قميص حمدوك!! يا لغباء الفكرة بقلم كمال الهِدي

قميص حمدوك!! يا لغباء الفكرة بقلم كمال الهِدي


11-07-2019, 02:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1573131714&rn=0


Post: #1
Title: قميص حمدوك!! يا لغباء الفكرة بقلم كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 11-07-2019, 02:01 PM

01:01 PM November, 07 2019

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



تأمُلات




· ضجت الأسافير بمانشيت صحيفة يريد أصحابها البيع بأي طريقة.

· وربما أنهم استهدفوا بمثل هذا المانشيت خلق نوع من الفتنة أيضاً، لكن هنا تبدو الفكرة غاية في الغباء والسذاجة.

· صحيح أنهم حققوا (جزئياً) ما يرغبون فيه عندما تداول لهم الناس غثاءهم.

· وهذا أمر نتمنى أن نتجاوزه بالكف عن الترويج لكل ما يكتبه أو يردده أي شخص notorious.

· تعمدت استخدام المفردة الإنجليزية أعلاه لكونها أكثر دقة في وصف الساعين لإشهار أنفسهم ولو بسوء السمعة والصيت، وما أكثر هؤلاء في سوداننا الحبيب، وفي صحافتنا على وجه الخصوص.

· هذه الفئة فارغة العقول تعول كثيراً على حبنا كشعب للـ ( الشمار)، ولذلك يتفوه الواحد منهم، أو يكتب كلاماً يكون واثقاً جداً من أننا سنتداوله حتى ولو كان رأينا فيه سالباً.

· فالمعلوم أن الصحفي تحديداً يسعد بأن يتداول الناس ما يكتبه.

· لا يهم إن شتمناه أو أشدنا به في نهاية الأمر، فالمهم هو أن نقرأ له ونروج لما كتب.

· والهندي عز الدين تحديداً ذكر أكثر من مرة أنه يتمتع بشعبية واسعة، وأن السودانيين يتلقفون صحيفته لمتابعة ما يكتب في زاويته.

· وحتى نكون منصفين، لابد أن نلوم أنفسنا قبل أن نعتب على وزير الإعلام لكون وزارته لم تحسم بعض المتفلتين وأذيال نظام المخلوع ومن تكسبوا من وراء مهادنته وأستمرأوا الضحك على عقول الناس.

· نلوم أنفسنا على أننا بالرغم من الخروج للشوارع ومواجهة الرصاص بصدور عارية عجزنا عن مجاهدة النفس ومنعها من تتبع والإهتمام بفارغ القول.

· مثل هذا المانشيت الذي خرجت به صحيفة المجهر السياسي " استياء في الجيش من ملابس حمدوك خلال تفقده لطابور عسكري بمدينة الفاشر" يعكس حالة خواء فكري لا مثل لها قبل أن يكون مثيراً للجدل.

· بمجرد أن وقعت عيناي على المانشيت شعرت بأنه غالباً ما كان من بنات أفكار بعض من علمتهم وأتاحت لهم سنوات حكم الكيزان لبس البذات فظنوا واهمين أن منصباً مثل رئيس وزراء معناه أن يرتدي صاحبه طقماً كاملاً حتى لو كان يهم بدخول حوض للسباحة.

· أعجبني بوست نشره الأخ الزميل معتصم محمد الحسن على صفحته بالفيس بوك تناول فيه أسس الإتكيت، موضحاً كيف أن الناس يلبسون أزياء مختلفة وفقاً للمكان والمناسبة.

· أجمل ما فعله الدكتور حمدوك هو أنه لبس قميصاً نصف كم ناصع البياض يومها، لأنه يتلاءم تماماً مع المناسبة.

· لكن من يفهم!

· قلت أن المانشيت عكس حالة خواء فكري لجهة أن السودانيين بمدنييهم وعساكرهم لم يشاهدوا حمدوك لأول مرة في الفاشر حتى تحاول الجريدة شغلهم بمثل هذا الغثاء أو التشكيك في قدرة رئيس الوزراء على اختيار الملابس المناسبة.

· فقد تابعناه جميعاً وشاهدناه منذ أول يوم ظهر فيه عبر أجهزتنا الإعلامية، ولم نلحظ أنه يحتاج لمن يذكره بما يجب أن يلبسه في هذه المناسبة أو تلك.

· محاولة جر الناس لسب وشتم المؤسسة العسكرية بسبب قميص رئيس الوزراء محاولة بائسة لا يفترض أن تنطلي علينا، فضيتنا مع الجيش أكبر من حكاية قميص.

· و أكاد أجزم بأنه ليس هناك من احتج من المؤسسة العسكرية على قميص حمدوك.

· وإن ضمن ناشر الصحيفة جلسة سمر مع أحد العسكريين ورأى الأخير أن القميص الأبيض لم يكن مناسباً، وأنه ترتب على حمدوك أن يرتدي طقماً كاملاً بربطة عنقه ليقول كلمة من داخل خيمة في العراء أو يزور معسكراً للنازحين فهذا مجرد رأي شخصي يخص صاحبه الذي لن يختلف فهمه في هذه الحالة كثيراً عمن حاولوا صناعة مانشيت رئيس لصحيفتهم من العدم.

· ويا ما حا نشوف من صحف تعود أصحابها على الكسب الرخيص.

· مقاطعة كل من أساءوا لهذا الشعب وتماهوا مع الطغاة وحققوا ثرواتهم من وراء التدليس والكذب والتغبيش ستختصر علينا الوقت وتجعلنا أكثر تركيزاً على الأهم.

· الملاحظ أيضاً أن الجزء الأعلى فقط من الصفحة التي حملت المانشيت ( العبيط) أظهر خمسة إعلانات لشركات مختلفة، فالدعوة إذاً إلى ضرورة مقاطعة الشركات التي تعلن في صحف منتسبي نظام المخلوع وأذيالهم كما تابعتها في صفحة الباشمهندس ابراهيم خلف الله دعوة تستحق استجابة فورية.

· فهذا هو الدور الذي يتوجب علينا كثوار أن نقوم به على أكمل وجه.

· عيب علينا والله أن يضحي الوليد، هزاع، دكتور بابكر، السنهوري، عبد العظيم، محجوب، عباس فرح وكل رفاقهم بأرواحهم من أجلنا، فيما نعجز نحن عن رفع سلاح المقاطعة في وجه من ساهموا بدرجات متفاوتة في قتل هؤلاء الشباب اليفع.

· وأزيدكم من الشعر بيتاً بالتنويه إلى أن غالبية هذه الصحف لا تطبع نسخاً تكفيها ولا تبيع بالصورة التي يتخيلها أي قاريء عندما يطالع الأعمدة ويرى الصور وتجذبه المانشيتات.

· فلو لا الإعلانات التي ظل نظام السفاح الفاسد يوزعها على أصحاب الحظوة من الناشرين لما أمكن لأي منها أن تصدر لأسبوع واحد، دع عنك أن تستمر في الصدور لسنوات.

· أحسبها عزيزي القاريء وستتأكد من صحة كلامي أعلاه.

· فأكثر الصحف الورقية انتشاراً قد لا تتعدى نسخها اليومية ألفي نسخة، فهل يكفي هذا العدد للإستمرار في الصدور!!

· ليس بالضرورة أن ننتظر قرارات وزير الإعلام، بل يمكننا أن نقاطعهم، وما أقسى سلاح المقاطعة في هذا المجال تحديداً.

· لكن ذلك لا يمنع أن نهمس في أذن الأستاذ فيصل قائلين أننا نريد إعلاماً نظيفاً يشبه هذه الثورة العظيمة.

· صحيح أنكم اتخذتم جملة من القرارات وبدأتم في تصفية المؤسسات الإعلامية التابعة للكيزاني وجهاز الأمن، لكن ماذا عن المطبعة الرئيسة في البلد يا وزير الإعلام!!

· سبق أن عبرت عن أسفك لعدم صدور صحيفة تتبنى خط الثورة، لكن كيف لنا أن نصدرها يا أستاذ فيصل والمطبعة الوحيدة التي تطبع جميع الصحف تتبع لجهاز الأمن!!

· قد يبدو الأمر مدهشاً لبعض القراء العاديين، لكنه الواقع.

· صدق أو لا تصدق عزيزي القاريء، لم تكن هناك مطبعة قادرة على طباعة الصحف طوال السنوات الماضية بخلاف المطبعة التي يملكها جهاز الأمن.

· لذلك ما كان ينطلي علينا حديث أن فلاناً من الصحفيين قد اجتهد وكابد وكافح فتغيرت أوضاعه.

· كل الصحف كانت تصدر بموافقة جهاز الأمن، وهذا هو سبب حرص الجهاز على امتلاك أكبر مطبعة في البلد.

· يعني كانوا يصادرون بعض الصحف صباحاً ليمنحون أصحابها دعمهم السخي مساءً.

· شايفين اللعب كان كيف!!

· وقد آن الأوان لتغيير هذا الوضع المؤسف.

· ويوم أن يتغير يا سعادة الوزير ونسمع بأن هناك مطابع (حرة) قادرة على طباعة الصحف سيكون لكل حادث حديث.