رفع الدعم في زمن الكوليرا بقلم د . الصادق محمد سلمان

رفع الدعم في زمن الكوليرا بقلم د . الصادق محمد سلمان


11-28-2019, 00:43 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1574898191&rn=0


Post: #1
Title: رفع الدعم في زمن الكوليرا بقلم د . الصادق محمد سلمان
Author: د.الصادق محمد سلمان
Date: 11-28-2019, 00:43 AM

11:43 PM November, 27 2019

سودانيز اون لاين
د.الصادق محمد سلمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم


الكوليرا هنا رمز لكل الأمراض والضيق والمعاناة التي أصابت الشعب في زمن الإنقاذ ، فقد إنتشرت الأمراض العضوية والنفسية بين المواطنيين من القهر وبسبب ما نأكله ونشربه من مواد غذائية ومواد كيماوية مضرة بصحة الإنسان والبيئة يستوردها سماسرة الإنقاذ . وفي ظل هذا الحال المأسوية يريد السيد وزير مالية الثورة أن يرفع ما يسمى بالدعم ! وقد ظللنا نسمع هذه الأسطوانة المشروخة من كل وزراء مالية النظام البائد مع كل موازنة جديدة ، حتى حلت بهم الطامة الكبرى بعد موازنة العام 2018 عندما تم رفع سعر الدولار الجمركي وتحديد سعر للدولار من بنك السودان فارتفعت أسعار كل السلع المستورد منها والمحلي وظلت في زيادة مطردة حتى اليوم ، ودخلت البلاد في أزمتها الإقتصادية التي لم تخرج منها حتى اليوم ، ولم تستطع حكومات النظام البائد معالجتها لأنها كانت هي المسببة للأزمة بممارساتها الخاطئة ، وعندما رأى الناس عدم جدية حكومات النظام وعدم مبالاتها بأحوال المواطنيين إندلعت الإحتجاجات في ديسمبر من العام 2018 في مدن السودان وكانت قصة الثورة والتي كان أول ثمارها تكوين الحكومة المدنية لإدارة الفترة الإنتقالية . وكان من الطبيعي أن يتفاءل الناس بفجر جديد لن يستمعوا فيه لتلك الأسطوانة المشروخة فوزير مالية الثورة لابد أن يكون رفيقا بمن ثاروا على من افقروهم وأورثوهم الأوجاع والمرض وأرهقوهم بالمعاناة . فهو بما له من مؤهلات وبما يملك من خبرات في عالم المال والإقتصاد الدولي بالتأكيد لن يلجأ للحلول التي تتجاهل جذور الأزمة ويكرر على مسامعنا تلك الأسطوانة المشروخة . هناك إنفراجات جاءت مع الثورة ، لابد أنها أحدثت اختراقا في الأزمة وهي واضحة لا تحتاج لدرس عصر كما يقال ، منها إنخفاض الإنفاق الحكومي بتقليص الوزرات وحل المجالس التشريعية والحكومات الإقليمية ، ومنها توقف الصرف على المؤتمر الوطني وأجهزة النظام ، وما تم من خطوات لتحجيم الفساد المنتشر في مؤسسات الدولة ، كل هذه الإنفراجات المفترض أن يظهر أثرها في تحسن الإقتصاد ، لكن بدلا من ذلك وجدنا وزير مالية الثورة يعيد الضغط لأوصالنا التي أنهكها الوجع ، فسمعناه مرة يقول إن ميزانية العام الجديد ستعطي الأولوية للأمن والدفاع وهو ما ظلت تتبناه موازنات حكومات النظام السابق ، ثم ذلك التصريح الذي أقام الدنيا ولم يقعدها بأنه إذا لم تتوفر خمسة مليار دولار سينهار الإقتصاد ، ويا سيدي هذا المبلغ يمكن توفيره من بيع ممتكات المؤتمر الوطني التي أسسها بأموال الشعب ، ناهيك عن إستعادة الأموال التي نهبها أهل النظام ، وأخيرا جاءت تلك التصريحات التي ستكون القشة التي قصمت ظهر البعير والتي تتحدث عن أن الموازنة القادمة ستشهد رفع الدعم ، وأنه ستكون هناك زيادة في الأجور لمقابلة رفع الدعم . السيد وزير مالية الثورة لا ترفع الدعم في هذا الزمن لأنه زمن يغاث فيه الناس لا أن يضيق عليهم فيه .

Post: #2
Title: Re: رفع الدعم في زمن الكوليرا بقلم د . الصادق �
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 11-28-2019, 07:10 AM
Parent: #1

( وأنه ستكون هناك زيادة في الأجور لمقابلة رفع الدعم . السيد وزير مالية الثورة لا ترفع الدعم في هذا الزمن لأنه زمن يغاث فيه الناس لا أن يضيق عليهم فيه )


االأخ الفاضل / د , الصادق محمد سليمان
التحيات لكم وللسادة القراء الكرام
هل تلاحظ يا أخي الفاضل منذ استقلال البلاد وفي كل مراحل الحكومات المدنية والعسكرية عندما يقال ( زيادة الأجور في مقابل رفع الدعم ) فإن المستفيد الأول والأخير من تلك الزيادات في الرواتب والأجور هو ذلك التاجر السوداني ؟؟؟ .. وبطريقة مضحكة وغريبة للغاية نجد ذلك التاجر السوداني يتلقى ذلك القرار بسعادة فوق المعدل المعقول !!.. فهو يفرح كثيراُ وكثيراُ جداُ قبل أن يفرح ذلك الموظف نفسه أو ذلك العامل أو تلك الأسر لهؤلاء !!.. فالتاجر السوداني هو الوحيد الذي يستفيد من قرارات الزيادة في الأجور في كل مراحل الحكم بالسودان منذ خروج المستعمر .. والأكثر إضحاكا في الأمر أن الموظف أو العامل نفسه يدخل في زمرة الذين يكتوون بزيادات الأسعار ويشتكون من سوء الأحوال بعد زيادة الأجور مباشرةُ !!!!!!

ذلك جانب والجانب الآخر فإن الأغلبية من الشعب السوداني ليسوا بالموظفين والعاملين بالدولة الذين يتقاضون الأجور .. ولذلك فإن قرار زيادة الرواتب والأجور لا يعني لهم إلا المزيد والمزيد من الغلاء والشقاء .. فهؤلاء الغلابة كل مرة عندما تتم فرية زيادات الرواتب والأجور ثم تعقب ذلك حالات الارتفاع الجنوني للأسعار يواجهون الويلات دون شيء في المقابل !.. فهم لا تطالهم تلك الزيادات في الدخول بطريقة أو بأخرى وفي نفس الوقت يكابدون الأوجاع بذلك الارتفاع الجنوني في الأسعار .. ولا يحدث مثل ذلك الظلم الجائر إلا في هذا السودان بلد الفوضى والانفلات ,, وكل ذلك يحدث في السودان لضحالة الكفاءات ولندرة المهارات في أهل القرارات .. ولا يعقل أن لا يتوفر في السودان خلال ستين عاماُ ذلك المؤهل الذي يدير البلاد والاقتصاد بطريقة عقلانية ماهرة !!!!

وفي الختام لكم خالص التحيات