ذلك الشئ ! بقلم اد / علي بلدو

ذلك الشئ ! بقلم اد / علي بلدو


10-15-2019, 04:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1571151859&rn=0


Post: #1
Title: ذلك الشئ ! بقلم اد / علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 10-15-2019, 04:04 PM

04:04 PM October, 15 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خواطر طبيب


توالت حالة الاظلام التام و الاطفاءات الكاملة للشبكة القومية’ حيث اختلط ظلام الليل بظلمة انعدام الكهرباء بظلمات ظلم الانسان لاخيه الانسان’ و ظلم الغلابة على يد اهل الحكم و الصولجان’ و من دار في فلكهم من الانسباء و الاصهار و الاقارب و الزوجات و الاهل و العشيرة’ حتى استحالت سماءنا الي قطعا من الليل مظلما.
و دوما تسارع الجهات الحكومية المختصة باصدار البيانات الفورية و التي تحدث عن هذا الامر او ذاك من حكاية شبكة اثيوبيا و جيبوتي الى حجوة ربط الشبكة ’ الي اقصوصة الحمل الزائد مرورا برواية الصيانة و انتهاء بالصمت و الذي يحمل جل المعاني:
عسس الليل و غاما و اكتسى الوادي ظلاما
ان يكن صمتي رهيبا ان في صمتي كلاما
و ما اكثر المتكلمين و المتكلمات و حتى الملاكمين و المكلومين في هذه البلاد.
و لكن لا احد يصدق اقاصيص الحكومة في زمان الاسافير هذا’ و لعل ما يجود بها ناطقوها هو اول ما يتم استبعاده من الحقيقة و يتم البحث عن اشياء اخرى لتفسير الامور .
فما هو (ذلك الشئ) الذي تسبب دوما في اطفاء الشبكات’ و ما هو (ذلك الشئ) الذي كلما حاول الناس و المهندسون ادخاله اطفاء النور’ و هل حقا هو نفس ذلك الشئ الذي قال عنه احد وزراء الكهرباء و الطاقة سابقا(انه لن يدخل الشبكة ’ حتى يلج الجمل في سم الخياط)’ ام انه ( شئ ) غيره!
هل ذلك الشئ هو ما تصاعدت بسببه دعوات المهجرين و المقهورين و الذين لا ناصر لهم’ و التي وصلت لمالك الملك ’ فاستجاب لهم!, ام ان انين الاطفال و هم يصارعون الالم و الموت من لسعات العقارب و الثعابين و سمها الزعاف و الذي لا ترياق متوفر له في قرى البؤس و الشقاء ’ و مدن الاشباح النموذجية’ ام ان هذا الانين كان سببا في الظلام ليذكر الظالمين بظلمهم!
كما انه ليس من المستبعد ان تكون اموال السحت و الربا و التى افتى علماء السلطان بانها حلال ’ سببا في وجود هذا الشئ و من ثم تسببه دوما في هذا السواد اللجج’ مصداقا لما قاله الحق تعالى في حديثه القدسي( يا عبادي ’ لا تسالوا عني عالما اسكرته بحب الدنيا’ اولئك هم قطاع الطرق على عبادي)’ و لعل ذلك الطريق الذي قطعوه كان ( شريانا) للشيطان ل (يسد) طريق الخير ,و (ترتوي) من بعده الانفس الجائعة لمال الشعب و ضرائب و اتاوات المسحوقينو رسوم الارامل و المطلقات و حق ايجار الدرداقات لاطفال ايتام لا سند لهم في الارض’ و لكن للسماء احكامها الناجزة و العادلة’ بانكم لن تروا خيرا في ذلك الشئ ابدا!
لقد وشوش بعض القوم لبعضهم ’ ان لاتعلوا و لا تتطاولوا في بنيان شئ شبيه بهذا الشئ ’ رغم الجدوى الاقتصادية له’ و لكن ( لاشياء ) في نفوسهم ارادوا ان يبنوا صرحا كصرح فرعون و هامان و هو ( ذلك الشئ)و الذي كلما ارادوا ان يضيئوه اظلم و لم ينلهم منه سوى الماء و الطين’ و يا له من (طين)!