السلام الذي نريد... بقلم محمد عبدالله ابراهيم

السلام الذي نريد... بقلم محمد عبدالله ابراهيم


10-10-2019, 00:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570662777&rn=0


Post: #1
Title: السلام الذي نريد... بقلم محمد عبدالله ابراهيم
Author: محمد عبدالله ابراهيم
Date: 10-10-2019, 00:12 AM

00:12 AM October, 09 2019

سودانيز اون لاين
محمد عبدالله ابراهيم-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





__
[email protected]

في هذا الشهر "اكتوبر الجارى" ، وتحديدا يوم الاثنين القادم الموافق ١٤ اكتوبر ٢٠١٩ كما حدد له في وثقية اعلان جوبا لإجراءات بناء الثقة والتمهيد للتفاوض، والذي وقعت في ١١ سبتمبر ٢٠١٩ بجوبا عاصمة دولة جنوب السودان، بين الحركات المسلحة وحكومة الفترة الانتقالية في السودان، وبحضور فخامة السيد سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان وعدد كبير من الممثلين الاقليميين والدوليين والمهتمين بقضية سلام السودان إضافة الى الصحفيين والاعلاميين، سوف ينطلق قطار سلام السودان الذي ينتظره ملايين السودانيين داخل وخارج السودان، وخاصة السودانيين الذين تزوقوا هول ومرارت الحرب، وعاش اسوأ تفاصيلها من موت، قتل، اغتصاب، وحرق القرى، ولقد خلفت هذه الحروب آثار مباشرة وغير مباشرة في نفوس المواطنين، واحدثت جراحات عميقة بين المجتمعات، واسهم في نزوح وهجرة الملايين الى معسكرات النزوح واللجوء، كما يعتبر الحروب هى السبب الرئيسي في تدهور جميع قطاعات الدولة، ولعل القطاع الاقتصادي غير شاهد، حيث لم يتوقف أثره عند خلل ميزان المدفوعات والميزان التجارى فحسب، وانما بلغ كيس الخضار، وذلك بسبب سياسات النخب والانظمة التى كرست لإستخدام جميع موارد الدولة لدعم فواتير الحرب وفي المقابل تمزيق فواتير الخدمات، وبالأخص النظام البائد الذي خصص نسبة تفوق ال ٧٠٪ من ميزانية الدولة للحرب، وهذه السياسات اسهمت في ان تجعل السودان يدور في حلقة مليئة بالقتل والجوع والفقر، ولم يجنى منه غير الفشل طيلة سنوات الاستقلال.
وكما ان السودان يمر الآن بمرحلة هامة دقيقة وحساسه من تاريخه السياسي، وذلك بفضل ثورة الشعب الذي اطاح بأعتى وأعمق نظام فاشي مَر عليه، وان الثورة اتاحت فرصة تاريخية لإعادة بناء سودان جديد لكل السودانيين، وبما اننا مقبلين على تحقيق سلام شامل فى السودان، يجب علينا الإستفاده من هذه الظروف التاريخية والفرصة المثالية لنعبر بالثورة لغد أفضل، والسلام يعتبر جوهر هذه العملية فعلينا ان نحقق السلام للوطن وشعبه، وان نبحث في اعماق جزور القضايا لنضع حلاً شامل للحرب ومسبباتها، حتى نتمكن من اسكات صوت السلاح ونستبدل صناديق الزخيرة بصناديق الأمان والعلم والتنمية المستدامة والانتخاب.
فعلينا ان نحقق السلام الذي يكمل نواقص الثورة ويحقق شعاراته في الحرية والسلام والعدالة لبناء السودان الجديد، نبحث عن السلام الذي يقدم فيه قضايا الوطن اولاً ويضمن حلاً شاملاً لها قبل ان يكون سلام من اجل تحقيق مكاسب حزبية او جغرافية او لمجتمع معين او اجندات اخرى، والثورة السودانية طالبت بتحقق تغيير جزري على مستوى الوطن ككل وليس من اجل جهه معينة، لذلك فلننتصر للوطن اولاً، لانريد سلام يوقف الحرب وحده بل نريد السلام الذي يحمى المواطن ويوفر له الأمن في ضرعه وزعه، وفي كل ربوع السودان.
نريد السلام الذي يحقق المصالحات الوطنية بين الشعوب السودانية ويعمل على رتق نسيجه الاجتماعي من اجل خلق علاقات اخوية تسودها التعاون والاحترام بين كل المكونات السكانية في السودان.
نريد سلام يحقق العدالة دون حصانة او تمييز، ويسترجع الحقوق لإصابها.
نريد سلام يحفظ حقوق النازحين واللاجئين ومتضررى الحروب، ويعمل على إعادة اعمار مناطق الحرب وتعويض المتضررين.
نريد سلام يعيد للوطن مجده وللشعب كرامته، وينهض بالاقتصاد ينمو ويزدهر ويحقق التنمية العادلة المستدامة ورفاهية الشعب.
نريد سلام من اجل بناء سودان جديد لكآفة السودانيين تكون فيه المواطنه على اساس الحقوق والواجبات في ظل اشاعة الحريات وتحقيق العدالة وسيادة القانون وحكم الشعب ودستور دائم في ظل دولة ديمقراطية راشده.

*هذا هو السلام الذي نريد...*
اللهم انت السلام ومنك السلام انعم على بلادنا باستدامة السلام.