انهيار الجيش السوداني والخيارات الاخري (3-١٢) بقلم محمد ادم فاشر

انهيار الجيش السوداني والخيارات الاخري (3-١٢) بقلم محمد ادم فاشر


11-06-2019, 06:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1573062619&rn=0


Post: #1
Title: انهيار الجيش السوداني والخيارات الاخري (3-١٢) بقلم محمد ادم فاشر
Author: محمد ادم فاشر
Date: 11-06-2019, 06:50 PM

05:50 PM November, 06 2019

سودانيز اون لاين
محمد ادم فاشر-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




ولئن كان الامر الوحيد لم يستطيع الجلابة إخفائه او نكرانه هو احتكار المؤسسات الأمنية وخاصة الجيش والأمن .وان طريقة استيعاب في الكلية الحربية كانت ومازالت النقطة السوداء في العدالة السودانية. وكل الحكومات كانت تعلم بان هناك عمل عنصري قيح ولكن تتجاهل بسبب الصلة في العنصرية في معظم الأحوال وهم شركاء في الجرم والهدف.
فان الخلفية للجيش كانت مرتبة علي ان يكون العربان الصديقة وهم الجنجويد ذلك العصر والمقصود بهم الشماليون هم في مرتبة القيادة بسبب دورهم في التعاون مع الإنجليز في حرب النهر. واغلب الجنود كانوا من العبيد المحررين قبل ان ينضم اليهم كتيبة هجانة الأبيض . ولذلك الشكل البنائ ليس اجتهاد ابناء النيل في الحقيقة .بل كان دورهم فقط في المحافظة علي هذا البناء الذي كان مسؤل منه الإنجليز تأسيساً علي النظام الطبقي في المجتمع وقتئذ .
فالإنسان الأسود في ذلك الوقت وبل حتي الان في نظر ابناء النيل علي انهم عبيد بشكل عام . فالعبيد لا يصلحون لشئ ناهيك عن قيادة الجيوش. وان هذه الروح هي المسؤلة من الخلل الوظيفي في الدولة السودانية بشكل عام الي يومنا هذا.
و هذه النظرة تجاوزت الجيش الي المؤسسات الاخري وقد جري النقاش في البرلمان السوداني علنا عندما تم تعيين احد القضاة السود في منتصف الستينات ، ما اذا كان العبد يصلح ان يكون قاضيا ! فبالضرورة ان لا يكون ايا من العبيد علي رأس مجموعة في اية مؤسسة اخري فان ابعاد اهل الغرب من كل وظائف السودنة وعددها كانت نحو 800 وظيفة كانت مؤسسة علي هذه النظرة والمقصود بالعبد هو الأسود كما سلفت الاشارة ولذلك احتكار الوظائف القيادية مصدرها قناعتهم بان العبيد غير صالحين ان يكونوا قادة وان صار احدهم في موقع القيادة لسبب من الاسباب سيكون وجوده صوري كما كان الجنوبيون في المواقع القيادية، بسبب اتفاقية أدس ابابا ودونك مناوي عندما صار مساعدا للرئيس غادره حتي قبل ان يعرف مهماته الوظيفية . وكانت القمة في العنصرية عن السائق من ابناء الشمال الذي رفض ان يكون سائقا لنائب رئيس الجمهورية من ابناء الجنوب . وقد كانت المشكلة ليست في الرفض بل في وزارة النقل التي استبدلت السائق بأحد ابناء الغرب ،وكفي حتي لم يتم توجيه صوت اللوم للسائق الذي رفض باعتبار ان الاحتجاج مقبول حتي في نظر مرؤوسه .
فان طريقة قبول الطلبة في الكلية الحربية والإقصاء غير المنطقي عندما يمر الطالب الذي اجتاز كل المعاينات ليكون معاينة القائد العام حجر العثرة وهي المرحلة النهائية في سباق المنافسة .ليمر امام شخص جالس في مكتبه لينظر الي المتنافس وهو يمر أمامه وفي اكثر الاحيان حتي لا يتحدث اليه ،ليأتي القرار بإبعاده او قبوله بناء علي شكله ولونه بدون اي من المعايير الموضوعية سوي قياس العنصري. ليخرج المتنافس الذي تم رفضه وعدد الذين سبقوه و القادمين من المغضوب عليهم ليكونوا سرايا وكتائب وتبدأ في الحرب مع المؤسسة العسكرية التي كونت قادتها بعناية فائقة من الوجاه والوسامة منها يبدأون ايجار المرتزقة الطيارين وبل صناعة الجنجويد ليحاربوا بدلا عنهم.
وقد كان العيب ان كل السودانين يشاهدون العنصرية الممارسة في الجيش ولكن كل الأقلام من ابناء النيل رفضت استنكار هذا المشهد العنصري المؤلم ولا حتي بكلمة من الكتاب والإعلامين والسياسين وغيرهم وبل كانوا ومازالوا يعلنون الحرب لكل من تحدث عن هذه العنصرية وتصرفات جيشهم التي تكلف من المدنين من يحارب بالنيابة عنه وما ان انقلب السحر علي الساحر بدأوا في الصراخ ليستنكروا الأقربين والابعدين لحماية الجيش وما قيمة الجيش الذي يحتاج للحماية من المدنين اليس ذلك هو الانهيار المدوي.