سماء مسقط بكت السلطان قابوس بقلم كمال الهِدي

سماء مسقط بكت السلطان قابوس بقلم كمال الهِدي


01-11-2020, 03:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1578752808&rn=0


Post: #1
Title: سماء مسقط بكت السلطان قابوس بقلم كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 01-11-2020, 03:26 PM

02:26 PM January, 11 2020

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





تأملات


. لم تدمع عيناي لرحيل رئيس عربي، بإستناء حالة حزن إعترتني لوفاة الشيخ زايد رحمه، مثلما أدمعتا لخبر وفاة قابوس سلطان عُمان (رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح الجنان) .
. وها هي سماء مسقط تشارك العمانيين والمقيمين بعمان الطيبة حزنهم الدافق على رحيل قابوس.
. فيما مضى، قبل حضوري للسلطنة وحتى خلال أشهري الأولى فيها كنت أظن أن الهالة الكبيرة التي تحوم حول سلطان البلد ليست سوى حالة مألوفة في وطننا العربي وتطبيلاً لقائد عادي كنوع من النفاق و (تكسير الثلج) لصاحب سلطة.
. لكن ما أن عملت في بعض المؤسسات الإعلامية هنا وأطلعت على بعض تاريخ السلطنة قبل وبعد عام ٧٠ الذى تولى فيه السلطان قابوس (رحمه الله) مقاليد الحكم تأكد لي أننا أمام زعيم إستحق حقيقة احترام وتقدير شعبه.
. ومع مرور السنوات والمشاهدات اليومية لما يجري في السلطنة ترسخت لدي قناعة بحكمته وحنكته، وأستطعت أن أفهم كيف تمكن من نقل بلده هذه النقلة الهائلة خلال فترة زمنية وجيزة للغاية.
. بدأ المغفور له بإنشاء المدارس حيث لم تكن في السلطنة سوى مدرسة واحدة في العام ٧٠.
. ثم عمل بحنكة على حل الخلافات القبلية والنزاع الشديد في جنوب البلد.
. ومنذ ذلك الحين لم توقفه أي ظروف داخلية أو خارجية عن مواصلة مسيرة التنمية الشاملة حتى أوصل عُمان لما هي فيه اليوم من تقدم وإستقرار وأمان.
. وأعظم مافي فترة حكمه الطويل أنه أوجد تآلفاً غير مسبوق وسط العمانيين وجعل كل واحد فيهم أحرص من الآخر على صون المكتسبات والمحافظة على السلم الاجتماعي.
. وبحكم السنوات الطويلة التي عشتها في السلطنة صرت أشفق على العمانيين من لحظة مغادرة السلطان قابوس لهذه الفانية بحكم أنه لم يكن معلوماً من سيكون الوريث في حالة رحيله.
. لكن ما حدث اليوم وبالرغم من حالة الحزن النبيل، أكد على أن الرجل لم يشأ أن يرحل عن الدنيا قبل أن يضمن مستقبل بلده ويطمئن على إستمرار مسيرته الظافرة.
. فقد اجتمعت قيادات القوات النظامية وفقاً لنصوص النظام الأساسي للدولة وقاموا بفتح الوصية لتطلع عليها العائلة المالكة.
. ولم يضيع أفراد العائلة المالكة ساعة زمن قبل أن يبصموا بالعشرة على وصية الراحل وينصبوا هيثم بن طارق بن تيمور، ابن عم الراحل المقيم سلطاناً جديداً حسب الوصية المكتوبة.
. وسرعان ما قدم السلطان الجديد درساً في الوطنية والوفاء بمشاركته في حمل جثمان الفقيد الكبير وإلقائه لخطاب مسئول أكد فيه أنهم ماضون على ذات النهج الذي وضعه لهم معلمهم وكبيرهم وباني نهضتهم قابوس بن سعيد (تغمده الله بواسع الرحمة).
. ولا ننسى أن الراحل بوصيته بأن يوارى الثرى في جنازة متواضعة ودون انتظار لمشاركة رؤساء الدول قد عكس إلى مدى أنه كان صاحب حكمة جعلته جديراً بالتقدير والاحترام.
. فلا أظن أن هناك رئيس دولة وُوري الثرى خلال ساعات من وفاته.
. رحم الله عبده قابوس بن سعيد بقدر وفائه وخدماته الجليلة لشعبه وللأمتين المسلمة والعربية وبقدر ما بذل في سبيل أن يعم العالم السلم والأمن والإستقرار، وألزم المولى العمانيين والمقيمين في السلطنة الصبر على هذا المصاب الجلل، ووفق السلطان الجديد هيثم بن طارق في مهمته الكبيرة.