Post: #1
Title: لتكن ذكري أكتوبر المجيد تنبيها لنا بأن لا نسمح بتكرار الماضي بقلم محمد صالح رزق الله
Author: محمد صالح رزق الله
Date: 10-23-2019, 02:11 PM
02:11 PM October, 23 2019 سودانيز اون لاين محمد صالح رزق الله-بريطانيا مكتبتى رابط مختصر
تعزيزا لمصداقية قوي الثورة و التغير الجذري لبنية الدوله السودانية ، هنالك قضايا مهمة تم تجاهلها و تقزيم حجمها ودورها المساعد لهذه القوي في كسب المزيد من التأييد والثقل الجماهيري الذي هو العامل الأساسي في حسم الصراع لصالح من تقف معه وبجانبه . وبما أن الثورة السودانية هي ثورة تراكمية مرت عبر سنواتها الطويله بالعديد من المنعطفات و الأخطاء والانتكاسات بفعل و أداء الثوار أنفسهم و قياداتهم . و من المؤسف حقا لم نرى او نسمع او نطلع علي اي نقد جاد بناء و موضوعي و بنهج علمي يعترف بهذه الأخطاء و يشرحها ويغوص عميقا في جذور مسبباتها و يخضعها للدراسة والتحليل و التقيم ، ويستخلص منها الدروس والعبر ، و يعمل علي استنباط الأسس والقواعد و الضوابط التي تمنع تكرارها في المستقبل . و التقاعس عن ذلك يقدح في أهلية و مقدرة هذه القوي في إنجاز المهة التي وضعتها علي عاتقها ، و هي استئصال الدولة القديمة و بناء دوله العداله والحرية والسلام والديمقراطية . أما المرور علي كل هذه التجارب بغض النظر عن مرارتها وتعقيداتها مرور الكرام ، فهو في حد ذاته مؤشر بعدم النضوج ، وضعف للوعي الثوري والسياسي و ضحالة واستهتار واستهجان بمهمة و مسؤولية العمل الثوري والسياسي ، وتقليل من حجم الضرر والمآسى التي إصابة الوطن و شعوبة ، وإفساح المجال لاستمرار دولة الظلم و الاسترقاق الاستعباد و الاستبداد . فعلي قوي التغير والثورة ان ارادت ان تكون كما تطرح وتقول ان تقرن القول بالفعل لا بالتمني وحسن الظن الساذج ، فالقضية ان نكون او لا نكون ، لا مساحة فيها للتهاون والهزل . السكوت علي أخطاء الماضى السياسية وعدم الاعتراف بها و المحاسبة عليها ، هي رسالة تطمئن ضعفاء النفوس والانتهازين المتسلقين وتجار السياسية و المغامرين والمراهقين السياسين بأن يسدروا في غيهم غير عابهين بما يسببون من ضرر و دمار و خراب بالوطن . من حق الشعوب السودانية أن تملك كل الحقيقية ليس نصفها ، يجب فتح كل الكتب حتي تطلع عليها . علي كل القوي السياسة السودانية إبراء ذممهم السياسية و التصالح مع ذاتهم بنقد تجاربهم بصورة موضوعية والاعتراف بالأخطاء التي ارتكبت في حق الشعوب السودانية ، و كما قالت الثورة انتهي زمان ( القتقتة و الدسدسة) يجب معرفة الحقائق بشفافية ومصداقية و رؤية علمية عقلانية ، علي ضوء سمة العصر ، ليس بطريقة ود ضيف الله في الطبقات . عليهم توضيح وتعليل لماذا فشلت الثورة المهدية و ماهي الأسباب ؟، من الذين تامروا ضد ثورة اللواء الأبيض ؟ ، ما هي خفايا ماسمي بالاستقلال ؟، ما هو سبب اندلاع الحرب في الجنوب بعيد الاستقلال ولماذا ؟ كيف تم انقلاب عبود ومن وراءه ؟ كيف تم إجهاض ثورة ٢١ أكتوبر و ابريل ١٩٨٥ ؟ من كانوا خلف الانقلابات العسكرية ؟ لماذا تقاتل الرفاق في الحركة الشعبية لتحرير السودان ، فيما بينهم أكثر من قتالهم لحكومات الخرطوم ، ما هو سبب انقساماتهم ؟ ، من الذين ساهموا في انفصال جنوب السودان ؟، لماذا انقسمت حركة تحرير السودان وتناثرت اشتات ، كذلك حركة العدل والمساواة ؟ ما وراء انقسامات الأحزاب السياسية اليمينية واليسارية والطائفية ؟ . هذه كلها أسئلة تحتاج الي تحقيقات ومحاسبات لأنها تخص الشأن العام السوداني ، وكل أزماتها انعكست سلبا علي الشعوب السودانية و مستقبلها . وليس هنالك أي دافع يقنع الشارع السوداني بجدية ومدي مسؤولية هذا التنظيمات ، ان لم تقم بمحاسبة نفسها . التهاون وغض الطرف عن كل ما ذكرناه و اغفاله وكأن ما لم يحصل ، يشجع علي الاستمرار علي نفس النهج والمنوال . واليوم ما يدور في الساحة السياسية يؤكد قولنا ، فهنالك مناظر تؤشر لعرض نفس الفلم القديم ! خذ منها مثالا: ما يقوم به الجنجويدي القاتل المغتصب حميدتي في تمثيل دور حامي الوطن وحافظ أمنه و صديقه البرهان وشريكة في كل ما ارتكب من مجازر واغتصاب وتهجير ، يتطاول علي مشهد من من يفترض ان يكونوا اهل الضحية ويتشدق بمناصرة الثورة ويقر بعدالة قضاياها و يثني علي الثوار وانجازاتهم ، انها عجائب الدنيا ! . ولكن لما لا !!! يحدث ذلك طال ما ان مجرم محرقة الضعين وعراب قوات المراحيل مهندس الهبوط الناعم هو زعيم الأمة وحكيمها ! و بايع التجمع الوطني الديمقراطي ، هو سيد الاسياد و يستشار في كل كبيرة وصغيرة ، وحارقي بخور دولة الانقاذ هم حماة الثورة ، و انتهازي الحركات المسلحة و المطبلين للقاتل المغتصب أصبحوا رعاة السلام . لذلك علينا أن نجعل من ذكري ثورة أكتوبر ٢١ ، مفصلا ما بين الماضي البغيض والقادم الجديد ، والتشديد علي ان سياسة عفا الله عما سلف ، انتهت ولن تعود إلي الأبد ،وأن الجرائم المرتكبة في حق الوطن لا تسقط بالتقادم ، ولا حرية وسلام بلا عداله ، وليس من أحد فوق القانون والمحاسبة ، الوطن ليس حديقة خلفية في منزل أحد يفعل بها ما يشتهي ويهوى ، فمن أراد أن يخوض في شئون الشعوب السودانية علية ان يكون مؤهلا لذلك من كل الجوانب و مستعدا للتحلي بالصدق والشفافية و شجاعا في نقد الذات والاعتراف بالخطاء إذا ما وقع و مرحبا بالمسألة والمحاسبة . عاش أكتوبر المجيد نبراسا يضئ لنا الطريق و حتما سننتصر محمد صالح رزق الله 21/19/2019
|
|