الحاج وراق طلع حمامة يا جدعان.. بقلم خليل محمد سليمان

الحاج وراق طلع حمامة يا جدعان.. بقلم خليل محمد سليمان


01-22-2020, 05:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1579668293&rn=0


Post: #1
Title: الحاج وراق طلع حمامة يا جدعان.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 01-22-2020, 05:44 AM

04:44 AM January, 21 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





كنت احسبه صَقُر..

حتى لايذهب البعض بعيداً اقصُد الصَقر الذي يُستخدم مجازاً في السياسة نسبة للتشدد تجاه مبدأ، او قضية، لدرجة التصلب..

يعني ما الصَقُر بتاع اختنا الخلبوصة تراجي مصطفي!!!

الحاج وراق من السياسيين السودانيين القلائل يُجبرك ان تحترمه، رجل لبق، وموسوعة في المعرفة..

حُظيت بلقائه عدة مرات في القاهرة، وتأثرت به، كما كل الشباب في المعارضة، لما مثله من مرجعية، وثقل كان يبعث بالثقة، والطمأنينة، في قلوب الشباب الثوار الذين تنقصهم الخبرة، و ربط حلقات التاريخ بالحاضر بشكل منطقي، كما كان يفعل استاذنا الحاج وراق، وزد علي ذلك إنه يميل إلي التصوف، كما العبد لله صوفي الهوى..

خرج علينا قبل ايام الاستاذ وراق بحديث يمكن ان يراه الكثيرين عقلاني ويدعو الي الحكمة..

ولكن اراه من زاوية اخرى..

كان يمكن ان يكون خطاب وراق يتماشى مع متطلبات ثورة 64 وحتى 85، حيث كانت الخسارة بسيطة والشرخ محدود ..

اما التعامل مع نظام لا يملك لخصومه إلا القتل منذ مجيئه، حتي آخر ثانية في عمره، حيث قتل ما يزيد عن الثلاث مائة الف مواطن، وشرد الملايين بين نازح ولاجئ، وقسم البلاد، و ازكى روح الفرقة والشتات وضرب امننا الإجتماعي في مقتل، ونكل بشباب الثورة، يجب ان يكون بكل حزم وصلابة، و تصفيته بلا تسامح، او تهاون..

عندما نتعامل بكل سهولة وتسامح مع قتلة لصوص جمعتهم السلطة، و المال، كما الذباب، بمثل هذا الخطاب، سنفتح الباب لتجارب اخرى بنفس النهج..

نؤمن بحرية الفكر، والرأي، ونؤمن ان الدين الإسلامي هو دين الاغلبية في السودان، لا يجب ان نتركه للصوص، وقطاع الطرق، لإختطافه، زوراً وبهتاناً بأنهم الاولياء، والاوصياء عليه..

المؤسف والملاحظ بعد نجاح الثورة اصبح كل السياسيين حمائم، صورة تعكس ان الغاية كانت إزاحة النظام، والجلوس مكانه، ثم البحث عن تسويات، حول السلطة، ضاربين عرض الحائط بآمال، وآلام الشعب السوداني في الثلاثين العِجاف..

في ذات الإتجاه اصبح كل الشعب بشبابه حملة مشاعل هذه الثورة المباركة، صقور كاسرة، تريد تصفية هذا النظام الملعون، وضرب مراكزه بيد من حديد، وذلك نتيجة منطقية لما عاشه هذا الشعب الكريم من ذل، وهوان، في عهد هؤلاء القتلة، واللصوص..

ذات الحاج وراق الذي نحسبه احد صقور هذه الثورة، عندما تحدث في التسريب المشهور عن الخروف، وكيمان اللحمة، قبل السقوط، وكيف سوق النظام البائد لهذا الحديث، وفرد له مساحات، وبرامج، في كل قنوات العُهر، والدعارة، و وظف له الإعلاميين الذين يعملون كالعاهرات اللواتي يأكلن من بين افخاذهن، عُذراً للعاهرات..

هو ذات الحاج وراق بعد خطابه الحمائمي، بعد الثورة، و المشحون بالخوف، والوجل، ليُثني عليه كهنة النظام البائد، ويصفونه بأنه دائماً صاحب عقل، وحكمة راجحة، وهكذا عهدهم به..

في صورة اخرى مؤسفة، ان يصف الوراق شباب الثورة بالتعنت، والغلو، في حال نقد ايًّ من اعضاء الحكومة، او الحرية والتغيير، في صورة تجافي ما ختم به حديثه قائلاً : يجب ان تنسجم كل افعالنا وفق مبادئنا تجاجاه الحرية، وحقوق الإنسان..

الم يعلم السيد وراق ان الحرية هي لك ان تقول رأيك في الحاكم بشكل مطلق دون ايّ قيود ما دام انه رأي؟

الم يعلم السيد وراق بأن اول حقوق الإنسان هي حرية الرأي؟

اخطأ استاذنا وراق عندما ذكر حقوق الإنسان كنقيض للإنتهاكات فقط، ونسى ان المرتكز الأساسي لحقوق الإنسان هي مكتسبات، وإستحقاقات قبل إنتهاكها..

اخيراً ادعو المولى عزّ وجلّ ان يغيّر حالنا، كما غيّر بين ليلة وضحاها كل ساستنا إلي حمائم، ويظل كل شعبنا وشبابه صقُور كواسر لكنس كل جبار، ومرجف..

خليل محمد سليمان