مواقف بعض الدول مازالت متأثرة بموقف دارفور في الحرب العالمية الاولي بقلم محمد ادم فاشر

مواقف بعض الدول مازالت متأثرة بموقف دارفور في الحرب العالمية الاولي بقلم محمد ادم فاشر


11-14-2019, 06:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1573709286&rn=0


Post: #1
Title: مواقف بعض الدول مازالت متأثرة بموقف دارفور في الحرب العالمية الاولي بقلم محمد ادم فاشر
Author: محمد ادم فاشر
Date: 11-14-2019, 06:28 AM

05:28 AM November, 13 2019

سودانيز اون لاين
محمد ادم فاشر-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





فدارفور كانت الدولة الافريقية الوحيدة التي دخلت الحرب العالمية الاولي بقرارها بجانب دول المحور التي تقودها ألمانيا وتركيا مقر الخلافة الاسلامية وقتئذ .وبعد الهزيمة فرضت عقوبات علي الدول المهزومة من بينها ألمانيا التي مازالت ترزح تحت نير العقوبات منها الحرمان من التسلح وكذلك بقية دول المحور ولكن وضع دارفور كان شاذا من بين دول المحور فهي الدولة الوحيدة من الدول المحور المهزومة فقدت استقلالها بالكامل بضمها لدولة اخري .ولذلك جاءت صيغة العقوبات عليها بطريقة مختلفة وقد اعتبرت فقد السيادة من ضمن العقوبات اما بقية العقوبات تركت لدولة السودان لمعاقبة الاقليم المهزوم وبالفعل قامت دولة السودان بالواجب كاملا.
وكان الاعتقاد ان واقع دارفور جاء نتيجة المآخذ التاريخية من ابناء النيل لاهل دارفور بسبب حروب القرن الماضي . ولكن بعد حرب الابادة تبين ان دارفور مازال يعاني من عقوبات نتاجة من هزيمته في الحرب العالمية الاولي . فان دولة المانيا التي وقفت دارفور بجانبها في الحرب هي الدولة الوحيدة علاقاتها واصلة مع دارفور من جميع الدول الأوربية حتي بدون مرور بالخرطوم فان طوال عمر الحرب في دارفور فان دولة ألمانيا قامت بمبادرات عديدة في محاولة اعادة تنظيم الحركات وتقديمها للمجتمع الدولي كضحايا او محاولة توحيد الحركات او الترتيب لعمليات السلام مع الحكومة واحيانا مبادرات و ورش تدريبية ،ولم تتوقف مطلقا في التفاعل مع قضايا دارفور وسبق ايضا قدمت مشاريع تنمية مباشرة لدارفور عبر احمد ابراهيم دريج ومنها طريق كاس زالنجي الطريق الوحيد في دارفور لمدة تقرب من أربعة عقود ومشاريع اخري لم تتم تنفيذها بسبب اعتراض الحكومة المركزية .
وحاولت إيطاليا الدولة الاخري من المحور التدخل في تقديم الخدمة لاهل دارفور وطرحت ١٩٦٥ مشروع استثماري ببناء طريق مسفلت تربط بين الجنينة وبورت السودان مقابل إنشاء محطات الوقود علي طول الطريق لفترة زمنية تتم الاتفاق عليها ولكن حكومة الخرطوم رفضت العرض من الجنينة الي بحر الأحمر ولكن طلبت الخرطوم التعديل في المشروع ان يكون الطريق من بورتسودان الخرطوم ورفضت الشركة الإيطالية بالرغم من ان الطريق الي الخرطوم كانت اكثر الجدوي من الناحية الاقتصادية ولكن المشروع كان مكافأة لدارفور بطريقة غير مباشرة وليست استثماري بحت .
وفي مقابل هناك موقف معادي لدارفور من دول الحلف خاصة بريطانيا التي صمتت صمت القبور في ابادة اهل دارفور بالرغم من انها هي الجهه التي ضمت دارفور للسودان وتعلم جيدا التعقيدات المترتبة علي الضم والطريقة التي ادارت بها البلاد عندما اختارت بعض الشعوب السودانية وتم تميزهم في التعليم والتدريب علي الوظائف واخيرا سلمتهم السلطة وغادرت البلاد . والسودان اليوم مازالت تعيش علي تلك التعقيدات التي صنعتها بريطانيا وهي نفسها اسباب الحرب اليوم .مع ان بريطانيا الدولة الوحيدة تستطيع ان تحدد مشكلة السودانية بالدقة ولم يتردد العالم في الأخذ بها باعتبارها حقيقة لا يقبل الشك وان ما تقولها بريطانيا ليس سوي الاعتراف بأخطائها في السودان وهذه احدي نتائجها و لكنها لم تتدخل ولم تشارك حتي في المبادرات المطروحة بشكل جدي ولا حتي للتنبه علي الخلل في البنية السياسية لدولة السودانية ولم تساهم حتي بقدر الذي يعتبر ضروري مع الدول الأوربية الاخري ،مثل فرنسا التي تكتفي ببعض التصريحات لتحسين صورتها كدولة عظمي ولكن بريطانيا لم تستطيع نخفي عدائها لدارفور واهلها .وحتي اليوم لم تنس يوم ان قتل غردون والهزائم التي جعلت عرش الإمبراطورية تهتز ولم تنس ايضا حرق علمها في مجاهيل أفريقيا في قلب مدينة الفاشر.
اما امريكا احدي دول الحلفاء موقفها من دارفور في غاية السوء فالحكومة الامريكية منحت الحكومة السودانية حرية التصرف بذلك يمكنها مواصلة الابادة طالما مستعدة ان تساعد في قيام دولة الجنوب بما فيها ابيي ومساعدتها في الاستقرار وكان هذا هو الهدف الوحيد لكل المبعوثين من ادارات الامريكية المختلفة وان كانت ادارة اباما هي الاسوأ فالأمريكان بدون استثناء كانوا أسوأ الحكومات في قضية دارفور حتي رجل الدين القس كارتر كذب لصالح الانتخابات التي كل العالم يعلم انها مزورة .
فان موقف الحلفاء بدون استثناء مخيبة في مسالة الابادة في دارفور بالطبع يمكن فهم بعض المنظمات الكنسية تري ان نحو ثمانية مليون اسود أفريقي كلهم من المسلمين لايوجد بينهم مسيحي وعجزوا في تنصيرهم كان في رأيهم انهم في حاجة الي التأديب من العرب حتي يتيقنوا انهم في المكان الخاطئ وعلي الدين الخطأ
صحيح ان المنظمات الطوعية الإنسانية وقفت بشدة للتصدي في استمرار الابادة ولكن لم تستطيع ان تغير موقف حكومات دول الحلفاء التي تريد ان تري موقع دارفور خالية من البشر وتريد الاسرائيل ان تقارن الوحشية العربية بوحشيتها في فلسطين فكل وجد ضالته في دارفور .