واقع محزن ! بقلم زهير السراج

واقع محزن ! بقلم زهير السراج


10-19-2019, 00:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1571442681&rn=0


Post: #1
Title: واقع محزن ! بقلم زهير السراج
Author: زهير السراج
Date: 10-19-2019, 00:51 AM

00:51 AM October, 18 2019

سودانيز اون لاين
زهير السراج -canada
مكتبتى
رابط مختصر



مناظير





* احكى لكم حكاية، عندما وصلتُ الى كندا للمرة الأولى قدمتُ لتقييم شهاداتي الجامعية للبحث عن وظيفة مناسبة. حسب التقليد فإن مؤسسة التقييم تقوم بإرسال (ايميل) ــ رسالة إلكترونية ــ للجامعة لكى تؤكد لها صحة الشهادة وانها ليست مزورة، بالإضافة الى ارسال شهادة التفاصيل التي يجب أن ترسلها الجامعة بشكل مباشر الى المؤسسة ولا تُقبل من الشخص نفسه، وهنا لا بد أن أشير الى أن (توثيق) الشهادات مجرد (مضيعة زمن) إذا كان الغرض هو العمل او الدراسة في امريكا وكندا ومعظم الدول الاوروبية، ولا يُعتد به حتى لو حمل توقيع وزير الخارجية أو رئيس الدولة نفسه، لأن الجامعات ومؤسسات التقييم في تلك الدول لا تقبل إلا الشهادات المرسلة من جامعتك مباشرة، أو بعد أن تؤكد لها الجامعة أنها صادرة منها، خوفا من التزوير!

* ارسلت مؤسسة التقييم الدولية رسالة الى جامعة الخرطوم تطلب منها تأكيد صحة الشهادات التي قدمتها إليها، بالإضافة الى طلب شهادة التفاصيل. كان ذلك في عام 2007 ، وظللت أنا وهى ننتظر رد جامعة الخرطوم لمدة عام كامل بدون ان يفتح الله عليها بكلمة، رغم استعانتي بعدد من الاساتذة والزملاء هناك، وأرسلتْ المؤسسة رسالة بالبريد العادي وانتظرنا ايضا بدون فائدة، فاضطررتُ الى السفر الى الخرطوم في ظروف صعبة جدا، لاكتشف ان كل (إيميلات) الجامعة الموضوعة على موقعها الإلكتروني إما لا تعمل أو لا يهتم أحد بفتحها، وأن الخطابات والطرود تكاد تصل الى السقف في مكتب البريد!

* حكيت هذه القصة على صفحتي في (الفيس بوك) على خلفية مقالي اول امس عن الضعف الشديد الذى نعانى منه في استخدام وسائل التكنولوجيا وعدم معرفة الاغلبية للطباعة باللمس، واستخدام ابسط مهارات الكمبيوتر، فوصلتني عشرات الرسائل والتعليقات على هذه الحكاية، اقتطف منها الآتي:

* مدير جامعة سودانية مشي زيارة لي جامعة إيطالية عشان يعقد معاهم شراكة، قالوا ليهو خلاص أدينا إيميلك عشان نرسل ليك مسودة الإتفاق حتى تراجعها، تفاجأوا إنو الجامعة اصلا ما عندها موقع، عشان المدير يكون عندو إيميل أكاديمي!

* كنت اتعامل مع شركات الادوية والامدادات الطبية، حاولت استخدام ارقام التلفونات والايميلات الخاصة بهم التي وجدتها على الكرتونة، ولم اجد تلفون او ايميل يعمل!

* صدقا لمقالك هذا، قبل حوالي 3 سنوات وانا في (دبي) تواصلتُ مع شخصية مهمة وفي منصب كبير في إحدى مؤسسات الدولة في السودان بغرض عمل مشترك لتقديم خدمات للمؤسسة المعنية، وطلبت منه الإيميل الخاص به لارسال المستندات فارتبك ثم استدرك وقال انه "بايظ" اليومين ديل..عشان كده ما حيقدر يستعمله، وكأنه الة كاتبة او جهاز كمبيوتر!

* أنا خريج علوم رياضية 2007 النيلين، وتخصصت في الرياضيات والحاسب ولكن في الجامعة لم نتعلم شيئا سوى القليل ولما تخرجنا، منا من فتح الله عليه وأهَّل نفسه بكورسات وطرق اخرى بعد الجامعة، وكنا نجهل ابسط شئ عن قواعد الطباعة والاوفيس، وحتى الآن لا اجيد الطباعة بكلتا اليدين انما بواحدة وشئ من الاخرى، اما حديثك عن الايميل والمراسلات فلم نتعلم عنها شيئا إلا بعد ان اغتربنا ودخلنا دهاليز التكنولوجيا واجتهدنا فيها، ومنا من قضى نحبه ومنا من ينتظر ونسى ما تعلم ودرس وتوكل مع الغبش وداقش الحياة!

* اكرر القول عن ضرورة تعديل المناهج لتشمل تعلم واتقان الطباعة باللمس (العشرة اصابع) وبعض مهارات الكمبيوتر الاساسية (اوفيس) في مرحلة مبكرة .. وإلا سنظل مجرد طواحين للجهل والتخلف والفقر، بينما نتصنع المعرفة التي نظن أنها نشر البوستات على الفيس بوك واستخدام الواتساب!!