الإخوة الأشقاء أبنـاء سوريا لما سيرتكم تختلف ولا تواكب الأحــوال ؟؟؟

الإخوة الأشقاء أبنـاء سوريا لما سيرتكم تختلف ولا تواكب الأحــوال ؟؟؟


11-02-2019, 01:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1572698595&rn=0


Post: #1
Title: الإخوة الأشقاء أبنـاء سوريا لما سيرتكم تختلف ولا تواكب الأحــوال ؟؟؟
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 11-02-2019, 01:43 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة الأشقاء أبنـاء سوريا لما سيرتكم تختلف ولا تواكب الأحــوال ؟؟

لقد فرضت علينا ظروف الحياة في سنوات الطفرة بدول الخليج أن نلتقي ونتعامل مع معظم أبناء الشعوب العربية .. وبنفس القدر هي تلك الظروف التي جمعتنا مع الكثيرين من الأشقاء من أبناء سوريا .. ولا نتملق ونرائي حين نقول أن الإخوة السوريين تطيب عشرتهم بطريقة مميزة وخاصة .. وتلك الأيام في معية البعض من أبناء سوريا أكدت لنا أن طبائع الشعب السوري يميل كثيراُ لطبائع الشعب السوداني .. وهو شعب عند التعامل يميل لذلك النوع من المرح والمزح البريء الخالي من الأحقاد والتكبر والتعالي .. وتلك السنوات في رفقة هؤلاء الأبناء من سوريا عرفتنا بأننا نتعامل مع شعب دمث الأخلاق طيب العشرة .. ففي أيام قليلة مع رفقة هؤلاء السوريين تلاشت تلك القيود التي تفرض ذلك النوع من التحفظ عند التعامل عادة بين الشعوب العربية .. وقد اكتشفنا نحن أبناء السودان بأن أبناء سوريا لديهم نفس النزعة السودانية التي تحب المزح والهزار الكثير عند التلاقي كل مرة .. والإنسان السوري يفتح قلبه كثيراُ للإنسان السوداني ويحب أن يمازحه بطريقة بريئة للغاية .

تلك المقدمة أردتها فقط لإظهار المشاعر نحو أبناء سوريا قبل الدخول في ( جوهر القضية السورية ) .. وقبل لحظات كنت أقرأ تقريراُ في موقع بي بي سي العربية يفيد بأن 3.7 مليون لاجئ سوري يتواجد حالياُ فقط في تركيا .. ناهيك عن تلك الملايين من أبناء سوريا اللاجئين في أرجاء المعمورة !.. وتلك كارثة إنسانية لم يحدث لها مثيل في تاريخ الشعوب العربية .. وبدأت أسأل نفسي في حيرة كما يسأل الآخرون من أبناء الشعوب العربية وأقول : ما هو ذلك السر الرهيب الذي جعل ثورة الشعب السوري مغايرةُ كلياُ في محصلاتها عن الثورات في العديد من تلك الدول العربية ؟؟ .. فتلك كانت ثورة الشعب الصومالي في يوم من الأيام .. ثم كانت نهاية حكم محمد سياد بري .. وتلك كانت ثورة الشعب التونسي .. ثم كانت نهاية حكم على زين العابدين .. وتلك كانت ثورة الشعب المصري .. ثم كانت نهاية حكم محمد حسني مبارك ,, وتلك كانت ثورة الشعب الليبي .. ثم كانت نهاية حكم معمر القذافي .. وتلك كانت ثورة الشعب اليمني .. ثم كانت نهاية حكم على عبد الله صالح .. وتلك كانت ثورة الشعب السوداني الثالثة .. وكانت نهاية حكم عمر حسن البشير .. واليوم تجري ثورة الشعب الجزائري .. وبوادر الثورة في الجزائر توحي بالنجاح .. وكذلك اليوم تجري ثورة الشعب اللبناني .. والبوادر في لبنان توحي بأن الغد سوف لن يكون إطلاقاُ كالأمس !.. وتلك هي ثورة الشعب العراقي الشقيق التي تدور رحاها في هذه الأيام .. وكل البوادر يوحي بأن عراق الغد لن يماثل ذلك العراق الذي أفسده ذلك التدخل الأمريكي بقيادة بوش الابن .. وتلك الثورات والانتفاضات في تلك الدول العربية المذكورة كانت صريحة وواضحة المعالم للغاية في حركاتها وسكناتها إلا تلك الثورة العجيبة للشعب السوري .. فهي ثورة بدأت خطواتها كمثيلاتها من الثورات في الدول العربية .. ولكنها فقدت البوصلة في مرحلة تعد غامضة ومجهولة للدارسين حتى هذه اللحظات !.. ولم يشهد العالم إطلاقاُ مثل ذلك العنف والمقاومة والدمار الشامل الذي صاحب ثورة الشعب السوري .. كما أن العالم لم يعرف إطلاقاُ مثل ذلك النوع من التدخل السافر للدول الخارجية في شئون سوريا !!.. حيث دول تقف بشدة مع الشعب السوري الثائر .. وأخرى تقف بشدة مع النظام السوري القائم !.. وذلك التدخل السافر من الدول سحب البساط من تحت أقدام الثوار في مرحلة من المراحل .. كما أوجد حالة غريبة للأوضاع في سوريا .. فلا توجد دولة في سوريا بالمعنى الصريح !! .. كما لا توجد ثورة في سوريا بالمعنى الصريح !.. فهي تلك الثورة السورية التي تقف وحيدة ومغايرة لكل الثورات العربية .. وتلك المغايرة قد فتحت الكثير والكثير من التكهنات والاجتهادات .. كما أن تلك المغايرة قد فرضت الكثير والكثير من الأسئلة الحائرة التي تدور في أذهان الناس .. تلك الأسئلة التي تقول ( ما الذي جعلت ثورة وانتفاضة الشعب السوري تنفرد في محصلاتها دون ثورات الشعوب العربية ؟؟ ) .. وما هو ذلك السر الغامض الذي يحتم ويفرض تواجد النظام القائم في كل الأحوال حتى ولو تم تدمير الدولة من الألف للياء ؟؟ .. وحتى لو تم تشريد الشعب السوري عن بكرة أبيه ؟؟ .. وهل من الممكن أن تتواجد في الدنيا حكومة فقط دون دولة أو شعب ؟؟ .. وعزة الله لو كنت في مكان ذلك الرئيس المبجل ( بشار الأسد ) لاخترت ذلك التزهد عن العرش والكرسي .. ذلك التزهد الذي يجلب راحة البال ويبعدني من كاره يكرهني أو يقربني من محب يحبني !! .. وما كنت أقبل يوماُ أن احكم شعباُ يقيم في خيام العزاء ! .. حتى ولو عفا عني أهل العزاء مليون مرة .