حمدوك.. و ..أبو عسيل الطماطمي بقلم أمل الكردفاني

03:23 AM November, 09 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

وكان الطماطمي من دهاقنة القرامطة ، وقد نصح نصحا وطد دولتهم ، ذلك أنه كان ذا باع بالسياسة ، وذا دربة في فنون الحرب ، وذا إطراق وتأمل في شؤون الرعية وتدبير معاشهم.
ولقد رفعه ذلك منزلة رفيعة ، فزاد في عدوه الفجيعة ، وأكثروا عليه الوشاية والخديعة ، فلازم داره حتى سقطت دولتهم فدارت على رقابهم السيوف إلا أبا عسيل الطماطمي. ذلك أنه كان ممن رتب الأمور خيانة لدولته. فلما سقطت حمله الغزاة إلى الصحراء ولم يره أحد بعد يومه ذاك وحذفوه من مؤرخاتهم وورقهم ورقاعهم فكأنه ما كان من قبل شيئا مذكورا.
والسيد حمدوك ؛ وضعه الغزاة هنا ، حيث اللا هنا ، وأحاطوه بشرذمة قليلين ، تنقصهم القدرة والدربة ، فباتوا محميين بقوة من وضعوهم ، ومن يخضع أمنه لغيره بات خائفا ذليلا لا يقدر على شيء من أمر وهو كل على الشعب أينما وجهه لم يأت بخير.
وما يحدث اليوم يا سيد حمدوك هو مهزلة ومسخرة ما بعدها مهزلة ولا بعدها مسخرة. وقد تنبأنا بما سيؤول إليه حالك مع هؤلاء فلم يصدقنا أحد.
السيد حمدوك..
لقد ركب البشير من قبل الطائرة قبلك وطاف طوافا حميما بالدول العدوة قبل الصديقة فما نابه شيء ، ودار كما تدور فلم يزل يدور كما يدور الكلب حول ذيله المقطوع متوهما وجوده...فظل هكذا كالمجنون لا يفهم ما يحيط به ولا ما يحاط به. فقد سبق السيف العذل. وقضي الأمر الذي كان الناس فيه يستفتون.
مالذي يجب أن تفعله يا سيد حمدوك؟
وإني أنصحك نصحا لا تشوبه عين الخيانة ، ولا اللمزة الجبانة ، قائلا:
(لن تستطيع عمل شيء)
بكل اختصار...
وبلا تفصيل...
فالزم نفسك ، واعرض عن هذا المرحاض الكبير ، وأضمم إليك زوجك وابناءك وعد من حيث أتيت ، فوالذي نفسي بيده لو كنت قادرا على فعل شيء لفعله من سبقك... وما دمت مصرا على التمسك بمنصبك فذق إنك أنت العزيز الكريم.
أما والله فإنني أعلم ما لا أنت تعلمه ، فإنني أهديك سبل الرشاد حتى لا ينوبك ما ناب أبا عسيل الطماطمي ؛ إذ رفعه الزمان وغيبه سوء تقديره وقراره ، فعمله.
لو كان فيها خيرا لما اتضع وزنها منذ ستة عقود ، إنما فيها الشر والشرار ، وقد قلنا من قبل فلم يسمع لنا إلا جلامدة العقول ، فكأننا لم نقل شيئا.
(هذا البلد صعب القيادة)
لو كنت تظن بأن لجان مقاومة ستعينك..فقد ظن من كانوا قبلك نفس الظن ؛ فخاب ظنهم.
ولو كنت تظن أن هذا البلد يقوده العلم ، فقد ظن غيرك نفس الظن ؛ فخاب ظنه.
ولو كنت تحسب أن في أهله خيرا ؛ فقد ظن بسطاء العقول فيه نفس الظن فخاب ظنهم.
السيد حمدوك...
عد من حيث أتيت..حتى لا تعد فاقدا للعقل مصابا بالجنون...
فهذا ليس مكانك...
اسمع وعه..
أ.ه..انتهى..