إلى السيد حمدوك....تستطيع حل الأزمة الاقتصادية بدون حاجة لرفع الدعم بقلم د.أمل الكردفاني

إلى السيد حمدوك....تستطيع حل الأزمة الاقتصادية بدون حاجة لرفع الدعم بقلم د.أمل الكردفاني


12-02-2019, 04:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1575299556&rn=0


Post: #1
Title: إلى السيد حمدوك....تستطيع حل الأزمة الاقتصادية بدون حاجة لرفع الدعم بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 12-02-2019, 04:12 PM

03:12 PM December, 02 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




لقد كتبت قصصا قصيرة عديدة ، وتعمدت أن أختار بلدا افريقيا في كل قصة ؛ أثيوبيا مالي السنغال ..الخ...
ربما الأدب نفسه عندما يكون نازعا نحو الجدية يمنحك ككاتب رافدا معرفيا أو ثقافيا كالدراسات المحضة.
إن القراءات غير الرسمية للدول الأفريقية (حوارات ونقاشات عبر وسائل التواصل مع أفارقة من دول متعددة) ، هي الأكثر مصداقية وتعطك معلومات من على الأرض.
السيد حمدوك ظل يعمل في مجال دعم الدول الأفريقية اقتصاديا عبر تنفيذ وتطبيق قوانين الدول الرأسمالية العظمى والكبرى. هو يعلم أكثر مني ومن غيري ما الذي أفضى إليه رفع الدعم في الدول النامية عموما وفي الدول الأفريقية خصوصا. هو يعلم أن برامج صندوق النقد والبنك الدولي لم تفض سوى إلى إفقار الدول الافريقية ودونه مالي ودونه غينيا كونيكري والسنغال وغيرهم...
فلماذا يصر حمدوك على تطبيق خطة التدمير الأمريكية على السودان رغم أنه الأكثر علما بآثارها الكارثية على الدول التي طبقت فيها؟
الإجابة لأن حمدوك كمتخصص في الاقتصاد الزراعي لا يملك أي ذهنية إبداعية لمواجهة الكارثة. إنه كأغلب هذا الشعب لا يؤمن إلا بالمدرب الأجنبي الذي يحصل على ملايين الدولارات ويحملها ويرحل تاركا خلفه فريق كرة قدم حاصل على عشرات الأصفار في البطولات الخارجية.
الشعب السوداني يعاني من مسألتين خطرتين:
- أولا: حسد المفكرين والمبدعين والعباقرة الوطنيين وممارسة ذلك عبر تهميشهم قبل تدميرهم.
- ثانيا: يؤمن بعقل الأجنبي لأنه أولا لا يخشى منه على نفسه إذا تسلطت الأضواء عليه عند النجاح ، ولأنه لو فشل فلن يتحمل مسؤولية فشله.
السيد حمدوك يقول بأن على الشعب أن يتحمل من أجل الوطن. هو كاذب..ولنقلها بصراحة..الشعب لن يتحمل من أجل الوطن إنما من أجل القحاطة ومن أجل حمدوك نفسه.
ومع ذلك فلا بأس لو كان تحمله سيأتي بنتيجة ، ولكن هل يستطيع حمدوك أن يأتنا بمثال واحد عن دولة أجاعت شعبها بتنفيذ سياسات صندوق النقد فتطورت هذه الدولة وأصبحت دولة غنية؟
عندما يوقف حمدوك دعم البترول فهو يعني موتا سريعا لكل المواطنين.. فكل شيء يعتمد على البترول ، حتى لو كان رفع الدعم عن البنزين. فالبنزين سيوثر على كل السلع الأخرى شئنا أم أبينا. فإن كان حمدوك يريد رفع الدعم فليرفعه عن كل شيء ليكون الموت حاسما بدلا عن وضعنا في غرفة الانعاش.
نعم
يستطيع حمدوك حل الأزمة بدون تطبيق روشيتة امريكا بل وحتى بدون الرفع من قائمة الارهاب ولكن بشرط:
ان يتخلى عن وزرائه القحاطة الفاشلين.
أن يتخلى عن عقلية السوداني ويفكر بعقلية الأمريكي. عقلية المؤسسية والحرفية والابداع والعبقرية وعدم الخوف من بروز عبقريات لدائرة الضوء..باختصار على حمدوك أن يكبح روح الحسد السوداني من أجل نفسه ومن أجل هذا الشعب.
لكن
عليه أن يتوقف عن الكذب..
عليه أن يجمع الشعب على كلمة واحدة سواء وهي رفض التدمير الأمريكي للسودان...
عليه أن يقول لا...في وجه من قالوا نعم...
نشاهد طائرة حمدوك تذهب والمطبلاتية يصيحون:(شكرا حمدوك) ، وتأتي وهم يصيحون :(شكرا حمدوك) ، وهكذا تأتي وتذهب وتذهب وتأتي وحمدوك لا ينجز شيئا لأنه يفكر بعقلية المنظمات ، عقلية واحد زائد واحد يساوي إثنين. وهذا لا يصلح حتى لو طبلوا له أبد الدهر وهم يصيحون (شكرا حمدوك).
الكيزان الملعونون كانوا أكثر ذكاء فعندما ضاق الحصار عليهم في وسط التسعينات فتحوا لأنفسهم مخارج وثغور مع دول أخرى ليخففوا من وطأة الحصار. الترابي فتح لتشاد الباب لتدخل منه ويخرج هو منه. خلقوا أجهزة مراسلة كطرف ثالث في دول أخرى ، الشعب نفسه كان أكثر ذكاء من حمدوك ؛ فحين توقفت التحاويل البنكية تماما انتهز تجار الأزمات الفرصة وانشأوا مكاتب غير رسمية للتحاويل عبرهم...
على حمدوك أن يغير طريقة تفكيره العقيمة عقما ناتجا عن التزامه بمعايير المنظمات الدولية. فهذه دولة ذات سيادة ولديها أدواتها القادرة على الالتفاف المستمر على جبال المعوقات ولديها دول نصف صديقة ونصف عدوة.. دول لديها احتياجات ودول يمكن خلق احتياجات لها من العدم.
لكن حمدوك مصر على تجويع الشعب ليس لأنه عميل للغرب بل لأنه لا زال يفكر بطريقة العقل السوداني ، العقل الذي يرفض كل النصائح ما دامت الفكرة لم تأت منه ؛ وكل من مارس البزنس في السودان سيعرف كيف يتناطح الشركاء وهم يحاولون اقصاء بعضهم البعض من الوليمة بحجة ان (الزول دة عمل شنو عشان ياخد)، هذه العقلية الخائفة والمذعورة من إشراك الآخرين ومنحهم حقهم من الاعتبار ظلت تدمر الدولة منذ الحقبة التعايشية وإلى يومنا هذا ، وعلي وعلى أعدائي (جلابة ، كيزان ، شيوعيين ، قحاطة ، ختمية ، أنصار ، بعثيين...الخ).
ولذلك أقول للسيد حمدوك:
كن متميزا حقا واكسر هذا النسق البائس وتعلم من الخواجات كيف يتم بناء أنساق منتجة ومنجزة بدلا عن أن تعمل معهم لتنفذ فقط ما يطلبونه منك.
أما الشعب فلا نصيحة له فلقد (رميت طوبته) منذ زمن.. ولكنني في كل الأحوال أتضرر من حماقاته وساستفيد من (فجاته) من الموت إن حدث له هذا يوما ما.
ولذلك لابد من أن أنصح على الأقل حتى لا أموت جوعا بسبب بلاهة الآخرين.