الذي يحمل الأمانــــة عن قــــــــوم لا يجوز منه الخيانة !!

الذي يحمل الأمانــــة عن قــــــــوم لا يجوز منه الخيانة !!


12-03-2019, 11:43 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1575369796&rn=0


Post: #1
Title: الذي يحمل الأمانــــة عن قــــــــوم لا يجوز منه الخيانة !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 12-03-2019, 11:43 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الذي يحمل الأمانــــة عن قــــــــوم لا يجوز منه الخيانة !!

الجدل يدور خلف الكواليس ولا يتجرأ أحد ليتحدث عياناُ .. البعض يرى أنهم خانوا الأمانة حيث كانوا يعلمون الواقعة ولم يبلغوا عنها حتى ولو بمجرد الإشارة والتلميحات !.. بالرغم من أن المكاشفة الصريحة كانت أجدى وأنفع .. وكانت تبرئ الذمم وترفع عن كواهلهم وزر الأمانة .. وحينها كان الخيار في أيدي أصحاب تلك الأرواح البريئة !! .. حيث أن كل من أراد أن يتواجد في ميادين الاعتصام رغم علمه بالمخاطر الوشيكة كان سوف يتحمل الوزر عن نفسه .. ومن أراد أن يتقي الموت والقتل ويرجو السلامة كان سوف ينجو بنفسه .. تلك هي الخطوة السليمة التي كانت تفترض من هؤلاء الذين تحملوا الأمانة في وقتها عن الشعب .. ومع كل ذلك لا يستطيع أحد أن يجزم بأن هؤلاء كانوا على علم بتلك الواقعة التي مثلت تلك الكارثة .. وذلك الجدل الذي يدور في الخلفية بين الناس ينطلق من مقولة البعض الذي يؤكد صحة وحقيقة تلك الواقعة المريرة والأليمة بعلم هؤلاء .. حيث تواجدوا في اجتماع قرر فيه الأعضاء فض الاعتصام بالقوة .. في مقابل مقولة أخرى من البعض الذي ينفي تلك الواقعة بشدة جملة وتفصيلاُ .. ولكن تلك الأيام دائرة وسوف تتكشف الحقيقة في يوم من الأيام .. ومهما تكون محصلة تلك الحقيقة المفقودة فإن الخسارة في تلك الأرواح كانت جسيمة .. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمر إرهاصات تلك الكارثة الشنيعة مرور الكرام كما هو العهد في مسار الأحداث والمجازر بالسودان منذ الاستقلال .. حيث ذلك النسيان .. وحيث عفا الله عما سلف .. ومسار السودان مليء بتلك المجازر .. مجازر ومجازر ومجازر .. مجزرة في عنابر شنودة .. ومجزرة أمام القصر الجمهوري .. ومجزرة في قصر الضيافة .. ومجزرة في ساحات الاعتصام .. ومجازر أخرى كثيرة هنا وهنالك .. والمحصلة تؤكد أن أرخص شيء لا تنال الاحترام في السودان هي تلك الأرواح البريئة التي تهدر بأفعال الطغاة .. كم وكم كتب الكتاب في الصحف وفي المواقع يحذرون هؤلاء الأبرياء من الناس أن لا يلبوا كل من ينادي بالثورة والانتفاضة ثم يختفون خلف الستائر .. وخلال الثلاثين عاماُ حين كان ينادي المنادون بإسقاط النظام البائد كان الحادبون يحذرون هؤلاء الأبرياء من الناس .. ويقولون لهم أن التجارب السابقة أثبتت أن هؤلاء المنادين بالإسقاط هم مجرد فئات تسعى لتحقيق المصالح الذاتية .. ولا يتواجدون إطلاقاُ في ساحات المواجهة عند الشدائد والمحن !.. فهم طلاب سلطة وكراسي .. ويبنون الأحلام والآمال الكبيرة فوق جثث الغلابة الأبرياء .. كانت تلك الأقلام تقول دائماُ لكل من ينادي بالثورة وإسقاط النظام : ( تقدم أنت بنفسك لتمسك الراية في المقدمة ) .. وكان هؤلاء الخبثاء ينزعجون في حينها ويقولون لهؤلاء الكتاب : ( لا تثبوا همم الشعب عن الثورة والانتفاضة !! ) .. واليوم قد ثبتت نبوءة تلك الأقلام .. حيث اكتشف الشعب السوداني بأن هؤلاء الذين كانوا ينبحون بالإسقاط طوال الثلاثين عاماُ لا يبالون إطلاقاُ بتلك الأرواح التي ضحت بنفسها من أجل الوطن .. ثلاثون عاماُ كانوا يلحون ويقولون للشعب : ( تحركوا يا شعب السودان لإسقاط النظام ) .. والشعب كان يعرف حقيقة هؤلاء المنادين بالتجارب .. ولذلك كان دائماُ يتخاذل ويتراجع .. وفي بعض الأحيان كان يرد عليهم قائلاُ : ( نحن لن نضحي بأرواحنا كالعادة لتتمتعوا أنتم بالحكم والسلطة والكراسي في نهاية المطاف ) .. ولكن جرت المقادير .. حيث هب الشعب لمواجهة التحديات وظروف الحياة .