صحافتنا السودانية .. و الواقع المرير ! بقلم خالد الطاهر العجيمي

صحافتنا السودانية .. و الواقع المرير ! بقلم خالد الطاهر العجيمي


11-05-2019, 04:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1572966897&rn=1


Post: #1
Title: صحافتنا السودانية .. و الواقع المرير ! بقلم خالد الطاهر العجيمي
Author: خالد الطاهر العجيمي
Date: 11-05-2019, 04:14 PM
Parent: #0

03:14 PM November, 05 2019

سودانيز اون لاين
خالد الطاهر العجيمي-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر




* الواقع الذي تعيشه الصحافة السودانية .. يشير إلى التدني الفظيع في المفهوم العام للشعب السوداني من حيث النظرة الشاملة للتنمية و التطور للبلاد قاطبة .. هذا المفهوم الذي كان ينبغي أن يتطور مع التطور المذهل الذي حدث منذ ديسمبر الماضي .. و الذي أفضى إلى تغيير النظام السياسي في البلاد .. و لأن التغيير إنما تم على ايدي الشعب السوداني ...منذ خروجه فى عدد من المدن السودانية كان ختامها في الخرطوم حيث الإعتصام حول مباني القيادة العامه للقوات المسلحة .
* فالشعب السوداني لا يشرب أو يأكل سياسة .. و ما يجري من تغيير و كذلك الإجراءات التي تجري تباعا منذ أبريل الماضي رغم البطء الشديد في بعضها أو معظمها .. إنما تسير في الإتجاه الذي اختاره الشعب السوداني .. أو قطاعات عريضة من المجتمع السوداني .. ولكن يعتبر الإعلام السوداني مؤشرا لمعاش و واقع الناس المعوج .
* في حين نجد أن الصحف السودانية قد تجاوزت العشرين صحيفة .. لا يتجاوز مجمل مطبوعها مجتمعة الستين ألف نسخة .. و هذه نسبة ضئيلة جدا مقارنة بمجموع القراء إذ لو تم توزيع هذه الصحف على الطلاب لما تم تغطية طلاب الجامعات في العاصمة الخرطوم فقط .. دعك من كافة المواطنين .
* نعلم يقينا أن الإعلام عموما و الصحافة خصوصا .. تخدم عدة أوجه من المجالات التي يلج فيها الإعلام .. إذ نجد الإعلام المتخصص أو الولائي أو الشامل أو الإعلام التنموي أو الدولي .. فهنا في الخرطوم لا نجد سوى الإعلام السياسي أو ذلك المهتم بالأمور السياسية فقط .. في وريقات لا تشبع من جوع ..ربما نجد صفحة عن الجريمة أو أخبار الإقتصاد أو أخبار الرياضة .. مجرد أخبار فلا نجد تقارير متخصصة أو ملفات عن الكثير من القضايا التي تهم البلاد بصورة علمية عميقة بل و تقدم حلولا للكثير من المشاكل التي تعاني منها البلاد و العباد .
* ولا نجد سوى شذرات عن أخبار عالمية .. دونما تعمق و لا تفاصيل قد يستفيد منها القارئ ، خاصة عن تلك الدول التي يدور فيها أو حولها أحداث ساخنة كإيران و اليمن و العراق و فلسطين و الدول الأوروبية .. بل و الأغرب أن نجد في صحافتنا الأخبار متشابهة أو متطابقة هنا و هناك للدرجة التي نسمع فيها عبارة " كلام جرائد " ولا نجد أي قضية ذات مغزى متناولة في صحفنا .. و هذا رأي أغلب الناس .. و هذا مؤشر غير إيجابي بالنسبة للصحف مما يشعرنا بالتدني المريع في صناعة الصحافة السودانية و كأنما الصحافة عندنا تغرق .
* و بنظرة فاحصة .. للحياة داخل الصحف اليومية .. نجد أن معظم الإنتاج الصحفي مجرد مجهود فردي للصحفيين العاملين في الصحيفة المعنية .. و هذا لمجرد البقاء أحياء داخل الصحف .. من دون أن يتم فصله من عمله .. و بدون تدريب للصحفيين من قبل إدارة الصحيفة و أن العمل فردي و ليس جماعيا .. ربما تم توفير عربة للترحيل أو تلفون للإتصال .. و لكن في الغالب الأعم لا حياة لمن تنادي .
* رب سؤال قد يطرحه البعض .. لماذا هذا الواقع المؤلم أو الأليم ؟ و الإجابة على هذا .. لأنه أولا لا يوجد فكرة شاملة للعمل الشامل للصحافة في السودان .. و لا يوجد مستثمر شجاع يدخل عالم الإستثمار في عالم الصحافة .. ثانيا ليس هناك توحد يجمع شمل و شتات الصحفيين .. مثل مركز ثقافي صحفي أو أي شيء من هذا القبيل .. ليتناول المشاكل الصحفية أو مشاكل الصحفيين و السعي إلى حلها .. مع الإستماع لآراء الصحفيين أنفسهم مع توضيح مشاكلهم ..
* فمن مشاكل الصحفيين عدم وجود فرص للعمل داخل الحوش الصحفي .. إذا العدد العامل قليل مع الأعداد الكبرى التي هي في إنتظار فرصة عمل ، هذا بالإضافة إلى عدم وجود فرص تدريب .. أو وجود مكتبة متنوعة داخل الصحيفة المعنية أو انترنت .. تعين الصحفي في أداء رسالته .. إنما هو إجتهاد شخصي من أغلب الصحفيين .. و بعض الأعمال الناجحة قد تكون من محض الصدفة أي خبط عشواء دون دراسة أو إعداد مسبق .. و من أهم المشاكل الرواتب الضعيفة و عدم وجود حوافز تعين الصحفي على أداء رسالته .. دون اللجوء للإستعانة بالعمل في حقل الإعلانات أو إلى التصرف إلى ما يسيء للعمل الصحفي و سمعة رجل الإعلام .
* كنت أود الإسترسال في هذا الأمر .. و لكن أكتفي بهذا حتى أفتح الباب للآخرين للإدلاء بآرائهم حتى تتضح الصورة و تكتمل الحلقة لعل حالنا ينصلح .. علما بأن أغلب المادة الصحفية تنبع من العاصمة الخرطوم .. و القليل جدا من بقية أنحاء البلاد ..رغم إتساع هذه الأرض السودانية .. فالإعلام لا يصل إلى هناك إلا لتغطية شيء مهم هناك .. أو عبر مراسلات المراسلين .. الذين قد لا يستطيعون تغطية كافة مناحي الحياة .
ربما أرسلت صحيفة ما موفد منها لتغطية أحداث محددة .. هذا قد يسعه الزمن و قد تغيب عنه معلومة ما .. لكنه لو مكث بعض الشيء لاستطاع رسم صورة صحفية جيدة .. ليتنا نتجمع وراء واقع جيد حتى نحقق ما نصبو إليه .. و ليت ملاك الصحف و رؤساء إداراتها و تحريرها ينزلون من برجهم العاجي إلى حيث معشر الصحفيين ..موجودين .. ليستمعوا لآرائهم و مشاكلهم و قضاياهم و مقترحاتهم .. حتى تنطلق الصحافة السودانية و تحلق عاليا .

خالد الطاهر العجيمي - صحفي سوداني.
Email: [email protected]