حين نسأل عن تلك العطايا يقولون نتأسف كثيراُ فالنمـــرة غلــــط !!

حين نسأل عن تلك العطايا يقولون نتأسف كثيراُ فالنمـــرة غلــــط !!


11-14-2019, 09:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1573720092&rn=0


Post: #1
Title: حين نسأل عن تلك العطايا يقولون نتأسف كثيراُ فالنمـــرة غلــــط !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 11-14-2019, 09:28 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

حين نسأل عن تلك العطايا يقولون نتأسف كثيراُ فالنمـــرة غلــــط !!

الأسماع في هذه الأيام بدأت تفقد الكفاءات وبدأت تسمع فقط من منطلق الرغبات والشهيات .. وحين يتكلم الأثرياء من دول العالم عن دولة السودان ويتحاورون بلغة ( الملايين من الدولارات ) يحسب البعض بأن تلك الملايين هي في طريقها للسودان .. وتلك النزعة في نفوس الشعب السوداني لم تكن من الفراغ .. بل كانت أسبابها تلك الوعود تلو الوعود التي وعدت بها تلك الجهات في يوم الأيام .. فتلك الدول كعادتها تتكلم ولا تفي بوعودها .. وتلك الألسن كعادتها تثرثر ولا تنال مفعولها .. وتلك أيديهم مغلولة وبخيلة لا تبذل !.. ونحن الشعب السوداني مع الأسف الشديد نصدق ما يقولون وما يعدون به .. وتلك الحالة أوجدت صورة كوميدية في غاية المسخرة والمضحكة .. هؤلاء يتكلمون عن المصالح والاستراتيجيات المستقبلية في أرض السودان .. وأهل السودان يتكلمون عن تلك العطايا التي وعدوا بها لإنقاذ البلاد .. والخروج بالشعب السوداني من تلك الضائقة المميتة

تلك حالة تذكرني بنكتة قديمة تحكي عن امرأة مسنة كانت قد خرجت عن الشبكة منذ شهور قليلة .. وفي ذات يوم كانت تلك العجوز تبكي بحرقة شديدة ضمن الباكين في ( بيت البكاء ) .. فتقدمت نحوها امرأة أخرى لتجاملها وتعزيها في الفقيدة ( الجارة ! ) .. ثم وضعت كفها في كتف العجوز وبدأت تشاركها في البكاء .. ولكنها أثناء البكاء والنحيب سمعت كلاماُ غريباُ من تلك العجوز حيث كانت تقول : ( يا حليلها ،، كانت جديدة وسمحة في شكلها .. وكانت مطرزة بجلود العنج المعتقة .. حمراء تلعلع كالعجب .. ما ضاقت التراب والعجاج من شهر رجب !! ) .. فاستغربت المرأة وتوقفت عن التعزية وسألت العجوز وقالت لها : ( أنت تبكين ماذا ؟؟؟ ) .. فقالت لها العجوز : ( أنا أبكي حذائي الجديد الذي فقدته منذ ساعات ولا اعرف أين هو !! .. وعند ذلك قامت المرأة وابتعدت من العجوز وهي تقول : ( يا خسارة ،، من قبيل ونحن نبكي على جذمة ضائعة !!!! ) .

وذاك هو حالنا في السودان حيث يتكلم الآخرون عن الدولار في ديارهم .. ونحن نظن أنهم يتكلمون عن تلك العطايا والهبات المقدمة للسودان !!.. فإذا هم يسخرون منا ويقولون : ( نتأسف فالكلام ليس عنكم !!! ) .. والحكماء من الناس يقولون للشعب السوداني : ( ما حك جلودكم مثل أظفاركم !!! ) .. ولا بد لأهل السودان من العودة لحالات الكد والجد والإنتاج والزراعة .. وأن لا يعتمدوا إطلاقاُ على هبات الآخرين !! .. واليد العليا خير من اليد السفلى ألف مرة .. وتلك الهبات تجرح الكبرياء وتسقط المقامات في الحضيض .. قال معمر القذافي ذات يوم : ( أنا لدى أموال في ذمة الشعب السوداني ) .. فغضب وثار الشعب السودان عن بكرة أبيه .. ثم في ساعات قليلة تمكن الشعب من جمع وتسديد ذلك الدين الذي كان للقذافي .. وتلك الحملة كانت تحت شعار ( التبرع بمال الكرامة ) .. وكان الأجدى بالشعب السوداني أن يتعلم الدرس من تلك الوقفة المهينة التي جرحت مشاعر الأمة ذات يوم .. وأن لا ينتظر تلك الهبات من الآخرين كما يحدث الآن .