يا ذلك العاقــل العبقــــري لا تمشي فوق ألغـــام المظاهـــــــر !!

يا ذلك العاقــل العبقــــري لا تمشي فوق ألغـــام المظاهـــــــر !!


11-12-2019, 07:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1573539306&rn=0


Post: #1
Title: يا ذلك العاقــل العبقــــري لا تمشي فوق ألغـــام المظاهـــــــر !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 11-12-2019, 07:15 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

يا ذلك العاقــل العبقــــري لا تمشي فوق ألغـــام المظاهـــــــر !!

أنت لا تملك المكانة بفرية الشهادات والألقاب .. فالحمار قد يحمل الأسفار ولا يفقه شيئاُ .. وأنت لا تملك المكانة بكثرة الأموال والثراء .. فالخنفسة قد تمتلك المستودعات من الفضلات والروث !.. وأنت لا تملك المكانة بقوة اللسان والثرثرة .. فالطبول الجوفاء هي أكثر الأصوات فوق وجه الأرض ضجة .. وأنت لا تملك المكانة بقوة السلاح والسيطرة فذاك حال يؤكد ضعفك عند الشدة .. ويقال يتقي الجبناء بعدة السلاح ويتقي العباقرة بعدة العقول والحنكة .. وقد يفوقك طفل إرشاداُ عند الحاجة والمحنة .. وأنت لا تملك المكانة حين تغريك الأوهام بالعزة .. فقد تكون لدى الآخرين بوزن الذبابة في القلة !.. وأنت لا تملك المكانة بدهان المظهر زيفاً وزوراُ لتبتغي القمة .. فالأجسام قد تعجب وهي تلك الخشب المسندة !.. وأنت لا تملك المكانة بإرث الأموال التي هي من أهلك اللصوص في المهنة .. فأبناء اللصوص هم أكثر الناس فوق وجه الأرض فسوقا عند الوصفةُ .. رغم أن المظاهر توحي بأنهم أكثر الناس حظوظاُ عند الحسبة .. وأنت لا تملك المكانة بتلك الحيلة التي تغريك بالجشع لتمارس السباحة في دموع الغلابة بالجملة .. فالتجار هم أكثر الناس جوعا وبخلاُ رغم أنهم يكتنزون الأموال في الخزنة .. وأنت لا تملك المكانة بالتغني بالقبلية والعصبية النكرة .. فالذباب تتفاخر حين تتنافس فوق الجيفة النتنة .. وأنت لا تملك المكانة حين تواكب أهل الفحش في مواكب الزفة .. فتلك الألسن سوف ترميك بمواصفات الرمة .. وأنت لا تملك المكانة حين تجتهد في تلويث سمعة الأتقياء أهل الذمة .. فتلك البراءة هي التي أنقذت يوسف عليه السلام من مفاتن الفتنة .. وأنت لا تملك المكانة حين تدوس الحق بالأقدام وتتخذ الباطل قبلة .. فالضالون عبر التاريخ هم أشد الناس في المقامات سقطة .. وأنت لا تملك المكانة حين تجرح مشاعر أهل الكرامة والعزة .. فالطرق بالمطارق على الألماس لا يحدث الخدشة .. وأنت لا تملك المكانة حين تسير في دروب الإساءة لفئات الأمة .. فتلك الفئات تملك المقدرات في مقارعة الحجة بالحجة .. وأنت لا تملك المكانة حين تتفاخر بحجم غير حجمك بمعاول الكذبة .. فإن تلك الأقزام لا تشاهد في عتمة الظلمة .

الأديب والكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد