حين يلتقي الغلابة صــــــدفـــة فــــي دروب الهــــــم والشقـــــــاء !!

حين يلتقي الغلابة صــــــدفـــة فــــي دروب الهــــــم والشقـــــــاء !!


12-03-2019, 07:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1575355260&rn=0


Post: #1
Title: حين يلتقي الغلابة صــــــدفـــة فــــي دروب الهــــــم والشقـــــــاء !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 12-03-2019, 07:41 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

حين يلتقي الغلابة صــــــدفـــة فــــي دروب الهــــــم والشقـــــــاء !!

رأيته يتكلم جهراُ وهو يمشي في الطريق وحيداُ دون رفيق .. ثم أسررت في نفسي وقلت لقد أصيب الرجل في عقله بلوثة وأصبح خارج الشبكة !.. وحينها فاجأني الرجل حين سألني قائلاُ : ( ماذا قلت يا هــــذا ؟؟ ) .. وعند ذلك أدركت بأنني أيضاُ مصاب باللوثة العقلية وأفقد الشبكة مثل ذلك الرجل !!.. حيث جاهرت بالقول وأنا كنت أزمع القول في السر !!.. وتلك أحوال الجميع تبكي في هذه الأيام .. وهي أحوال تماثل الأحوال في عنابر المجانين .. كيف لا يكون ذلك وأخونا المبجل جاء يمشي للمسجد ثم فجأة يكتشف أنه ينتعل فردةُ من الحذاء فيعود مسرعاُ لبيته وهو يلعن حالات التفكير وانشغال الذهن ؟!!.. وهل يحق لأحد أن يسأل في هذه الأيام ماذا يصيب الناس وتلك الأحوال بالسودان تحدث عن ذاتها ؟.. قال ذلك الرفيق بالدرب صدفةُ بمنتهى البراءة : ( ما الذي يجبر الشعب السوداني ليشتكي ؟؟ ) .. فنظرت إليه في دهشة ثم قلت له : ( ربما هو ذلك البطر لكثرة التنعم والرخاء !!) .. فضحك ثم قال : أنا لست مجنوناُ كما تعتقد .. ولكن كثرة التداعيات التي يسببها ارتفاع الأسعار يوماُ بعد يوم قد أربكت حساباتي .. فقلت له : ( وهل تظن أن الآخرين يكتالون من الصدقات ؟؟ ) .. فضحك مرة أخرى وقال : ( هنالك سؤال حائر يشغل ذهني في أغلب الأحيان ) .. والسؤال هو ما الذي أعجب الأجداد ليختاروا هذا السودان وطناُ دون الأوطان ؟؟ .. فقلت له : ( ذلك سؤال يشغل أذهان أبناء السودان كثيراُ في هذه الأيام !! ) .. ولو كنا نعلم الإجابة لما أمتطينا الدروب ونحن نتكلم مع ظلالنا وحيداُ !.. ولما لبثنا في ذلك العذاب المهين !.. فقال : ( ومتى تتوقع الخروج من حالات الشقاء والبلاء ؟؟ ) .. فقلت له : ( وما المسئول عنه بأعلم من السائل !) .. فقال : ( وكيف الخلاص من تلك الدائرة العقيمة التي تلاحق البلاد لأكثر من ستين عاما ؟؟ ).. فقلت له ذلك سؤال أكثر متانة من الأسئلة في البداية .. أما الإجابة عنه فهي تفتح الشهية في النفوس بقدر تشبه الأمنيات !.. فيا صاحبي لو أنت من هؤلاء أصحاب الجاه والأموال والصلات الطيبة بسدنة النظام البائد فأنا صديقك الحميم منذ هذه اللحظة .. وتلك هي صورتي الشخصية ،، وتلك هي أوراقي الثبوتية ،، وتلك هي المعلومات عن شخصي وعنواني .. والهدف في نهاية المطاف يتجسد في تلك الأمنية الغالية العزيزة حيث الهروب من هذه البلاد .. تعال يا صديقي لنوقد العزم سوياُ ونغادر ساحة الجحيم .. يدك تمسك يدي بعزيمة ثم نجتاز ساحة السودان حتى الحدود دون الالتفاف للوراء .. وبعد ذلك نواصل الركض ليلاُ ونهاراُ دون التوقف حتى مشارف ( نيوزلندا ) عند نهاية الكرة الأرضية الجنوبية .. وبعد الوصول هنالك نلتف لناحية السودان ونقول : ( التوبة ثم التوبة يا ذلك السودان ) .. لقد كرهتنا حاجة اسمها البلاد !!.. وتلك الأحوال فيك قد أجبرتنا أن لا نتوق إليكم حتى في المنام !!

تلك الحالة من قسوة المعاملة ذكرتني بنكتة أخونا ( الحلفاوي ) .. يقال أن أحد أبناء حلفا تم اعتقاله بالسعودية بحجة أنه دخل البلاد لأداء العمرة ولكنه مكث فيها للعمل وهو غير نظامي .. ثم حبس وسجن لمدة عام .. وبعد انتهاء مدة الحكم تم تسفيره للسودان .. وعندما وصل لمطار الخرطوم نزل من الطائرة ثم نظر لناحية الشرق وقال : ( التوبة ثم التوبة يا بلاد الحرمين الشريفين .. حج الله تاني ما يجيبنا ليكم !! حتى ولو ناد المنادي !! ) .