتضحياتها .. إذاً هذا المطلب الضروري ليس مقتصراً علي إخوتنا في الحركة الشعبية ولكنه في ذات الوقت ليس بنداً من بنود التفاوض الحالية ، وذلك لأن الجميع يعلم أن هذه القضية تحديداً مكانها هو المؤتمر الدستوري وليس مفاوضات السلام .. فالسلام ليس فقط مطلب من يجلسون علي طاولة التفاوض وليس فقط لفصيل محدد أو ممثلين للحكومة وإنما هو أمر يهم كل السودانيين ، خاصة المتضروون المباشرون في مناطق الحرب من النساء والأطفال وكبار السن والنازحين وكل من هجرتهم الحرب والحقت بهم اضراراً بالغة في صحتهم ومعاشهم وتعليمهم وإستقرارهم .. وكذلك ساهمت في إفقار هذا البلد وتأخره وتذهب معظم موارده في تغذية هذه الحرب بدلاً أن توجه لإنسان السودان ولبناء الوطن وتنميته .. إذاً إيقاف الحرب وجلب السلام مُقدم علي كل شئ لأجل كل هؤلاء ..
أيها الرفيق عبد العزيز الحلو أنت مؤكد تعلم أكثر منا جميعاً ما تصنعه الحرب وما يجلبه السلام .. قضية العلمانية هي مطلب تيار واسع الآن في الدولة السودانية وكاتب هذه السطور منهم بالطبع .. ومع هذا دعنا نقر أن هذه مسألة مختلف عليها بينما السلام قضية متفق عليها من كل السودانيين .. فلا ترهنوا في الحركة الشعبية قضية متفق عليها لأخري هنالك حوار سيدور حولها في طاولة أخري متفق عليها أيضاً وهي المؤتمر الدستوري .. نحن الآن في بلد إنتشر فيه الوعي بدرجة كبيرة ولكن مع هذا نحتاج لتثقيف شعبنا وإفهام البسطاء منهم والذين يستغلونهم أصحاب الإسلام السياسي أن العلمانية ليست ضد الدين وهذه هي الحقيقة التي قد تعلمها أنت وانا والكثيرين ولكن ليس الكل بعد أو الأغلبية ! .. فدعنا نخطو جميعاً معاً خطوة في الطريق الصحيح .. لا نزال في بداية فترة إنتقالية لسودان مختلف .. هذا المخاض يحتاج لصبر وعزيمة لنمضي للتحول الذي نريده جميعاً وأنتم في مقدمتنا.. الأولوية الآن لإيقاف الحرب .. الواقع في السودان بعد الثورة أصبح واقعاً مختلفاً .. إعطوا السلام فرصته وحرية التنقل والإستقرار ومن ثم ننتقل معاً لمربع بناء الدولة وشكل الحكم فيها والدستور الدائم وهذا سيأتي ميقاته ومكانه وآليته دونما أدني شك ..
لا يجب أن يكون الدين باي حال هو العتبة التي يتقسم عليها هذا السودان ، وكما حدث للاسف ولضيق النظر وغياب الحكمة وأنانية أهل الإسلام السياسي ومن تفاوضوا سابقاً وبسسبها راح ثلث البلد بإنفصال الجنوب .. لا نريد للمشهد هذا أن يتكرر مرة أخري وبايدي سودانية أصيلة وحكيمة ..

الرفاق في الحركة الشعبية المحترمين والقائد عبد العزيز الحلو إن كل شعب السودان وأولهم شعب جبال النوبة ينتظركم لجلب السلام والإستقرار فرجاءاً لا تخذلونهم فثقتنا وثقتهم فيكم عظيمة ..
نضال عبدالوهاب ..
٢٩ يناير ٢٠٢٠ ..