يـــــــا نــــــــاس قولـــــــوا : ( بسم الله ) !!

بسم الله الرحمن الرحيم

يـــــــا نــــــــاس قولـــــــوا : ( بسم الله ) !!

يقال في أيام الأمويين أن رجلاُ حين صحا من النوم في الصباح قال لمن حوله من الناس : ( أنا حلمت بالأمس في المنام بأنني رسول مرسل من السماء !! ) .. وفي الحال ركض الناس لخليفة المسلمين في ذلك الوقت وقالوا له هنالك رجل يدعي الرسالة والنبــوة !!.. فأرسل الخليفة جنوده لاعتقال ذلك الرجل وإحضاره فوراُ في مجلس الخلافة .. ولما تمثل ذلك الرجل أمام الخليفة سأله الخليفة قائلاُ : ( هل أنت أدعيت الرسالة والنبوة ؟؟ ،، ولمن أرسلت من الأقوام والناس ؟؟ ) .. فضحك الرجل وقال للخليفة : ( وهل أنا وجدت الفرصة لأبلغ أحداُ من الناس ؟؟ ،، أنا حلمت مجرد حلم ثم فجأة ركض الناس نحوك ووجدت نفسي مكبلاُ بالأغلال !!! ) .. ونحن في السودان حالنا في هذه الأيام بالضبط يماثل حال ذلك الرجل !.. حيث أصبحنا نتشاجر مع البعض لمجرد حلم في المنام !. وكل من يجتهد ويهم بحرف أو بمقال يجد صورته تملأ الصفحات والشاشات قبل أن يكمل جملته !.. وتقول عنه الألسن ما لم يقله الأعشى في الخمر !.. وهذه الأيام هي كبيسة على أهل السودان !.. فيها لا يسلم رمز من الرموز السودانية من تلك الطعنات والرميات !!.. لا يسلم ذلك الحاكم الموقر في عرشه من تلك الانتقادات .. كما لا يسلم ذلك الأسير المقيد في الأغلال من تلك التجريحات !.. ولا يسلم ذلك الواعظ فوق المنابر من تلك الألسن والتهديدات .. ولا يسلم ذلك الباذل السخي الكريم الذي يطعم الغلابة والجوعى من عضة الأسنان !.. كما لا يسلم ذلك المترحم الحنون الذي يبكي لأحوال الواقفين في الهجير من رجم الراجمين .. حيث يرجم الراجم وهو ذلك العاجز المنكوب صاحب اللسان السليط !! .. ومن العجيب في هذا السودان أن القاتل المجرم يبرر القتل والإجرام !.. وأن السارق الناهب لا يستحي من القيل والقال .. والأحوال برمتها تماثل أمراض تسمى ( سعرات الكلاب ) .. وهي أمراض تقتضى التخلص من أصحابها كما تقتضى التخلص من تلك الأمراض .

دول صديقة وشقيقة إذا وقفت بعيدة دون التدخل في شئون السودان لا تسلم إطلاقا من تلك الألسن الحادة التي تعيب عليها تلك الوقفة السلبية .. وتنعت تلك الدول بالخيانة وعدم وقوفها بجانب الشعب السوداني الذي يعاني من أشد ألوان الويلات .. وذلك الشعب السوداني معروف بوقفاته مع الآخرين في السراء والضراء .. ونفس تلك الدول الصديقة والشقية إذا تدخلت للوقوف بجانب الشعب السوداني بنية المساعدات لا تسلم أيضاُ من تلك الألسن الحادة التي تجرح الأشقاء وترفض التدخل من أي طرف من الأطراف !!.. مما يؤكد أننا شعب يبادر بالعداء من منطلق الأهواء .. ولا ندرس العواقب قبل أن نحسب الخطوات .. ودائماُ وأبداُ نظن أننا على الصواب دون الآخرين .. وتلك فرية أفقدتنا المكانة بين الشعوب والأمم .