سلسة مفاهيم وخطوات عملية مرجوة نحو مدنية الدولة السودانية[37] بقلم موسى بشرى محمود

سلسة مفاهيم وخطوات عملية مرجوة نحو مدنية الدولة السودانية[37] بقلم موسى بشرى محمود


01-13-2020, 02:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1578921250&rn=0


Post: #1
Title: سلسة مفاهيم وخطوات عملية مرجوة نحو مدنية الدولة السودانية[37] بقلم موسى بشرى محمود
Author: موسى بشرى محمود
Date: 01-13-2020, 02:14 PM

01:14 PM January, 13 2020

سودانيز اون لاين
موسى بشرى محمود-
مكتبتى
رابط مختصر





نخاف على ثورتنا من أمثال المدعو/الصادق المهدى وشرذمته-{1}!



بطبعى لا أميل إلى الخوض في الكتابة عن شخصيات أو أفراد بعينهم فى كتاباتى وبما أننا فى عصر التنوير وعصر فيزياء نيوتن ولاشك أننا أخذنا قسطاً لا بأس به من النظريات الفيزيائية لاسيما«حد المرونة»! وكما أن للعناصر والأجسام الفيزيائية حد للمرونة أيضاً هناك حد للمرونة للتعامل مع البشر وتحمل بعض الهفوات ولكن عندما يبلغ السيل الزبى وتصل الأمور إلى مستوى لايطاق لابد من المواجهة حتى لا نجعل الصمت سلاحنا الوحيد.

نتابع فى هذه الأيام عن قرب أحاديث المدعو/الصادق المهدى فى وسائل الإعلام ومطالبته بإعطاء الأولوية والأغلبية لحزبه لتشكيل «المجلس التشريعى وحكام الولايات»
اعتقادا" منه ومن شرذمته بأحقية حزبهم فى القيام بلعب الأدوار المشار إليها من دون استحياء وهو ذاك الحزب الذى يظن انه حزب ديمقراطى!

قبل أسابيع قليلة تقدم الصادق المهدى بدعوة إلى ضم«قوات الدعم السريع» ضمن منظومة حزب الأمة لتتحول من قوة نظامية إلى جيش حزبى باسم«جيش الأمة» وكأن حزبه ادارة عسكرية تتبع لقيادة العسكر!.

عموماً جاء الرد المناسب من«الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة السودانية» وردت بضاعته المزجاة!


المدعو/الصادق المهدى من الذين يصطادون فى المياه العكرة دائما" وكل ما يكون هناك أمر يشغل العامة يحاول المهدى أن يأتى بتصريحات نارية بغرض صرف أنظار الشارع عن ما يجرى فى المشهد السياسى وهو انسان بارع فى إخراج سيناريوهات من هذا القبيل ويمتاز بذكاء خارق ولكن ما يعاب عليه يظن أنه هو الأقدر والأكثر فهما" والملم بمجريات الأمور وهو الوكيل الوحيد للسودانيين فى الحكم وأحق بحكم السودان من أى سودانى أخر لذلك كل يوم يأتى بمبادرة أو تصريح جديد ولايعلم أن تصريحاته ومبادراته التى بلغت المئات لم تفيد العباد ولا البلاد بشىء عفى عنها الدهر وشرب.

المدعو/الصادق المهدى انسان أنانى لايحب الخير الا لنفسه وأسرته ولايحب التعدد بل لازال يؤمن بفكره «الأسياد والأتباع» التى ورثها من جده المدعو بالأمام المهدى ولم يتحرر بعد من هذه الشرنقة الضيقة!

دعا الصادق المهدى الذى زار قلعة الأنصار فى «الجزيرة أبا» قبل أشهر قليلة إلى قيام انتخابات عاجلة للخروج من محن البلاد والمأزق الذى يمر به وفعل نفس الشىء فى الدمازين وفى أماكن أخرى و أمام لقاءات أعلامية متعددة والغرض من ذاك كله هو عدم رضاه بالحكومة الانتقالية التي لم تستوعبه أو تستوعب أحد أبناءه فى هياكل السلطة الحالية بالإضافة إلى أبعاد أخرى يعلمها هو ونعلمها ويستطيع كل قارئ حصيف للشارع السياسى السودانى قراءته باقتدار!

عندما كان الشارع السياسى السودانى يغلى بعد نزع السلطة من البشير كان للمهدى السبق
الصحفى فى التصريحات فقد جاء فى وسائل الإعلام أن المهدى يقول:«انه كان رئيس الوزراء الشرعى قبل انقلاب البشير وبالتالى هو من أحق برئاسة الدولة فى الوقت الراهن»!
فبدلاً من أن يستغل خبراته السياسية السابقة وعلاقاته مع الكيانات السياسية الأخرى والقوى الثورية للجلوس نحو أفاق أرحب للسودان كان يتكلم عن ذاته.

عندما كان الثوار يلاقون ويلات عذاب جهاز الأمن والمخابرات ويواجهون الرصاص فى مواكبهم فى عهد البشير خرج المهدى للناس بتصريحات لاتتماشى وعمره السياسى ومكانته الاجتماعية بصفته زعيم سياسى ولكن كان أيضاً لغرض صرف الأنظار عن المظاهرات وتشتيت عن كل ما يجول فى أذهان الثوار وتلطيف أجواء الحكومة بامتصاص غضب الشارع حيث عقد مؤتمرا" صحفياً فى دار حزب الأمة وشبه عملية المظاهرات ب«دخان المرقة»!»

المهدى شخص متواطئ مع المجلس العسكرى القديم ومع نظام البشير أيضاً

ما يفسر علاقته المباشرة هناك عده دلالات يتابعها كل الشعب السودانى ويعرفها عن قرب القاصى والدانى ولايحتاج منا إلى توضيح كثير ولكن كمثال حى نذكر حادثة«سحب خيم حزب الأمة من فضاء اعتصام القيادة العامة قبل الحادثة بسويعات»! وانسحاب كل عضوية حزب الأمة من مقر الاعتصام وبعدها حدث ما حدث!

المهدى ممن يتعاملون بسياسة«مسك العصا من المنتصف» فى عهد النظام السابق لاهو بالمعارض ولا مع الحكومة أي كان لديه رجلين«رجل عند الحكومة ورجل عند المعارضة»!

الرجل كان يدعى معارضته لنظام البشير ولكن نسى أن الشارع السودانى يلاحظ ويتابع عن كثب خروج ثلاثة مواكب يومياً من بيته كالأتى:«موكب لرئاسة جهاز الأمن والمخابرات يقل ابنه/بشرى وأخر لابنه/عبدالرحمن لرئاسة الجمهورية والموكب الثالث لإحدى بناته الطبيبات لرئاسة وزارة الصحة الاتحادية» وبعد هذا كله وبدون أدنى خجل يدعى الرجل أنه كان معارض للبشير!!!

المدعو/الصادق المهدى أكثر سودانى محظوظ فى الشأن السياسى السودانى ولكنه لم يستفيد من توظيف طاقاته لبناء السودان بل عمل فقط لبناء ذاته وفى إطار أسرته الضيقة

قبل أشهر قليلة ظهر لنا بيان ممهمور باسم ابنه/عبدالرحمن المهدى الذى مشاركا" البشير فى
جرائمه طوال فتره حكمه مطالبا" الشعب السودانى بالاعتذار بعد ما علم"
أن القارب غرق تماما" ولأيمكن انقاذ من فيه متغافلا" أن الشعب سيغفر له جرائمه ونسى أن هناك مواد فى القانون الجنائى السودانى تعنى ب:«الاشتراك الجنائى» ولا يعلم أن الشعب السودانى تشبع كثيرا" بأغنيات أكتوبر و الملحمة وابداعات محمد الأمين الذى يطلق عليه السودانيين مجازا" اسم«ود اللمين» الأغنية التى تقول مطلعها «الحساب لكل واحد للصناعى
وللوزير» فالقصة ما لعب والحساب ولد.!

المهدى حصل على رئاسة وزراء السودان فى الثلاثين من عمره وتم تعديل الدستور من المجلس النيابى أو الجمعية التشريعية لأجله للمرة الأولى وفى الثمانينات من القرن الماضى حظى بفترة ثانية لرئاسة وزراء السودان إلى أن جاء حكم البشير وأزاله من عرشه بالدبابة بالإضافة إلى ذلك كان وزيراً لأكثر من مرة ومسؤول حكومى كبير منذ نعومه أظافره إلى أخر يوم فى عهد حكمه ولكنه لم يقدم شىء مفيد للسودان ولا لإنسانه

الصادق المهدى الذى أحتفى بعيد ميلاده بمناسبه بلوغه سن «82» عاما" قبل فترة قصيرة مع أننا لانقدح فى الأعمار التى هى بيد الله بل نسأل له المزيد لكن يتراءى للمهدى الأفكار الثمانينيه هذه أفضل وسيلة للتعامل بها مع جيل اليوم!


نواصل فى أجزاء أخرى