الثورة الشعبية السودانية قادمة بقلم الطيب الزين

الثورة الشعبية السودانية قادمة بقلم الطيب الزين


12-16-2019, 04:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1576468019&rn=0


Post: #1
Title: الثورة الشعبية السودانية قادمة بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 12-16-2019, 04:46 AM

03:46 AM December, 15 2019

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر



الاستاذ بكري ابوبكر
تحية طيبة، ارجو ان تنشر هذا المقال يوم غد الاثنين لانه يصادف تاريخ نشره في ٢٠١٨/١٢/١٦، العام الماضي، في الغراء سودانيز اون لاين، قبل إندلاع الثورة الشعبية بثلاثة ايام للتوثيق والأرشفة .


December, 16 ، 2018
سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر


إن الشعوب عبر التاريخ عندما تنتفض إنتفاضة شعبية كبرى، لا تتوقف إلا بعد أن تحقق الأغراض التي إنتفضت من أجلها مهما طال الزمن وتعددت الصعوبات والعقبات، الشعب السوداني خلال تاريخه المُعاصر، قد مر بمراحل نضالية متعددة وقد حقق النصر في كل المحطات النضالية التي مر بها، وها هو اليوم يواجه مرحلة نضالية جديدة محملة بصعوبات جمة وتحديات خطيرة، لكن من واقع الحال الماثل، فليس أمام الشعب السوداني من سبيل لتجاوز واقع المعاناة سوى المضي في طريق الثورة التي تخلصه من واقع المعاناة والفقر والعوز، وهذه الظروف عبر التاريخ هي عوامل رئيسية لنجاح كل الثورات الشعبيّة في العالم، حيث يولد الفقر الغبن، لان الاغلبية من الشعب تعاني بينما أقلية فاسدة تتمتع بثروات البلاد ، وتعيش حياة البذخ والأسراف الذي يقوم به رموز النظام وأسرهم وبطانتهم، بينما الشعب يعيش حياة الضنك واغلب الشرائح الاجتماعية لا تحصل على متطلبات الحياة اليومية إلا بصعوبة بالغة، ويزداد الأمر سوءاً عندما ينتشر الفساد المالي والاداري وحتى السياسي وتنعدم العدالة، ولا يتساوى الناس في الحقوق والواجبات، بل تهان كرامة الإنسان وتستباح حرياته، للحد الذي يجعل الانسان يشعر بالاغتراب في بلاده نتيجة الظلم اليومي الذي يتعرض له ، ومن هنا ينتابه إحساس بان الوطن ليس وطنه، فقد سرقه هؤلاء اللصوص المجرمون باسم الدين وشعارات المشروع الحضاري، الذي أصبح مشروع إحتضار وانهيار لكل شيء في البلاد، بعد ثلاثين عاماً من حكم الطغمة الفاسدة باسم الاسلام السياسي.
الشعب السوداني اليوم ليس امامه من سبيل للخروج من هذه الازمة واستعادة الوطن المنهوب والحريات المصادرة والموارد المهدرة والكرامة المنتهكة، الا السير في درب الثورة، لان كل عوامل وظروف الثورة متوفرة في الحالة المزرية التي تعيشها البلاد، يضاف اليها سبب آخر يزيد من الغبن، وهو أن السودان دولة غنية بالموارد الطبيعية التي تكفل للشعب حياة حرة كريمة، لكن جشع وفساد القائمين على الحكم خلال الثلاثين عاماً الماضية وحقدهم وفلسفتهم المبنية على" جوع كلبك يتبعك" أدت إلى حالة الجوع والفقر والبؤس وإنعدام كل متطلبات الحياة اليومية، التي يعانيها الشعب السوداني، إذ أصبحت حياته تبدأ بالمعاناة وتنتهي بها.
لذا لابد من وضع حد لهذه الاوضاع البائسة، هذا الواقع يحتم على الشعب السوداني عامة ولاسيما الشّباب خاصة، مسؤولية تاريخية وهي التعبير عن الرفض لهذا الواقع بكل الوسائل وتحمل مسؤولية التغيير الشامل، لان عصابة الانقاذ الحاكمة قد تغلغلت في ثنايا البلاد لثلاثة عقود، وهذا الامر يحتاج الي مطهرات شديدة المفعول حتى يخرج الخبث، مثلما يدخل الحديد النار ليخرج خبثه ويصير صلباً، من هنا كان الحرص على أمن الوطن وحرية الشعب واجباً على ابنائه الشرفاء، أن تتوحد الجهود وتتكامل الأدوار ويعمل الجميع يداً واحدة حتى يتحقق الهدف وهو الخلاص من هذه الطغمة المجرمة، وإشراق فجر جديد، فجر الحرية والعزة والحياة الكريمة، التي لا سبيل لبلوغها، إلا عبر الثورة الشعبية الشاملة.
التحية لكل الشرفاء
الطيب الزين
ملاحظة هذا المقال نشر العام الماضي، قبل إندلاع الثورة بثلاثة أيام في سودانيز اونلاين وسودانايل.