الاسرار الكبرى مخازي اخرى بقلم إسماعيل عبد الله

الاسرار الكبرى مخازي اخرى بقلم إسماعيل عبد الله


01-04-2020, 01:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1578142310&rn=1


Post: #1
Title: الاسرار الكبرى مخازي اخرى بقلم إسماعيل عبد الله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 01-04-2020, 01:51 PM
Parent: #0

12:51 PM January, 04 2020

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر




بالامس بثت قناة العربية الجزء الثاني من برنامج (الاسرار الكبرى), الذي يعرض ولاول مرة تسجيلات واضحة بالصورة والصوت لاجتماعات جماعة الاخوان في السودان (الحركة الاسلامية), اعترافات وبينات قانونية دامغة على لسان علي عثمان محمد طه وآخرين بارتكابهم لجريمة اعدام ضباط حركة الخلاص الوطني الرمضانية قائلاً: (في يوم واحد اعدمنا ثمانية و عشرين ضابط), نفس الاعتراف الذي ادلى به راس النظام البائد في الحلقة الاولى من ذات البرنامج الاسبوع الماضي, عندما قال: (دفناهم و انتهت الحكاية) وهو يعني ضباط حركة رمضان انفسهم.
لا غرابة في حديث راس النظام السابق واعترافات نائبه الاسبق, فالشعب السوداني محيط علماً بجرائم هذه الجماعة المتاجرة بالدين منذ اليوم الاول من سرقتها لكرسي السلطة, اما المدهش حقاً هو حقيقة ان نظامهم الداخلي كان قائماً على الارهاب والتهديد والوعيد والتصفيات الجسدية, خاصة الجزئية التي تحدث فيها علي عثمان محمد طه عن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قام بها رفاقهم ضد مشروعهم الفاشل, فمن خلال حديثه كان شبه نادم على عدم تصفيتهم لكل من غازي صلاح الدين وحسن عثمان رزق و ود ابراهيم لانهم قادوا ذلك الانقلاب الداخلي الذي لم يكتمل.
تحدثت عائشة الغبشاوي القيادية بمؤسسات الجماعة الاخوانية, عن تعرضهم للتهديد بالقتل اذا ما ذهبوا باتجاه كشف المفسدين ومحاربتهم, تخيل وتأمل هذه القسوة لهذا التنظيم الماسوني التي تتحكم على قياداته في صفها الاول, لا احد يستطيع الفكاك او الخروج من المحفل الاخواني والنادي الارهابي مهما علا شانه, فدموع امين حسن عمر واجهاشه بالبكاء حسرة و الماً من النزعات الشريرة لنفس علي عثمان محمد طه الرجل الدموي النادم على عدم تصفية رفاقه الانقلابيين, هي السر الاكبر و الاعظم الذي جعل هذه الجماعة تتمكن من مفاصل السلطة و تستمر طيلة الثلاثة عقود الماضية.
التنظيم يقتات من موارد الدولة, نعم, لقد قالها كبيرهم من دون وجل ولا اكتراث للهتاف الذي استقبله به مشايعوه عند افتتاح كلمته (هي لله هي لله لا للسلطة و لا للجاه), كل مقدرات الدولة من سيولة نقدية لاصول ثابتة ذهبت الى الاف الافراد التابعين للتنظيم, دويلتهم المهووسة اهملت المواطن وتركته لوحش الفقر و الجوع و المرض, وبسطت ايدي منسوبيها لاكل المال العام دون هوادة ولا رحمة تحت ستار فقه السترة و التحلل.
اما حديث عصام احمد البشير كان بمثابة المفتاح الذي فك شفرة السؤال الذي طال انتظار الشعب السوداني لسماع اجابته, وهو لماذا فرضت الولايات المتحدة الامريكية العقوبات الظالمة و المجحفة بحقنا؟ هذا الطلسم قد فك عقدته شيخ عصام بحديثه الحماسي عن دعمهم للحركات و الجماعات الارهابية في العالم و الاقليم, انه جرم جره سفهاء الحركة الاسلامية فحل بالشعب السوداني العذاب, هذا الشعب الكريم الذي ارتكب خطيئة عمره عندما سمح لهذه الجماعة المنحرفة لان تعتلي ظهره.
علي عثمان يقول عن قناة طيبة (دي قناتنا) بعد ان اقر بانهم كانوا يدعمونها بنسبة تسعين بالمائة, فامبراطورية الفساد لديهم قائمة على الشخوص او من يسمونهم (الفترينات), امثال عبد الحي واولئك الاعلاميين اللامعين الذين يديرون اشهر قنوات البث التلفزيوني ايام سطوة وجبروت هذه الجماعة, ومعهم رموز الفساد المالي الذين سطوا على عرش الراسمالية الوطنية, و اصبحوا في الواجهة معتمدين على نهب ثروات البلد عبر شبكة معقدة و متداخلة من المصالح الاقتصادية الملتوية.
الآن وبعد ان قدم هذا البرنامج الادلة القوية التي تثبت تورط وضلوع الرئيس المخلوع و نائبه في ارتكاب جريمة القتل, ما على القضاء الانتقالي الا الاسراع في محاكمة الرجلين المحاكمة العادلة المعتمدة على الادلة و البينات القطعية و الثابتة.

إسماعيل عبد الله
[email protected]