رُسلٌ فِي زمنٍ لا أنبياءٓ فيهِ .. بقلم نضال عبدالوهاب

04:55 PM November, 28 2019

سودانيز اون لاين
نضال عبدالوهاب-USA
مكتبتى
رابط مختصر

كُلما يشتد الصراع من حولي ويحومُ جدل الثورة وكيف يمكن أن يُبني هذا السودان الدولة الحُلم التي هي في أعماق أذهاننا .. وكُلما يزداد صخب الساسة وأرباب المشاريع و ووسواس سوس الدولة العميقة تجدني أهرع إلي عباس الوسيم وكشة النحيل و عبدالعظيم وخاطر ومطر و صحبهم .. تجدني أستمدُ منهم القوة في الإستمرار لرسم حُلمنا واقعاً كي نعيشه جميعاً وتعيشه الأجيال من بعدنا .. فادواتنا بسيطة ولكنا نمتلك عزيمة وإرادة ورؤية ..
تجدني أغلق علي نفسي وأستحضر هؤلاء العِظام .. هم ليسوا من أبناء الهامش ولم يُولدوا في أصقاع السودان واطرافه البعيدة ولكنهم آمنوا بأن تكون الحرية والعدالة والمساواة في كل أصقاعه البعيدة تلك .. آمنوا به وطناً واحداً لجميع السودانين وفدوه دماءهم العٓبِقة وأرواحهم الثمِلة بحب الوطن وهم في العشرينات من عمرهم أو دونها .. ولم يفكروا في ذاتهم وأحلامهم الخاصة المشروعة وهم في مقتبل حياتهم .. إقتلعوا الطاغية والجلادين ليس بالبندقية وإنما بهتافاتهم وفكرهم ووعيهم وصدورهم العارية فمهدوا الطريق للحرية فيه ..
عندما أري أحدهم يريد أن يصنع هالةً زائفة حوله أو يلاحق سُلطةٍ أو منصباً وكرسياً في ولايةٍ و وزارةٍ أو ما شابه في سودان مابعد الثورة ممتطياً ظهر ذات الثورة كذباً ورياءً أقول سراً وجهراً رحم الله الشهداء ..
دعوة صادقة لكل من يضيق به الهم نحو إكمال ثورتنا ومشروعها الكبير .. دعوة لكل من تعب وأُرهق جسداً وروح في سبيلها .. ودعوة لكل من يتاجر بها ومكتسباتها .. ودعوة لكل من يخاف من أعدائها عليها فقط لكل هؤلاء إهرعوا لهولاء المُعلمين العِظام وتأملوا درس الثورة العميق فيهم .. فحتماً ستجدون الطمأنينة والزاد لما تبقي من مسير ! ..

نضال عبدالوهاب ..
٢٧ نوفمبر ٢٠١٩ ..