لرجال السودان مواقف خالدة بقلم علاء الدين محمد ابكر

لرجال السودان مواقف خالدة بقلم علاء الدين محمد ابكر


12-18-2019, 04:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1576682059&rn=0


Post: #1
Title: لرجال السودان مواقف خالدة بقلم علاء الدين محمد ابكر
Author: علاء الدين محمد ابكر
Date: 12-18-2019, 04:14 PM

03:14 PM December, 18 2019

سودانيز اون لاين
علاء الدين محمد ابكر-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



المتاريس



[email protected]
من السهل ان تكون سياسي ولكن من الصعب ان تكون بطل فلا الاموال الطائلة ولا الشهادات الجامعية العليا ولا النسب الشريف يصنع منك بطل قومي رغم عن انف الجميع ولكن موقف واحد وطني قد يدخلك الي قلوب الناس والتاريخ الانساني اخبرنا عن شخصيات كانت مغمورة استطعت أن تخلد نفسها عبر صفحات التاريخ و يزخر تاريخنا السوداني بشخصيات وطنية لها مواقف مشرفة واضحة كانت في نظر بعض قاصري الفهم مجرد قوة راس ولكنها كانت مواقف سجلها التاريخ لهولاء الرجال فصارت تكتب سيراتهم بمداد من ذهب ومن هولاء القادة الامام محمد احمد المهدي الذي قاد حرب ضد الاحتلال المصري التركي في السودان منذ العام 1881م واستطاع في وقت وجيز ان يحقق انتصارات متتالية علي جيوش خديوي مصر المسنود بكبار الجنرالات الغربيون امثال صمويل بيكر الاميركي وهكس باشا الانجليزي وغردون باشا الاسكتلندي وسلاطين باشا النمساوي ومن المواقف الخالدة للامام محمد احمد المهدي وبعد ان استطاع اسقاط حامية مدينة الابيض في سنة 1884م قام غردون باشا حكمدار السودان المكلف من طرف خديوي مصر بتقديم عرض مغري للمهدي بان يكون سلطان مستقل بكل غرب البلاد لتشمل كردفان ودار فور والاطراف الجنوبية لبحر الغزال ولكن الامام المهدي رفض تلك الفكرة وواصل زحفه الي ان اسقط مدينة الخرطوم سنة1885م وهذا درس لمن له مبادي بان يكون سقف طموحه هي السماء
ومن الزعماء السياسيين الذين يجب ان يعرف جيل اليوم مواقفهم الوطنية في عدم المساومة على سيادة الوطن هو عبد الله التعايشي خليفة الامام المهدي الذي وجد نفسه محاط بقوي اجنبية طامعة في السودان من كل اتجاه وبينما جيوش الاحتلال المصري الانجليزي علي تخوم عاصمته جاءه عرض مغري من فرنسا بواسطة ملك الحبشة منليك بان يستخدم الخليفة عبد الله التعايشي العلم الفرنسي ويرفعه امام الجيوش المصرية الانجليزية الزاحفة نحو ام درمان لايقافها وكان يمكن ان فعل ذلك ان يحتفظ لنفسه ولاحفاده حتي اليوم بحكم البلاد تحت الهيمنه الفرنسية مثل سائر دول غرب افريقيا التي تخشي فرنسا اكثر من الله ولكن الخليفة التعايشي وفي وعي سياسي كبير رفض العرض وفضل الموت شهيد في ام دبيكرات في العام 1899م

وكذلك موقف الزعيم اسماعيل الازهري في سنة 1953م وخلال توقيع اتفاق الحكم الذاتي للسودان كان ينبغي عليه ان يوقع علي المعاهدة التي سوف تمنح السودان الحكم الذاتي ومن ثم خيارات تقرير المصير او الاتحاد مع مصر وفي ذلك الوقت كانت الاقلام تعمل بالمداد السائل الحبر وكان يتعين علي الزعيم الازهري ان يزود قلمه بمداد من محبرة قاعة الاجتماع وفي خبث مقصود لم يتوفر الحبر وحتي لا يضيع حق السودان في التوقيع ويصف بعدها. ثنائي الاستعمار بان قادة السودان غير جاهزين لتولي زمام الأمور بادر الزعيم الراحل الازهري بغرس سن قلمه في وريد شريانه ليسحب من دمه ليوقع بعدها علي الاتفاق الذي مهد بعد ذلك للاستقلال الوطني
وموقف اخر للزعيم اسماعيل الازهري في موتمر دول عدم الانحياز في باندونغ باندونيسيا في العام 1955م وكان السودان في ذلك الوقت غير مستقل وليس له علم للسيادة فاصر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي كان يحضر القمة علي الزعيم الازهري بان يضع العلم المصري باعتبار ان مصر شريك في الحكم الثنائي مع الانجليز في حكم السودان ولكن الزعيم الازهري رفض ذلك الطلب واخرج من جيبه منديل بلون ابيض وغرس فيه قلمه ووضعه امامه ليكون علم للسودان في اشارة الي رغبة جامحة في الحرية والانعتاق
تحية الي الزعيم الراحل الازهري

ومن ابطال السودان الذين لهم مواقف البطل عبد القادر ود حبوبة الذي رفض القبول بالحكم الاستعماري وفضل الموت شهيد في لعام 1908م علي الخنوع والخضوع لهم

ولن يسقط عن ذاكرة التاريخ رغم الانفصال القائد الوحدوي الدكتور جون قرنق دي مبيور الذي رفض كل مبادرات السلام التي لم تحل جزور مشكلته وظل متمسك بما يومئن به وحاولت الحكومة مفاوضة اطراف متمردة اخري لتجاهل الدكتور جون قرنق ولكنها في اخر المطاف لم تحقق السلام الا بعد القبول بمفاوضات مباشرة مع قرنق

والتاريخ يعيد نفسه نجد ان الاستاذ عبد الواحد محمد نور زعيم حركة جيش تحرير السودان يسير علي خطي الزعيم الراحل الدكتور جون قرنق وهناك تشابه كبير بينهم في الروي والطرح حيث كان الراحل جون قرنق يرفض فكرة انفصال جنوب السودان ويشدد علي الوحدة علي اساس جديد وهي ذاتها روية الاستاذ عبد الواحد محمد نور نحو قضية دارفور
وعلي نفس المنوال حاولة الحكومات تجاهل عبد الواحد ومفاوضة المنشقين عنه بغية التوصل إلى سلام ولكن بدون جدوي والحل هو الجلوس المباشر مع عبد الواحد محمد نور والاستماع اليه حينها سوف يسود السلام ارجاء دارفور

من يا تري من جيل اليوم سوف يخلد نفسه ويتربع علي عرش السياسية ليكون ضمن ابطال السودان الذين كانت لهم مواقف وطنية خالدة

علاء الدين محمد ابكر