الكشة جاات! بقلم اد/ علي بلدو

الكشة جاات! بقلم اد/ علي بلدو


10-10-2019, 00:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570662772&rn=1


Post: #1
Title: الكشة جاات! بقلم اد/ علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 10-10-2019, 00:12 AM
Parent: #0

00:12 AM October, 09 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خواطر طبيب


في ظل الاطفاء العام و الذي ضرب عموم البلاد مرات و مرات في الاونة الاخيرة و لم يعلم له الناس سببا و لم يتم تنويرهم ’ على اعتبار ان السؤال عن بعض الاشياء قد تجلب السؤ لمن يسالها ’ و لذا كان الكل فيها من الزاهدين.
و مع ذلك الاظلام التام الذي دام لساعات’ اغفل الناس اظلاما اخرا اشد خطورة و ابلغ اثرا و اكثر امتدادا ’ لسنوات’ و هو الاظلام العام الناجم من الكثير من مواد قانون النظام العام السوداني و الذي تمت صياغته امام السطوة و الجبروت و شباب اهل الحكم’ و ايام( امريكا روسيا قد دنا عذابها) و افكار (الكوماج) و (التمكين) و غيرها من الشعارات التي ملات الساحات و القنوات سابقا’ قبل ان تصبح اثرا بعد عين’ و ايام اجتماع الكثير من اخطر اهل الملة تطرفا و تشددا و هم يخبروننا ان كل شئ محرم ما لم يرد نص بحله ’ على خلاف القاعدة الاصولية المعروفة’ و كما عبر هؤلاء من خلال تلك النصوص و التي لا تساوي الحبر الذي كتبت به و لا الورق الذي طبعت عليه’ عبروا عن نظرتهم الغريبة تجاه الاسرة و المراة و الطفل و تقاليد المجتمع و اعرافه’ و بينوا بوضوح ان الناس في وادي و هم في عالم اخر.
كما اصبح هذا القانون في الكثير من مواده مثل الفزاعة التي تدخل الخوف و الرهبة في نفوس الامنين’ من انتهاك لخصوصية الناس و حرمة الاسرة’ و منغصا للمناسبات السعيدة و الحزينة على حد سواء و لم تنجو منه حتى احتفالات اعياد الميلاد للاطفال و الذين هم احباب الله و الذين انهمرت دموعهم مدرارا و اصابهم ما اصابهم من خوف و هلع و فزع و هم يرون افراد الشرطة و هم يزيحون بالوناتهم و يقتادون اباءهم و امهاتهم و ضيوفهم بعيدا و بصورة تنتهك الكرامة الانسانية و لا تراعي ابسط مقومات حقوق الانسان ’ الذي كرمه الله تعالى في احسن تقويم.
و كما ناصب هذا القانون المراة العداء بصورة سافرة و جلية’ و اتخذها خصما لا لشئ الا لكونها انثي’ و ليس الذكر كالانثى’ و اصبح القانون بشرطته و كشته و سطوته ’ هو الخصم و الحكم و الجلاد و الشاهد و المتحرى و المبلغ’ و بالتالي اصبح سيفه مشهرا في وجه كل شابة و سياطه موجهه نحو ظهر كل سيدة’ و دفاراته جاهزة ل (رفع) اي شخص و لو كان امنا في قعر بيته’ و كان من يقومون على امره لم يمروا على (لاتجسسوا و لا تحسسوا) و (ادخلوا البيوت من ابوابها) و من الهدي الشريف(من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)’ بدلا من ان تقوم قيامة المواطنين كل يوم.
كما ابتعد القانون و مطبقيه عن فقه السترة و حفظ صالح المجتمع مع الامر بالمعروف و النهي عن المنكر, و التوجيه و النصح و الارشاد بالحسنى’كما اوصانا بذلك النبي الكريم عليه افضل الصلاة و ازكى التسليم’ بل انحرف الامر للابتزاز و المساومة و التهديد و الوعيد و نظام القنص و الحفر و الدعاوى و البلاغات الكيدية لتشويه سمعة الشرفاء و تلطيخ الاسر بما يكرهون ’ بكل ما في ذلك من اثار نفسية عميقة لا تزول ابد الدهر و لا يعوضها احد سوى رب العالمين الحكم العدل الخبير.
و ليس هذا فحسب بل تفتقت ذهنية المشرع عن مادة خاصة جدا لاذلال المراة و انتهاك حقوقها و مرمطتها بالتراب و هي مواد ما يسمى بالزي الفاضح و هي مواد فضفاضة’ يتم تفصيلها حسب المزاج’ و حسب الحس و الشعور و اثارة المشاعر و الغرائز و ... و عفوا (الكشة جااااات).