شامـــت يشــــمت على الشعـــــب وهـــو الســــبب !!

شامـــت يشــــمت على الشعـــــب وهـــو الســــبب !!


12-08-2019, 10:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1575797103&rn=0


Post: #1
Title: شامـــت يشــــمت على الشعـــــب وهـــو الســــبب !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 12-08-2019, 10:25 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

شامـــت يشــــمت على الشعـــــب وهـــو الســــبب !!

هؤلاء أهل الساحة في الماضي يسخرون شامتين من أحوال الناس في هذه الأيام .. وهم الذين تسببوا في تلك الأحوال .. وهؤلاء البعض من أهل الحاضر يرون أن الأحوال بخير ما دام قد تم ذلك الإسقاط للنظام .. والشعب السوداني بين النقيضين يكتوي من سوء الأحول ولا يلتمس الفائدة من تلك الأقوال والخلافات .. ظروف وأحوال الناس بالسودان اليوم تشاهد بياناُ وعياناُ في كل المسارات .. فهي تتجلى في تلك الصفوف الطويلة عند المخابز والمرافق والطرقات .. كما تتجلى في ذالك التزاحم الشديد والوقوف تحت الهجير في مواقف الحافلات والمواصلات طوال الساعات .. وكذلك تتجلى في ذلك التزاحم في مراكز العلاج وعيادات الأطباء .. وتلك الأحوال لا تحتاج للأدلة والبراهين حتى يقال أنها مجرد إشاعات أو فبركة .. وذلك الغلاء في الأسعار أمر لا يحتاج للمغالطات .. فهو أمر يمارس في السودان حالياُ بوتيرة غير مسبوقة .. حيث تلك المبالغة بقدر يعادل الفجور والسفور !.. لدرجة أن ذلك الطفل الصغير حين يشتري قطعة الحلوى من الدكان يعرف جيداُ أنه إذا عاد للدكان مرة أخرى بعد ساعات فسوف لن يشتري تلك القطعة بنفس السعر في السابق !.. وذلك التاجر السوداني حالياُ يبالغ كثيراُ في صفات الجشع والطمع بقدر يجلب عليه اللعنات تلو اللعنات .. وهو ذلك التاجر الوحيد فوق وجه الأرض الذي يندم على المبيوع في الماضي لأنه فرط وباع بسعر الأمس !!

وهنالك جوانب أخرى في أحوال الناس اليوم بالسودان لا تظهر للعيان من فرط الاستحياء والتعفف .. فهنالك حاجات كثيرة تفتقدها تلك الأسر والعائلات السودانية .. ولكنها لا تفصح عنها صراحةُ من منطلق الاستحياء والتعفف .. حيث تلك الأسر والعائلات التي لا تملك قيمة اللقمة من الخبز ورغم ذلك هي تسكت ولا تصرح .. والكثير من الأسر والعائلات أصبحت محرومة اليوم من نعمة اللحوم والبيض والأسماك والألبان والفواكه والكثير الكثير من ضروريات الغذاء للأبدان .. وهنالك هؤلاء الآخرون من الغلابة الذين يشتكون من الأمراض والأسقام ثم لا يبحثون عن العلاج لأنهم لا يملكون رسوم الأطباء .. وحتى إذا وجدوا هؤلاء الأطباء دون مقابل فإنهم عن شراء الدواء والفحوصات يعجزون لارتفاع القيمة والرسوم .. ومن المظاهر التي أصبحت شائعة في هذه الأيام أن تمتلئ دور العبادة والطرقات بهؤلاء الذين يحملون تلك الأوراق والمستندات التي تؤكد الحالات ويشتكون من قلة الحيلة .. والمعدلات في تردي الأحوال في ازدياد متسارع يوماُ بعد يوم رغم تلك الثورة والانتفاضة المباركة .. والمواطن العادي لا يحس إطلاقاُ بفارق يقال عنه بين الماضي في أيام الإنقاذ البغيض وبين الحاضر في كنف هذه الحكومة الجديدة .. وقد مضت الشهور تلو الشهور دون ملامح تؤكد الانفراج .. أو دون أية علامات توحي بأن الأحوال سوف تتبدل قريباُ .