تقلية نور الهدى ! بقلم زهير السراج

تقلية نور الهدى ! بقلم زهير السراج


12-17-2019, 03:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1576592595&rn=0


Post: #1
Title: تقلية نور الهدى ! بقلم زهير السراج
Author: زهير السراج
Date: 12-17-2019, 03:23 PM

02:23 PM December, 17 2019

سودانيز اون لاين
زهير السراج -canada
مكتبتى
رابط مختصر



مناظير


* راجت في مواقع التواصل الاجتماعي قصة تسمم بعض ضباط سجن كوبر بطعام مسموم اعدته نور الهدى زوجة (عبدالله حسن أحمد البشير) شقيق الرئيس المخلوع، المحبوس على ذمة اتهامات بالفساد المالي والثراء الحرام، وتذكر القصة ان نيابة بحري أصدرت مساء اول امس أمر قبض في مواجهة (نور الهدى محمد الشفيع)، وفتحت في مواجهتها بلاغاً بتهمة (الشروع في القتل) لمحاولتها تسميم ضباط بالسجن، وذلك بدس مواد سامة داخل أطعمة أرسلتها لهم مع سائقها الخاص الذي اعترف أمام السلطات بأنها أرسلته مع نوعين من الطعام واحد لزوجها والآخر حددته له "طبق من القراصة" طلبت منه تسليمه للضباط!

* عندما قرأت القصة بدت لي غريبة وغير منطقية خاصة أن (المتهمة) ضابطة سابقة في شرطة السجون برتبة فريق، ولا يعقل ان تكون بالسذاجة التي تجعلها تعتقد ان تسميم ضباط في السجن الذي يقيم به زوجها سييسر على زوجها الهروب، وهي قصة أشبه بقصص الافلام السينمائية المصرية الساذجة التي يموت فيها البطل الثري في اول الفيلم ويعود بعد بضعة اشهر الى الحياة مرة أخرى ويعيش بين الناس كالأسطورة، الى ان يكتشفوا في آخر الفيلم انه ليس البطل وانما شبيه له عرف موت الرجل الثري وتقمص شخصيته ليسرق أمواله ويخدع الجميع بما في ذلك زوجته، ولا يعرف أحد حتى الآن بما في ذلك المخرج نفسه من أين أتى هذا الشبيه، وكيف أقنع الناس بعودته من الموت، وكيف عاش بينهم سنوات طويلة قبل ان يكتشفوا انه جاهل لا يعرف القراءة والكتابة، بينما كان البطل رجل أعمال واقتصادي واستاذ جامعي معروف (فيلم مصري) !!

* يقول احد مصادري ان القصة حورت أو نُقلت بالخطأ، فالطعام (ملاح التقلية) لم يكن مسموما، وانما احتوى على قطع من بلاستيك الخلاط الذي استخدم لخلط الطماطم، ولم تُكتشف هذه الحقيقة بواسطة الاسرة الا بعد اخذ الطعام الى السجن بواسطة السائق، حيث عثرت بنت اخت (نور الهدى) على قطع صلبة في الطعام اثناء الاكل وأخبرت خالتها التي اتصلت بالسجن لتخبرهم بأن الطعام غير صالح لاحتوائه على قطع من بلاستيك الخلاط الذي تمزق واختلط بالطماطم اثناء عملية الخلط، وبالفعل تم التأكد من صحة هذا الحديث. هذا ما نقله لي المصدر الذي تبدو روايته اقرب الى الحقيقة!

* كل هذا غير مهم في رأيي، ولكن المهم هو كيف يسمح ضباط السجن لأنفسهم بتناول طعام يأتيهم من خارج السجن، من أسرة متهم متحفظ عليه في بلاغات، وقد يُعرضهم هذا الفعل لاتهام من البعض بمحاباة السجين، أو خصه بمعاملة مميزة غير مسموح بها في السجن، أو أي اتهامات من هذا النوع، ولا يعفيهم من ذلك ان زوجة (السجين) أو المتحفظ عليه كانت زميلة سابقة لهم، بل كونها كانت كذلك فهو أمر ادعى للحرص في التعامل معها او مع زوجها حتى ينأوا بأنفسهم عن أي شبهة أو اتهام او تعرضهم للقيل والقال سواء من العاملين داخل السجن أو من الآخرين، وأكبر دليل على ذلك .. القصة التي تُروج لها مواقع التواصل الاجتماعي الآن عن محاولة زوجة المتهم دس السم لهم في الطعام!!

* يدعو ذلك الى الحديث عن ضرورة التقيد الصارم بقوانين السجن خاصة مع كل ما يدور بين الناس من اتهامات لوزارة الداخلية بالاكتظاظ بمؤيدي النظام البائد، وتعاطفها مع قياداته المتحفظ عليهم ومعاملتهم وكأنهم حكام وليس مساجين، ومثال لذلك المعاملة المميزة جداً التي ظل يجدها الرئيس المخلوع، ورآها الجميع عند اقتياده الى مقر المحكمة وعودته الى السجن وكأنه رئيس جمهورية وليس أحد المتهمين الذين لا يجب ان يميزه عنهم انه كان رئيس جمهورية سابق، فالقانون يجب أن يطبق على الجميع، ولا بد أن يكون الجميع سواسية أمامه وإلا انتفى العدل وضاعت هيبة القانون !
الجريدة