الخوف الذي اطاح بالبشير سيطيح بالجميع.. بقلم خليل محمد سليمان

الخوف الذي اطاح بالبشير سيطيح بالجميع.. بقلم خليل محمد سليمان


12-02-2019, 01:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1575245913&rn=0


Post: #1
Title: الخوف الذي اطاح بالبشير سيطيح بالجميع.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 12-02-2019, 01:18 AM

00:18 AM December, 01 2019

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





صورة المشهد الحالية وضع إطارها المخلوع، وظل الجميع داخل هذا الإطار حتى الآن..

دار حديث مطول بيني وبين ضابط كبير في الجيش وهو في الخدمة قبل قيام ثورة ديسمبر بشهور..

كان مقتنع تماماً ان الوضع ذاهب في طريق أللا عودة، حسب قربه ومعرفته بالصراع داخل النظام، والقوات المسلحة..

عاتبته بلهجة حادة "طيب إنتو دوركم شنو في تغيير هذا الوضع؟

قال لي : "والله اي ضابط خايف من ضلو، وكل القادة في الجيش ناس معايش بس، وما جايبين خبر"

قال لي : " والله عمك ذاتو عارف الحاصل كله لكن خايف"

سألته : "خايف من شنو؟

قال : " في تيار داخل الجيش بقيادة الركابي يرعى مصالح قطر، وتركيا، و هذا التيار سبب في كل الازمات الإقتصادية"..

و قال " التيار الثاني متمثل في المؤتمر الوطني، الذي يوالي الامارات، والسعودية، وعمك ما بيقدر علي ايّ واحد من الطرفين"..

فقال:" لما حس عمك بالخطر والخوف، ظل يرضي الطرفين، وفي نفس الإتجاه عزز من دور الدعم السريع، وخصص له مواقع قريبة من الخرطوم، عشان يضمن حماية نفسه بطرف ثالث يضمن ولائه بعيداً عن التيارين"

عمك المقصود بها البشير..

اعتقد هذا هو شكل الصراع داخل الإنقاذ، في آخر ايامها، تيارات جميعها واهن، وغارق في الفساد، والاجندة الخارجية، وبينها قاسم مشترك، هو السلطة، التي يوظفها الكل حسب حاجته، ورغبة حلفائه، و الحد الادنى هوالبقاء علي البشير رئيساً..

في كل هذا الصراع داخل مراكز قوى النظام، غاب وجود ايّ تيار وطني، وظلت مصالح الشعب السوداني ووجوده في هذه المعادلة غائباً تماماً..

اكد لي ان التيار الوطني الذي تحسه متألم لما يدور، هو متمثل في صغار الضباط، والحقيقة ليس لهم صوت غير الشكوى، والأنين، لا فرق بينهم والشارع في تقاسم المعاناة، والاسى..

اعتقد الآن يدور الكل في ذات المحاور.. والخوف يسيطر علي الجميع..

الخوف جعل الجميع يرغب في التعايش مع الوضع، دون أن يحدث إختلال لتستمر مصالح الجميع بشكل متوازي، بما فيها الحرية والتغيير..

الوقوف في المنطقة الرمادية، والخوف، هو الذي اطاح بالبشير وازاحه من المشهد، وظلت حرب المحاور اشد واعمق حيث اصبح الطرف الثالث هو الاقوى..

للأسف الطرف الثالث( الدعم السريع) هو الحاكم الفعلي..

فهذا الوضع لا يعني بالضرورة ان حميدتي هو الاقوى، بل هو يعكس حالة ضعف الدولة السودانية بشكل عام..

الخطر الذي لا يدركه حميدتي..

لحميدتي وقواته وجهين عند القوى القريبة من دوائر السلطة..

* وجه الشيطان المجرم الذي يجب محاسبته وعدم الثقة به، ويُعرض هذا الوجه علي الشارع في خطاب إعلامي يدغدغ مشاعر الشارع، الذي يرى في هذه القوات هذا الشيطان، ولا يرغب في وجودها ويستنكر أداءها جملة وتفصيلاً..

*وجه الشريك الذي لو لاه لما إنتصرت الثورة و الثناء عليه في الغرف المغلقة لتمرير الاجندة والمصالح..

الصورة الغائبة علي الجميع ان إستمرار هذا المشهد بهذا الشكل سيعيق التغيير، ويرهن الجميع إلي مبدأ الخوف، الذي لا يمكن ان يجتمع مع مبادئ السياسة والتعاطي مع متطلباتها..

اعتقد امام قوى التغيير طريقين لا ثالث لهما..

* الإعلان الصريح ان حميدتي وقواته شريك اصيل في الثورة، وجعله الرافعة الاساسية في عملية التغيير، المتمثلة في كنس النظام البائد، علي الاقل لوضع حد لتردد حميدتي وخوفه، الذي ظهر في خطاباته الاخيرة، وضمان عدم تراجعه، ليجد له تحالفات اخرى، يمكنها ان تأخذنا ألي طرق بعيدة غير متوقع نتائجها..

* الإعلان الصريح ان حميدتي وقواته قوة مجرمة، كما كانت كل قوى الثورة تتعامل في الوصف مع المخلوع بجيشه، وامنه، ودعمه السريع، بقيادة حميدتي، حيث لم يكن للخوف مساحة بين صفوف قوى التغيير في ذلك الوقت..

اعتقد تبني الخيار الثاني سيحملنا إلي المقاومة مهما كلفنا من ثمن..

اعتقد سياسة دفع فواتير التغيير بالقطاعي غير مجدية، و ما زلنا ندفع فواتير بشكل متقطع لا تجدي نفعاً..

علينا ان نواجه مصيرنا المحتوم في معركة واضحة المعالم، بعيداً عن حسابات المصالح الضيقة، والخوف الذي يقودنا لتحالفات عرجاء، الكل فيها اصبعه علي الزناد..

اخيراً..ارى ان حميدتي ذاهب إلي محرقة، في ظل هذا الوضع الذي يسعى الكل للتحالف معه، خلف الابواب المغلقة، خوفاً ورهبة، وطمعاً، والشارع يرى فيه مجرماً قاتلاً، في خطاب يتماهى فيه الجميع من اجل الكسب السياسي!!!

حتي الحركات المسلحة تسعى للتحالف مع حميدتي، عندما تحسب لغة المصالح، والمعادلة العرجاء، التي تمشي عليها السياسة السودانية..

اعتقد الجبهة الثورية حسمت امرها من حميدتي، وقواته، بشكل واضح لا لبس فيه، بعد حديث التوم هجو الاخير، الذي اكد الخلل الكبير داخل قوى الحرية والتغيير..

اخيراً يا ناس الحرية والتغيير.. هل حميدتي رجل وطني حمى الثورة، ويمكن ان يكون شريكاً حقيقياً في التغيير؟

ام هو مجرم وقاتل يجب مقاومته بشكل سلمي كما لم يكن في الحساب قبل سقوط النظام، وكان في سلة واحدة مع المخلوع؟

اعتقد لا مجال لنعبد صنم جديد، لأجندة لا نعلمها، لا ناقة لنا فيها ولا جمل، مهما كانت المبررات والاسباب، نحتاج لصراحة في المسائل الوطنية، والتي لا تقبل المدارة، او المداهنة..

مشهد الخوف وحساباته سيطيح بالجميع، وإن تشكلت معادلات جديدة، فالذي نحن عليه اخطر من التوقعات والتخمينات..

ارى الكل يسير في إتجاه الطريق المسدود، نحتاج الي حوار الصراحة والشفافية، وإعلاء المصلحة الوطنية، فوق كل الرغبات والطموحات الذاتية، ومخاطبة المعضلات الامنية بشكل واضح وصريح..

قولوا لنا يرحمكم الله..

أللهم اني بلغت فأشهد..

خليل محمد سليمان