من يعيش في أعماق البحار لا يخاف من البلل !!

من يعيش في أعماق البحار لا يخاف من البلل !!


01-17-2020, 05:58 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1579237107&rn=0


Post: #1
Title: من يعيش في أعماق البحار لا يخاف من البلل !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 01-17-2020, 05:58 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

من يعيش في أعماق البحار لا يخاف من البلل !!

تلك التلميحات أصبحت لا تهم الشعب السوداني كثيراُ .. وهي صورة معاشة تواكبها الأجيال تلو الأجيال .. والكل في السودان قد أعتاد تلك المعزوفة الممجوجة .. وهو الإنسان الذي يسمع تلك المواويل منذ الولادة وحتى لحظة الإقبار .. وقد أصبح الأمر إدماناُ يقلق النفوس حين لا يقع ولا يكون !.. وتلك الأساليب الواهية بأشكالها وألوانها مجربة في البلاد منذ خمسينات القرن الماضي .. حيث يولد الإنسان في السودان في تلك البيئة المضطربة ثم ينشأ فيها حتى يرحل للآخرة .. يرحل عن الدنيا الفانية بعد إكمال رسالة الحياة وهو مازال يضحك على هؤلاء الذين يحرثون ويزرعون ويحصدون في الهواء والفارغة !.. والعجيب في الأمر أن تلك الأحوال قد أوجدت المناعة في الإنسان السوداني بذلك القدر الذي يمكنه من مواجهة أعتى الصعاب .. والأيام قد دربت ذلك الإنسان بأن لا يخاف من زيف الزوابع والرعود الكاذبة !.. وتلك الوتيرة هي الوتيرة المعتادة لسنوات طويلة في مسار الإنسان بالسودان .. حيث لا يمل هؤلاء الفاشلون من عزف تلك المعزوفة الممجوجة .. وفي نفس الوقت لا يمل الشعب السوداني من تخطي تلك الصعاب من منطلق القوة والعزيمة .. ومع مرور الأزمان قد تقادمت تلك الأنغام وفقدت مفعولها وأصبحت لا تجدي في إخافة الأجيال .

النصائح تلو النصائح كانت ومازالت تقدم لهؤلاء وهؤلاء لكي يجعلوا المنطق والواقع والمعقول هدفاُ في كل المساعي والخطوات .. ولكن ذلك البعض كان يظن ومازال بجهالة شديدة أن العناد المتواصل طوال السنوات تلو السنوات سوف يحطم العزائم لدى الأمة السودانية في نهاية المطاف .. ولم يحدث ذلك التراجع من قبل الشعب السوداني في أية لحظة من اللحظات .. لأن مثل ذلك التكهن والتقديرات الخاطئة الباهتة لا يمكن أن تنجح في أية بقعة فوق وجه الأرض !.. والناس بعقولها في كل أرجاء العالم وتعرف ألوان التصدي .. وتلك المحاولات العقيمة مجرد أوهام تخدع أصحابها منذ المولد وحتى الممات .. كم وكم في تلك القبور من راودتهم الأطماع طوال الحياة ثم رحلوا عن هذه الدنيا ولم يحققوا تلك الأطماع !!.. ولو وقفوا مع الأنفس لحظات تعقل وتفهم لأدركوا أن الأمور لا تتحقق إطلاقاُ بالعناد .. ولأدركوا حقاُ أن كلمة الوفاق والإخاء والاتفاق أشد مفعولاُ وفائدةُ من ألف رصاصة تطلق من أجل العناد .. وتلك لغة الرصاص مجربة في هذه البلاد لسنوات وسنوات .. وقد أصبحت مع مرور السنوات من بديهيات الممارسة المعتادة .. ومن المناسك المعهودة لدى الكبار والصغار.. ولا تخيف أحداُ حين تمارس لغة الرصاص .. كما أنها لا تفرق كثيراُ حين تمسك وتحجب .. فالأمر بالنسبة للأمة السودانية سيان وقد اعتادت السيرة .