سقط هبل سقط الموتمر الوطني ! بقلم علاء الدين محمد ابكر

سقط هبل سقط الموتمر الوطني ! بقلم علاء الدين محمد ابكر


11-30-2019, 06:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1575135339&rn=1


Post: #1
Title: سقط هبل سقط الموتمر الوطني ! بقلم علاء الدين محمد ابكر
Author: علاء الدين محمد ابكر
Date: 11-30-2019, 06:35 PM
Parent: #0

05:35 PM November, 30 2019

سودانيز اون لاين
علاء الدين محمد ابكر-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



المتاريس

مدخل تاريخي
هُبَل هو أحد المعبودات لدى العرب القدماء قبل الإسلام، وكان صنم قبيلة كنانة وعبدته قريش كذلك لكونهم من كنانة، وهو صنم على شكل إنسان وله ذراع مكسورة، قام العرب بإلحاق ذراع من ذهب بدل منها. كان موجودا داخل الكعبة وقد كان يطلق عليه لقب صاحب القداح و كذلك كان الموتمر الوطني صنم اتخذ من الشجرة شعار له فكانت زقوم فاسدة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرارٍكانت بالنسبة لهم ذات انواط يعلقون عليها ماسرق من عرق الشعب السوداني ويتخذون من ورقها حجاب ليسترون به عوارت فشل مشروعهم الضلالي ومن ثمارها يقطفون دعاء الناس عليهم
فرح الشعب السوداني وابتهج باجازة قانون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989م وازالة التمكين في جلسه مشتركة لمجلسي السيادة والوزراء ان ذلك الاجتماع التاريخي اعاد الي الاذهان كيف توافق ابناء شعبنا قبل ثلاثة وستين عاما علي اعلان استقلال السودان من داخل البرلمان في 19 ديسمبر سنة 1955م كان ذلك القرار من ممثلي الشعب قد ادهش ثنائي الحكم الاستعماري الانجليزي المصري فكان من المفترض ان يتم اجراء استفتاء شعبي لتقرير مصير السودان مابين الاتحاد مع مصر او الاستقلال ولكن الرعيل الأول جنب البلاد مخاطر الدخول في صراع دموي في ظل تصاعد النفوذ المصري عبر الاحزاب الاتحادية مقابل رفض حزب الامة لاي اتحاد مع مصر والذي رفع شعار ان السودان للسودانيين الي ان تحقق الاستقلال في الاول من يناير1956م
تاتي هذه القرارات كالمطرقة علي راس تنظيم الكيزان المدحور الذي كان يظن ان ليس هناك قوة فوق الارض تسطيع ان تقتلعه من جزوره فحشد الجيوش التي اكتظت بها شوارع العاصمة الخرطوم والمدن الكبري في البلاد مع اشهار لجميع انواع الاسلحة القتالية بغية ادخال الرعب والخوف في قلب الشعب السوداني الذي لم يتراجع بل كان اكثر عزم واصرار هذه المرة علي اقتلاع النظام فكان بعد سقوط كل شهيد يخرج موكب جديد كان الثوار يتسابقون لنيل شرف الشهادة و يواجهون الرصاص بصدور عارية ولم تتخلف الكنداكة عن الركب فقد كانت في الصفوف الأمامية تلهب الثوار بالزغاريد والأهازيج الحماسية فسجل الثوار ملاحم لن تمحى من ذاكرة التاريخ الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار الذين كانوا شموع تضي لنا طريق الحرية والتغير وبينما انا استمع الي خبر اجازة قانون تفكيك الانقاذ مر امامي شريط طويل من الذكريات المؤلمة من تاريخ نظام الكيزان الدموي الذي ادخل البلاد في مشاكل لا حصر لها وارهق العباد وبث في قلوبهم الرعب والخوف والجوع والفقر والبطالة فكان يتعامل مع اي احتجاج لو كان بالطرق السلمية بقمع مفرط و بدون رحمة فقد كان الموت هو شعارهم فشهد عهدهم المشؤم سلسلة من الاغتيالات الغامضة التي لم تجد لها تفسير حتي اليوم و الاختفاء القسري للمعارضين والاعدامات خارج القانون وعدم تمكين المتهمين من حق الدفاع عن انفسهم فكانت مجزرة الايام الاخيرة من شهر رمضان في سنة 1990م والبلاد علي اعتاب العيد السعيد حيث تم اعدام خيرة ضباط قوات الشعب المسلحة بدم بارد ودفنهم في اماكن مجهولة لذويهم وقبل ذلك في سنة 1989م تم شنق الشاب انذاك مجدي والطيار جرجيس والطالب اركانجلو بحجة حيازة النقد الاجنبي ومن غرائب وعجائب الامور ان تكون هي ذات التهمة التي يحاكم بها الان راس النظام المخلوع البشير والذي ينتظر النطق عليه في 14ديسمبر وهو نفس الشهر الذي تم فيه شنق الشهيد مجدي محجوب
لم يكتفي النظام بالقتل بل شمل ذلك التعذيب داخل بيوت الاشباح والفصل التعسفي من العمل بسبب عدم الولاءوتدمير المشاريع القومية والعبث بالمناهج التعليمية وتخريب العلاقات الخارجية والزج بالسودان في قوائم الدول الراعية للإرهاب لم يستسلم شعبنا فكان ينتهز اي سانحة ليعبر عن رفضه لذلك النظام الذي جثم على صدره سنوات فكانت هبة سيتمبر المجيدة في العام 2013م التي ايقن بعدها نظام الكيزان تماما عدم وجود اي شعبية لهم الا من خلال المنافقين والمنتفعين من حالة الفساد التي سادة البلاد قابل نظام الكيزان المتظاهرين في سيتمبر2013م باطلاق الرصاص الحي فسقط الشهداء فكانوا بزرة لشجرة الحرية التي سوف تكبر مع الايام ونقطف ثمارها في التاسع عشر من ديسمبر‏ 2019م تلك الثورة التي رسم فيها شهداءنا لوحة زاهية الألوان بدماء طاهرة
ان الثورة هذه المرة تختلف عن كل الثوارة التي مضت فالشعار هو الحل في البل وعدم ترك اي شي يمر مرور الكرام والقصاص العادل لجميع الشهداء الذين سقطوا منذ مجي نظام الكيزان في الثلاثين من يونيو1989م وحتي اخر شهيد سقط من سلبيات الثورات السابقة كانت تشهد تسامح وذلك باستغلال عاطفة الشعب السوداني ولو تمسك اهل شهداء وضحايا نظام 25مايو 1969م بالقصاص ما كان تكرر انقلاب جماعة الكيزان في 30يونيو 1989م علي حكومة السيد الامام الصادق المهدي الذي اتي منتخب في العام 1986م بعد انتفاضة السادس من ابريل 1985م فالاحكام الغير رادعة تغري بالمزيد من الإنقلابات العسكرية ضد الانظمة المدنية فاتمني هذه المرة ولصالح الاجيال القادمة عدم التهاون في تنفيذ القانون في كل من يصدر بحقه حكم بالاعدام وليكون ذلك في ساحة عامة وفاء لتلك الدماء التي سالت لاجل ان نعيش احرار

علاء الدين محمد ابكر