ليتهم يتعقَّلون .. !! - بقلم هيثم الفضل

ليتهم يتعقَّلون .. !! - بقلم هيثم الفضل


01-13-2020, 05:32 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1578889973&rn=0


Post: #1
Title: ليتهم يتعقَّلون .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 01-13-2020, 05:32 AM

04:32 AM January, 12 2020

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



إصرار فلول الإنقاذ البائدة على إستعمال أداة التأثير العاطفي على الشعب السوداني عبر التباكي على ما يسمونه الهجوم على الدين الإسلامي ومحاربته لصالح الكفر والإلحاد في عهد الحرية والمساواة ودولة القانون ، من منظور آخر هو إستمرار في نفس المنهج الذي يفترض (جهالة) وضحالة مستوى الوعي عند هذا الشعب الذي علَّم بثورته الشعوب الأخرى معنى الصمود والإصرار والعزيمة والإنتصار بسلاح السلمية ، يفوت عليهم أن هذا الشعب قد إستوعب الدرس ولم يعُد يبحث عن دينهُ خلف الشعارات الفضفاضة والمهرجانية ، بل أصبح يجتهد ليحوز على رضا الله ويحافظ على إسلامه ويزود عنه عبر إستنهاض ما فيه قيَّم ومباديء وأخلاقيات وتعاليم في أهدافه ومطالبهُ ومسيرة قيادته السياسية والإداراية وكذلك في إتجاهاته الثقافية ، فإن كان الإسلام بمفهومهم (الزُخرفي) و(الشكلي) بما إحتوى عبر التجربة الواقعية من مساويء ومظالم وفساد قد عُرض على غير مُطلعٍ على الإسلام في حقيقته السمحة وشريعته العادلة ، لأعرض عن إعتناقه والعياذ بالله بل وربما أصبح له من المُعادين ، دور الدولة في حماية عقائد شعبها يجب أن ينكب في إتاحة المجال واسعاً وعادلاً وجاذباً لكل ما يمكن أن يُعبِّر عن محاسن الدين ومبادئه وقيَّمهُ الفاضلة.

أستغرب جداً محاولاتهم المستميتة والغبية في الطرق على باب العاطفة الدينية الشعبية من جديد ليؤلِّبوا هذا المارد الجماهيري المقدَّس على (حواضن) آماله وطموحاته ومطالبه العادلة ، كيف يراهنون على (غباء) الشعوب وضيق أفقها وقلة حيلتها أما مخطَّطاتهم القذرة ، و قد أفاض الله جلَ على الشعب السوداني هذا العام بفتوحاتٍ كبيرة على مستوى إتساع دائرة المصادر التي كشفت الأساليب الملتوية والمخططات المُغرقة في الأنانية والنرجسية التي كان ينظر بها الإسلاميون إلى الشعب السوداني عبر عين الإحتقار والكراهية وعدم الإكتراث ، وكان آخرها ما بثتهُ قناة العربية من ما تسرَّب من إجتماعات مجلس شوراهم وإجتماعات قياداتهم المُغلقة خلف سُتر الظلام والظلم والفساد ، لم يظهروا فيها الندم على ما إقترفوه في حق البلاد والعباد ولم يتسارعوا لإيجاد حلول تحتوي تضحياتهم لتخفيف المعاناة عن كاهل الجماهير أو حتى توخي الحكمة وإقرار حُرمة دماء الشباب الثائرين ، بل على العكس من ذلك فقد إستمروا في غيِّهم وكانوا يحاولون ويستميتون حتى آخر اللحظات عبر التخطيط والتحريض لإزهاق المزيد من الأرواح والقيَّم والأخلاقيات التي رعاها الإسلام نفسه في سبيل البقاء في السلطة متحكِّمين في موارد البلاد وأرزاق العباد بالسطوة والقوة والفساد والإستمرار في إذلال الشعب بالإفقار ، ليتهم يتعقَلون وليتهم يعلمون حقيقة ما وصل إليه وعي الشعب السوداني وإدراكه لمخططاتهم ومرامي خطابهم السياسي ومستنقعات الوحل التي تغوص فيها أفكارهم.