مأزق لجنة نبيـل بقلم مصعب المشرّف

مأزق لجنة نبيـل بقلم مصعب المشرّف


01-27-2020, 03:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1580134347&rn=0


Post: #1
Title: مأزق لجنة نبيـل بقلم مصعب المشرّف
Author: مصعب المشـرّف
Date: 01-27-2020, 03:12 PM

02:12 PM January, 27 2020

سودانيز اون لاين
مصعب المشـرّف-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




التصريح الذي أدلى به رئيس لجنة التحقيق في فض إعتصام القيادة العامة ؛ المحامي نبيل أديب عبد الله . وملخصه أنه وأعضاء اللجمة يواجهون ضغوطا عديدة تعترض تنفيذهم للمهمة بالسرعة والفاعلية والشفافية المنشودة ..... كان البعض يتوقع أن يعقبه تقديم رئيس وأعضاء لجنة فض الإعتصام إستقالاتهم فوراً بعد النشر ... ولكن يبدو أن شكوى نبيل أديب كانت "شكوى عربي" . لا علاقة لها بالأسس والمقاييس والمهنية المفترضة في الأنظمة الديموقراطية ... وبما يشير إلى أن روح ثورة ديسمبر الظافرة؛ وإن كانت لا تزال متقدة في أفئدة النشء والشباب أصحابها ... إلا أنها تراوح فقط أطراف ألسنة الكبار الذين تبنوها وهي تعبر أبواب منازلهم ويمقونها من خلف زجاج نوافذهم ؛ دون قناعة حقيقية بأن هناك تغيير قد حدث ، وكان ينبغي أن يفرض نفسه على كافة الأجيال في كل الإتجاهات الرامية إلى سودان جديد.

الجدير بالذكر أن تشكيل هذه اللجنة (لجنة نبيل) قد جاء هذه المرّة بتكليف من رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك ؛ وتم تسميتها باللجنة "المستقلة".

ولا أدري في حالة عدم تفديم رئيس وأعضاء لجنة التحقيق (المستقلة) في فض الإعتصام إستقالتهم ... لا أدري كيف سيسير ويتطور التحقيق والحال كهذه ، في ظل مواجهتها لضغوط جادة لجهات وأسماء نافذة تورطت علناً أو خفاء في فض الإعتصام وتتحمل مسئوليتها وفق الدور الذي لعبته .....

وعلى ضوء ما ذكره المحامي نبيل من عراقيل . فإن الحكم على هذه اللجنة وبكل الصراحة يتجه إلى إعتبارها لجنة يُراد منها أن تكون لجنة "فض مجالس" أكثر منها لجنة تحقيق "فض إعتصام" راح ضحيته المئات وسيظل أثره ممتد لعشرات السنوات بإزاء الأحياء من المفقودين والمغتصبين والمغتصبات والجرحى والمعاقين جسديا ونفسيا ويشمل ذلك ذزيهم وأقاربهم وسائر المجتمع .....
وبوجه عام لا أرى أن هذه اللجنة ستخرج في هذا الحال من عمق المأساة بتقرير يختلف عن ذلك الذي خرج من قبل ؛ وحفل بتلك الإشارات المبهمة إلى جناة بحروف مقطعة ورموز على شاكلة لوحات المرور.

المحامي نبيل أديب كان قد آثر في وقت سابق أن يحوم حول الحمى في مقال له بعنوان "هل يمتلك المجلس العسكري الحقيقة". وتم نشر وتوثيق هذا المقال في صفحة "راديو دبنقا" بتاريخ 4 يوليو 2019م ..... ولكن المؤسف أن فحوى المقال قد جاء خلافاً لعنوانه المشار إليه أعلاه ... فقد تناول المقال مدى قانونية "قطع خدمة الإنترنت" .بعد مجزرة فض الإعتصام ... بل وسعى نبيل أديب إلى مداراة عب الإدلاء حتى من تبعية رأيه الشخصي القانوني المهني في مسألة قطع المجلس العسكري لخدمة الإنترنت .... فطفق يستشهد بآراء وأحاديث هذا وذاك من أبناء الليبرالية الغربية ؛ أمثال ونستون تشرشل و فلانيري أوكونور ... و وزارة الحقيقة في رواية جورج أورديل ، و إستيفاني كلاين ... إلخ. إفتعلها إفتعالاً في أجواء مقال من قبيل أجواء تلك الحوارات الفوقية في الأبراج العاجية التي تميزت بها النخب المتعلمة وكبار الأفندية خلال الحقب السابقة من جلسات عصريات وأمسيات شارع الجمهورية وحناياه ؛ سواء في مقهى أتيليه ومرقص سانت جيمس ، ومقهى المحطة الوسطى ، وبهو فندق الأكسلسيور . غير بعيد من فندق السودان والفندق الكبير....... وعلى مرمى حجر من مسكن الشاعر السياسي الأديب محمد أحمد المحجوب.
لماذا لجأ نبيل أديب إلى هذه الإنصرافية ولزوم ما لا يلزم وإبعاد النجعة في مقاله المذكور؟.... ولماذا أضطر إلى تحريره ونشره على هذا النحو الذي جاء به؟
الإنطباع الذي تركه لنا مقال المحامي نبيل أديب هذا لا يبشر بخير أبداً ..... فهو ينم عن شخصية لا ترغب في إغضاب أحد ... وأنها أكثر ميلاً إلى المصانعة والموادعة والميوعة منها إلى الصدامية الجريئة والوضوح والطرح المكشوف ، والدخول في صلب الموضوع ... خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع قوة عسكرية غاشمة تجهل وتخرق القوانين ؛ أو مراكز قوى سياسية أو طائفية نافذة تتلاعب بالقوانين وتجيد تفصيلها أو رقعها على مقاسها.
ربما يكون نبيل أديب ماهراً في الدفاع عن موكليه داخل ساحات المحاكم ..... ولكنه يستمد مهارته تلك من إستناده إلى مواد قانونية يجيد تفسيرها على النحو الذي يخدم موكليه أمام القاضي ؛ والذي هو الآخر ملزم بتطبيق مواد قانون مدرجة أمامه سلفاً...... ولكن الوضع في حالة التحقيق بمجزرة فض الإعتصام يبقى على وجه آخر . وربما كان بحاجة إلى لجنة تنبثق من الإتحاد الأفريقي .

وحتى هذه اللحظة فإن أفضل حصاد "لجنة نبيل" ... ومن قراءة ما بين السطور ، وما نجده في "لحن القول" من تصريح المحامي نبيل أديب الأخير للصحافة. هو التأكد بأن المتورطين سواء في إتخاذ قرار الفض أو تنفيذ المجزرة ..... أن هؤلاء المتورطون كانوا من كبار المسئولين من جهة .... ومن الأحزاب في تحالف قوى الحرية والتغيير من جهه أخرى .. وأنهم لا يزالون يمسكون بتلابيب السلطة ، ويتمتعون بالنفوذ الذي يخيف نبيل أديب.