الفرق بين المناضلين حقاُ والمتاجرين زيـــــفاُ !!

بسم الله الرحمن الرحيم

الفرق بين المناضلين حقاُ والمتاجرين زيـــــفاُ !!

لو كان ذلك المدعي بالنضال يشتكي حقاُ من قضية تقلق مضاجعه وتطرد النوم من أجفانه وتجعله يسهر الليالي لظهرت بوادر النحول في جسمه .. وتلك سمة معروفة ومعهودة في هؤلاء المناضلين أبطال النضال أينما تواجدوا فوق وجه الأرض .. فذاك هو ( غاندي ) الذي اشتهر بذلك الحجم والجسم الضعيف النحيل .. وذاك هو ( مانديلا ) الذي لم تفارقه علامات النحول والشقاء حيث التواجد في أتون السجون !.. وهنالك آخرون من المناضلين في أرجاء العالم الذين كانت تظهر فيهم علامات النضال والشقاء في أجسامهم ووجوههم .. ولكن هو هذا العصر الذي يسمى بعصر المهازل .. عصر تسقط فيه مظاهر المناضل زيفاُ .. وأحدهم ينادي بالنضال والكفاح كذباُ وزوراُ وهو يتنعم برغد العيشة والحياة .. ومن العجيب أن يشاهده الناس وهو يبالغ في تلك السمنة والإفراط .. لدرجة أن الأبواب الواسعة لا تسمح له بالدخول إلا بشق الأنفس .. وتلك حالة تؤكد مائة في المائة بأن ذلك الإنسان وأمثاله يمثلون ذلك النموذج الساقط الهابط الذي لا يشرف المناضلين في المقام والمكانة .. ولا تجلب لهم الاحترام .. بل مجرد مسخ يشوه صورة المناضلين ويضعهم في الحضيض .. والقصة برمتها تؤكد أن هذا العصر هو عصر المتاجرين بقضايا الشعوب .. والسمة الوحيدة التي تميز هؤلاء الخبثاء عن الآخرين هي أنهم يستطيعون التلاعب بتلك العقول الضحلة التي تجاريهم بغير تحفظ أو وقفة .. وهؤلاء الصغار الذين يتاجرون بالقضايا يعادلون الثعالب في الخداع والمكر .. تلك الثعالب التي تتولى المهام في غياب الأسود .. ومع الأسف الشديد فإن معظم الساحات في البلاد تخلو من تلك الأسود التي تعجب حين تكافح وتناضل .. أسود تشرف الأعداء قبل أن تشرف الموالين والأصدقاء .. وقد فرضت الظروف على الناس أن يتعاملوا مجبرين مع عقول بسيطة وضحلة ويابسة لا تملك المؤهلات .. كما أنها عقول لا تستحق التقدير والاحترام بمصداقية النضال والكفاح .. وتلك هي مظاهر البذخ والترف والتنعم في أجسام هؤلاء .. وهؤلاء هم ابعد الخلائق فوق وجه الأرض عن صفات النضال والكفاح !.. مجرد تجار يسترزقون بقضايا شعوب مغلوبة على أمرها .. شعوب لا تفكر لحظة كيف تتخلص من هؤلاء المتسلقين على الأكتاف .. وفي نفس الوقت هي لا تفكر لحظة كيف تعالج تلك القضايا المصيرية .. ضعف في القواعد وضعف في القيادات .