لا يليــــــق الرقــــص فـــوق النعـــوش انتشــــاءُ !!

لا يليــــــق الرقــــص فـــوق النعـــوش انتشــــاءُ !!


11-30-2019, 05:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1575088615&rn=0


Post: #1
Title: لا يليــــــق الرقــــص فـــوق النعـــوش انتشــــاءُ !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 11-30-2019, 05:36 AM

04:36 AM November, 29 2019

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

لا يليــــــق الرقــــص فـــوق النعـــوش انتشــــاءُ !!

الأخلاقيات قبل كل شيء .. وهي التي تميز الإنسان عن الإنسان .. ولا يرتقي الإنسان إلا بمحاسن اللسان .. وتلك الأخلاقيات تتجلى حين يتجرد المرء عن السواقط والسفاسف .. ذلك القياس الذي يفاضل البعض بالوقار والاتزان وفي نفس الوقت يعيب البعض بالبدائية والتخلف .. والأخلاقيات نبراس يجلب الاحترام لصاحبها .. ويؤكد أن الكاتب أو المتحدث يستحق ذلك التقدير والاحترام .. وحصاد الألسن والأقلام يحدد مقدار العقول عند الناس .. وقد جاء الوقت ليتبدل هؤلاء الناس سلوكاُ وكلاماُ وتحضراُ .. حيث تكفي تلك السنوات طولاُ بعد الاستقلال في ترقية وتهذيب سلوكيات الإنسان السوداني .. ومن الخطل الجسيم أن يرقص البعض طرباُ على نغمات الإشانة والتجريح .. ( والخطل في المعاجم هو ذلك الكلام الكثير الجارح المضطرب بغير أتزان ) .. والعاقل الواعي المؤدب سلوكاُ وأخلاقاُ هو من يحسب حسابات الإخاء عند التمكن والمقدرة !.. وليس هو من يتجرد كلياُ ليمارس ألوان الفجور !.. وهل من اللباقة أن يتجرد البعض عند التمكن في إظهار تلك الضغائن ؟؟ .. وعقلاء الناس أينما تواجدوا فوق وجه الأرض لا يرقصون طرباُ بفرية الشفاء من الغل .. فتلك صورة تسقط الإنسان مهما كان من الدرجة والمكانة .. وهي تلك الشماتة الممقوتة في كل الأوقات والأزمان !.. والعاقل الفطن لا يمزق خيوط الإخاء إلى الأبد .. ومهما يكون مقدار الخلافات بين الناس فتلك هي سنة الحياة منذ نشأة الكون .. وعليه يجب أن لا يغتر المرء كثيراُ حين يكسب جولة من الجولات .. حيث تلك الأيام متداولة بين الناس .. ودوام الحال من المحال .. فاليوم قد يكون لأحدهم بيد الأقدار .. والغد قد يكون للآخرين بيد الأقدار .. فلما يتجرأ البعض ليحرق السفن بذلك القدر المعيب ؟؟ .. قال أحد القادة الكبار في التاريخ : ( الانتصار ثم التجبر بعد الانتصار يجب أن لا يكون سبباُ في سقوط المنتصر لعدم احترام الخصم ! ) .. وصفة الشماتة تلوث مقام الشامتين بالنقص قبل أن تلوث مقام المقصودين بالشماتة والإساءة !.. وليس من الشهامة والنخوة والرجولة أن يرقص المنتصر تيهاُ وفخراُ فوق قبر المصروع حين تحكم الأقدار !.. حتى ولو كان ذلك المصروع والمسقوط دون المقام في الأخلاق والسلوكيات والتصرفات !!.. لأن الإنسان الذي يجاري الآخرين بنفس المكيال في مناسك اللؤم والوقاحة فهو مثلهم في الوقاحة واللؤم والسفاهة .. بل هو دونهم في معيار الأخلاق والوقار .. لأنه ينهي عن خلق ثم يأتي بمثله !!.. ومع الأسف الشديد فإن تلك النبرة والصورة الهابطة تتوفر في هذه الساعات بكثرة بين الكتاب والمتحدثين .. وتلك رميات تسقطهم عن الأعين طولاُ وعرضاُ .. ويظن البعض من هؤلاء أن تلك الرقصات فوق النعوش تكسبهم شيئاُ من الإجلال والإكبار في أعين الناس .. وتلك مظنة خائبة ولا ترد إلا في خواطر الجهلاء من الناس .. والشماتة في كل الأوقات والأزمان هي ممقوتة ومكروهة في نفوس الناس مهما تكون شدة المبررات .. وهي تلك الشماتة التي تتنزه عنها الرسل والأنبياء .. هؤلاء الأصفياء من خيرة البشر .

قد جاء الوقت ليترك هؤلاء البعض تلك العادة القبيحة التي لا تليق في عصر التقدم والحضارة .. والخلافات بين الناس هي سنة معهودة في كل أرجاء العالم .. ولا تقتضي ذلك التعصب وذلك التشنج بمقدار الجنون .. وهي تلك الخلافات التي لا تنتهي بفرية التجريح والانتقام والسباب والشتائم .. فتلك عدة خائبة لا تفيد كثيراُ ولا تبدل مواقف وأفكار الآخرين في يوم من الأيام .. ولغة الاحترام والتقدير في حال الفوز او في حال الانهزام هي التي تحدد درجة التقدم والتحضر في الشعوب .. أما ذلك الفجور بنية الانتقام فهو لا يليق إلا بالشعوب البدائية المتخلفة .. والحكماء من الناس يقولون : ( الموبوء بالأحقاد لا يشبع بأكل الأكباد ! ) .. ولو كانت الحياة بوتيرة المهاترات والسجال لما تقدمت تلك الأمم التي تسبقنا الآن بمئات السنين .. وهي أمم وشعوب قد تركت تلك السفاسف منذ آماد بعيدة .. وتوجهت بجدية تامة نحو البناء والتعمير .. وقد آن الأوان لتهشيم تلك الأسطوانات التي تعزف أنغام الفجور عند الخلافات لدرجة الغثيان .