(تطير في عزكم) بقلم الطاهر ساتي

(تطير في عزكم) بقلم الطاهر ساتي


12-11-2019, 02:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1576070435&rn=0


Post: #1
Title: (تطير في عزكم) بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 12-11-2019, 02:20 PM

01:20 PM December, 11 2019

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




:: حمد لله على السلامة .. الجمعة الفائتة، حطت بمطار الخرطوم طائرة (إيرباص)، المملوكة لشركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير)، قادمةً من أوكرانيا بعد إكتمال عملية صيانتها بتكلفة مقدارها ( 700.000 دولار).. وكما تعلمون، كانت هذه الطائرة قد أثارت جدلاً كثيفاً في وسائل التواصل، حيث اتهم البعض إدارة سودانير بتهريبها إلى الخارج، ثم التخلص منها، كما حدث لخط هيثرو في غياب القانون وموت الضمائر.. ولكن وصلت الطائرة بخير، وقد تم توزيع رقاع الدعوة لحضور احتفال الاستقبال ..!!

:: احتفلوا بها لحد الثمالة، وهذا ليس بمدهش في زمان صارت فيها الأفراح و أسبابها أندر من لبن الطير..لا عليكم، لقد تسبب النظام المخلوع في تقزيم طموح الناس لحد الاحتفال بصيانة طائرة أكل عليها الدهر والشرب.. ولحسن حظ الناس والبلد، وصلت هذه الطائرة إلى الخرطوم بعد سقوط نظام المخربين، ولو وصلت قبل سقوطوهم لأمر الرئيس المخلوع بحشد الجماهير في المطار و حرم المطار، ليرقص ثم يتحدى أمريكا وروسيا في صناعة الطيران ..!!

:: وما يُحزن أن الطائرة القادمة من ورش أوكرانيا، هي الوحيدة في أسطول سودانير الذي كان يضُم سرباً من الطائرات قبل عقود نهب وتشليع وتدمير مرافق الشعب الإستراتيجية، بما فيها سودانير وسودان لاين والسكة الحديد والنقل النهري .. هي الوحيدة، وفي الخاطر أكاذيب ما قبل الثورة بأشهر، حيث تحدثوا عن شراء ثلاث طائرات لأسطول الشركة، و أن وصولها مسألة وقت وتوقيع على عقود الشراء .. ولكن طوال أشهر الوعد، وحتى يوم سقوطهم بفضل الله - في مزبلة التاريخ وبراميل نفايات الماضي - لم يجلبوا لأسطول الشركة غير العار ..!!

:: والمهم.. حمد لله على سلامة الطائرة، و(تطير في عزكم)..ولكن الاحتفاء بهذه الطائرة يجب ألا تُنسي الحكومة بأن شركة سودانير من (الملفات القذرة)، والتي تستدعي تشكيل لجان تحقيق و مراجعة، ثم احالة النتائج الى السلطات العدلية، لتُحاسب المفسدين على ما فعلوا، وليعرف الشعب ما حدث لشركته وطائراتها من قبل المخربين .. وكذلك شركة سودان لاين، فهي أيضاً كانت مفخرة وذات أسطول عظيم، ولكن تكالب عليها المفسدين والفاشلين، ودمروها بتشليع وبيع بواخرها - مثل طائرات سودانير - باخرة تلو أخرى ..!!

:: ولحين تأهيل شركة سودانير وإعادتها لسيرتها الأولى، على الحكومة البحث عن البدائل، وهي ليست بعيدة .. وهي الشركات الوطنية، وهي قادرة على لعب دور الناقل الوطني بجدارة لو وجدت بعض الرعاية.. لقد إرتفعت أسعار الوقود، ويجب التعامل مع هذه الشركات الوطنية بأسعار تفضيلية، كما تفعل دول العالم مع شركاتها الوطنية..وإرتفع سعر الدولار، ويجب منح الشركات الوطنية الدولار بالسعر الرسمي، بدلاً عن شرائها من الأسواق السوداء كما يحدث حالياً، وهذا لايحدث في الدول ذات الأنظمة التي تحمي شركاتها الوطنية..!!

:: والمؤسف، لاتزال وزارة المالية تمنح الشركات الاجنبية الدولار بسعر البنك المركزي، مقابل حصيلة مبيعات تذاكرها بالسودان، وتحرم الشركات السودانية من دولار السعر المركزي، وهذا تقلل فرص المنافسة..عاجلاً يجب خلق سياسة إقتصادية تمكن الشركات الوطنية من منافسة الشركات الأجنبية.. وعاجلاً يجب أن تتجاوز الحكومة إحتكار الدعم لسودانير لحين إعادة تأهيلها، بحيث يكون الدعم للشركات الوطنية، لتنافس الشركات الأجنبية في زحام سياسة تحرير الأجواء، وتُساهم في الاقتصاد الوطني ..!!


fb